جيش لبنان يصد تسلل إرهابيين للداخل مع انطلاق معارك عرسال
الجيش اللبناني يأخذ موقفا دفاعيا يصد خلاله تسلل المسلحين للداخل ويحمي المدنيين فيما بدأت اشتباكات حزب الله وجبهة النصرة
منع الجيش اللبناني، الجمعة، مجموعة إرهابية من الفرار من بلدة عرسال الحدودية مع سوريا إلى الداخل اللبناني.
وجاء ذلك عقب بدء الهجوم البري الذي شنته مليشيا حزب الله في لبنان على بلدة عرسال، قائلا إنه يستهدف به عناصر جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) التي تتخفّى وسط اللاجئين السوريين بالبلدة.
ورفع الجيش اللبناني استعداداته حول عرسال بهدف إحكام الطوق بشكل كامل لمنع أي تسلل للمسلحين إلى الداخل اللبناني خلال المعارك، وبهدف حماية المدنيين داخل البلدة، وأقدم على إغلاق المعابر كافة من الجرود باتجاه عرسال، وفق ما نشره موقع "المستقبل" اللبناني.
ولم تصدر معلومات رسمية بشأن مشاركة الجيش اللبناني في الهجوم، غير أن الوكالة الرسمية أشارت إلى أن الجيش استهدف مجموعة إرهابية حاولت الفرار باتجاه عرسال قادمة من وادي الزعرور.
ويبدو أن الجيش يأخذ موقفا دفاعيا حتى الآن، عبر منع المسلحين من الفرار من منطقة المعارك إلى الداخل اللبناني، وحماية المدنيين.
وذكر مصدر أمني لبناني اليوم أن الجيش في وضع دفاعي، مشددا على أنه "إذا لم تتعرض مواقعنا لن نبادر... نحن في وضع دفاعي".
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام (الوكالة اللبنانية الرسمية) إن الهجوم البري أطلقه حزب الله من مرتفعات السلسلة الشرقية باتجاه مواقع جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، صاحبه قصف مدفعي مركز وغارت جوية للطيران السوري.
ونفذ الطيران التابع للجيش السوري الحكومي حوالي 15 غارة متتالية على مواقع النصرة في جرود عرسال وفق المصدر ذاته.
ويأتي هذا الهجوم في ظل توتر قائم في البلدة منذ أسابيع التي شهدت مداهمات قام بها الجيش اللبناني في مخيمات اللاجئين السوريين بحثا عن مطلوبين متهمين بشن عمليات إرهابية ضد الجيش.
ولبلدة عرسال في شمال شرق لبنان حدود طويلة ومتداخلة مع سوريا، يتخللها العديد من المعابر غير الشرعية، ما يسمح بانتقال المسلحين بسهولة بين جهتي الحدود.
وتأوي البلدة أكثر من 100 ألف لاجئ سوري يتوزعون على عشرات المخيمات.
وشهدت عرسال مواجهات مسلحة شديدة عام 2014 بين الجيش اللبناني وجبهة النصرة التي تغلل بعض عناصرها في البلدة؛ ما أدى لمقتل العشرات، بينهم أكثر من 10 جنود لبنانيين.
واختطفت جبهة النصرة 16 جنديا لبنانيا تم إطلاق سراحهم في وقت لاحق بوساطة قطر المقربة من جبهة النصرة، وذلك في مقابل إفراج لبنان عن عدد من السجناء من جبهة النصرة، بينهم سجى الدليمي طليقة أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش، والسماح بعلاج عناصر من مسلحيها في مستشفيات لبنان.