«خسارة» أصوات العرب الأمريكيين.. هاريس تحاسب على فاتورة بايدن
تواجه المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، خطر خسارة تأييد جالية أمريكية عربية، في ولاية ميشيغان الحاسمة، بعدما أظهرت استطلاعات تراجعها.
وتعد ميشيغان واحدة من الولايات السبع التي تجري متابعة التطورات فيها عن كثب، ونددت جالية تقدر بـ200 ألف نسمة بطريقة تعاطي إدارة الرئيس جو بايدن مع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، وهو ما انعكس سلبا على نائبته هاريس.
- إجابة ترامب عن سؤال «ماذا لو فازت هاريس؟»: سوف تموتون
- جمهور «الضاحكين».. هاريس في برنامج كوميدي بحثا عن ناخبين (فيديو)
وكان الناخبون الأمريكيون العرب والمسلمين أطلقوا حملة "التخلي عن بايدن" في عدد من الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان ومينيسوتا وفلوريدا وجورجيا.
ونجح ترامب في كسب تأييد الولاية التي كانت معقلا للديمقراطيين سابقا عندما هزم هيلاري كلينتون عام 2016، لكن بايدن أعادها إلى صف الديمقراطيين في 2020، بدعم من العمال النقابيين وجالية كبيرة من الأمريكيين المتحدرين من أصول أفريقية.
هاريس تتراجع وحملتها تكافح
وأشارت مراكز الاستطلاع إلى تراجع تأييد ذوي الأصول الأفريقية للمرشحة الديمقراطية، فيما يقر مساعدو هاريس بأنه ما زال عليهم بذل الكثير من الجهود لدفع ما يكفي من الرجال الأمريكيين من أصل أفريقي لدعم هاريس كما كان الحال مع بايدن في 2020.
وفي مسعى لتجاوز قاعدة مؤيديها التقليدية، اختتمت هاريس يوم حملتها السبت بظهور مفاجئ على برنامج "ساترداي نايت لايف" حيث سخرت من منافسها ترامب، وقالت: "أبقوا كامالا وامضوا قدما جميعا".
وحجزت حملة هاريس التي تسعى إلى الظهور على التلفزيون بأكبر قدر ممكن مساحة لمدة دقيقتين من البث، الأحد، أثناء مباريات كرة القدم.
إحداها خلال مباراة بين فريقين في الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية من ولايتين حاسمتين: غرين باي باكرز (ويسكنسون) وديترويت لاينز (ميشيغان).
وتتعهّد هاريس في الإعلان بأن تكون "رئيسة لجميع الأمريكيين" وتعد "ببناء مستقبل أكبر للأمّة الأمريكية".
وبحسب حملتها فإن "الأبحاث تظهر أن الأسبوع الماضي أثبت أنه حاسم في ترسيخ الخيار في هذه الانتخابات لدى الناخبين الذين لم يحسموا قرارهم بعد وأولئك الأقل استعدادا" للتصويت.
وأضافت أن "مشهد المرافعة الختامية في ماديسون سكوير غاردن مقابل ذي إيلابس اخترق ووضّح الخيار بالنسبة لهذه الشريحة من الناخبين".
دفعة للأمام
وكانت هاريس تلقت دفعة إلى الأمام، السبت، عندما أظهر استطلاع لصحيفة "دي موين ريجستر" قبل يوم الانتخابات، تقدم هاريس في ولاية آيوا التي فاز فيها ترامب بسهولة في 2016 و2020.
وتقدّمت بثلاث نقاط في الاستطلاع بعدما كانت متخلفة عن ترامب بأربع نقاط في سبتمبر/أيلول.
وزن الكتلة العربية
وحول مدى تأثير الناخبين الأمريكيين العرب والمسلمين ككتلة تصويتية يمكنها لعب دور في سباق البيت الأبيض، خاصة بعدما صوتت بأغلبية ساحقة لبايدن في انتخابات 2020، فإن عدد الأمريكيين من الشرق الأوسط أو المسلمين يعتبر صغيرا جدًا وفقًا للتعداد السكاني لعام 2020 وهو أول عام يجري فيه تسجيل هذه البيانات.
وخلال التعداد، قال 3.5 مليون أمريكي إنهم من أصول تعود للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أي حوالي 1% من إجمالي سكان الولايات المتحدة البالغ عددهم حوالي 335 مليون مواطن، بحسب تقرير نشره موقع "ذا كونفيرسيشين".
وكان التقرير كشف، عن تصنيف الإدارة الأمريكية منذ عام 1977، للأشخاص المنحدرين من أوروبا أو شمال أفريقيا أو الشرق الأوسط على أنهم "بيض" وفقا لمكتب الإدارة والميزانية الأمريكي، ما جعلهم غير مرئيين في كل البيانات الإدارية واستطلاعات الرأي العام تقريبًا.
الأمر نفسه ينطبق على المسلمين الذين لا يتم إدراجهم في البيانات الرسمية، لأن الولايات المتحدة لا تسجل الانتماءات الدينية لمواطنيها.
وحتى استطلاعات الرأي العام التي تسجل الطوائف الدينية تركز على الجماعات الأكثر انتشارا مثل الكاثوليك والبروتستانت والإنجيليين البيض، لكنها لا تهتم بالمسلمين الذين عادة ما يتم إدراجهم ضمن فئة "الديانات غير المسيحية الأخرى"، جنبًا إلى المجتمعات الدينية الصغيرة المماثلة.
وفي وقت سابق، كشف "المعهد العربي الأمريكي" عن تراجع التأييد العربي الأمريكي للحزب الديمقراطي من 59% في عام 2020 إلى 17% فقط في حين كان معدل التراجع في أوساط المسلمين أكبر بكثير حيث انخفضت نسبة تأييدهم للحزب من 70% في 2020 إلى 10% فقط.
وتنبئ هذه الأرقام بأن الانتخابات الرئاسية الحالية ستكون المرة الأولى منذ ما يقرب من 30 عامًا، التي لا يكون فيها الحزب الديمقراطي هو الحزب المفضل للناخبين الأمريكيين العرب.
ورغم ذلك لا تعني هذه الأرقام تحول الناخبين الأمريكيين العرب والمسلمين إلى الحزب الجمهوري أو إلى مرشحه في سباق البيت الأبيض دونالد ترامب.
وتضم ولاية ميشيغان أكثر من 200 ألف ناخب مسجل من المسلمين و300 ألف يزعمون أن أصولهم من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وفي انتخابات 2024، قد يقرر 50% من الناخبين العرب والمسلمين البقاء في منازلهم أو التصويت لمرشح حزب ثالث وهو ما يعني خسارة هاريس حوالي 55 ألف صوت في ميشيغان وحدها.
ولن يقتصر الأمر على ميشيغان بل يمتد إلى ولايات متأرجحة أخرى وهو ما يحرم هاريس من هامش الفوز الذي حققه بايدن في أريزونا عام 2020 والذي بلغ 10457 صوتاً والأمر نفسه في جورجيا، حيث فاز بايدن بفارق 12670 صوتاً.
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xMDAg جزيرة ام اند امز