«نَفَس الشيطان».. دواء لدُوار الحركة يُستَخدم لتحويل الضحايا إلى «زومبي»

عاد عقار "سكوبولامين" (Scopolamine)، المعروف أيضًا باسم "نَفَس الشيطان"، إلى دائرة الضوء بعد ورود تقارير عن استخدامه في عمليات إجرامية لتحويل الأشخاص إلى ما يشبه "الزومبي" — ضحايا فاقدي الإرادة والذاكرة.
ورغم أن هذا العقار يُستخدم طبيًا لعلاج دوار الحركة والغثيان وتقليل إفراز اللعاب قبل العمليات الجراحية، إلا أن خواصه النفسية والعصبية الخطيرة جعلته وسيلة مفضلة لدى بعض المجرمين، خصوصًا في أمريكا الجنوبية، حيث يُتهم بالتورط في مئات حالات السرقة والاعتداء الجنسي، لا سيما في كولومبيا.
اليوم، تظهر مؤشرات على استخدامه مجددًا في أوروبا، وتحديدًا في المملكة المتحدة، حيث تم الإبلاغ عن أول جريمة قتل مرتبطة بالعقار عام 2019، حين تم تسميم الراقص الأيرلندي أدريان مورفي بهدف سرقته. وفي حادثة أكثر حداثة بلندن، أبلغت امرأة عن أعراض مطابقة للتعرض لهذا العقار بعد استهدافها في وسائل النقل العامة.
السكوبولامين، المشتق من نباتات عائلة الباذنجانيات السامة، هو مركب قوي من نوع "قلويدات التروبان"، وله تاريخ طويل في الطقوس الدينية التقليدية في أمريكا الجنوبية، بفضل تأثيراته المهلوسة والقادرة على مسح الذاكرة. ويعمل الدواء عن طريق تعطيل "الأسيتيل كولين"، وهو ناقل عصبي أساسي في الذاكرة والتنسيق الحركي، ما يجعل ضحاياه عرضة للارتباك، والهلوسات، وانعدام القدرة على المقاومة أو اتخاذ قرارات واعية.
وتكمن خطورة "نَفَس الشيطان" في طريقة استخدامه؛ فالمادة عديمة اللون والطعم والرائحة، ويمكن أن تُرش أو تذاب في مشروب دون أن يلاحظها الضحية. والأسوأ أنها تختفي من الجسم خلال 12 ساعة فقط، ما يجعل من الصعب تتبعها عبر الفحوصات التقليدية.
وتشمل أعراض التسمم به تسارع ضربات القلب، جفاف الفم، احمرار الجلد، اضطرابات في الرؤية، دوخة، وهلوسة، وقد تكون قاتلة بجرعات صغيرة لا تتجاوز 10 ملغ.
في الأوساط الطبية، يُستخدم العقار بجرعات دقيقة وتحت إشراف، حتى في حالات خاصة لعلاج الاكتئاب أو الإقلاع عن التدخين، لكنه خارج هذه الحدود يتحول إلى سلاح خطير. وتُحذر الأبحاث من محاولات تحضيره منزليًا من خلال أجزاء نباتية سامة، مثل الزهور أو البذور أو الجذور.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI2IA== جزيرة ام اند امز