كوفيد في الهند.. تحديات دبلوماسية وإنسانية لبايدن وشخصية لهاريس
خلقت أزمة "كوفيد-19" في الهند تحديات دبلوماسية وإنسانية لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكنها كانت بالنسبة لنائبته كامالا هاريس شخصية.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أن والدة هاريس ولدت هناك، وتحدثت بانفعال عاطفي على مدار عملها السياسي عن تأثير زياراتها العديدة إلى الهند عندما كانت طفلة.
- ماذا فعل كورونا المتحور في اقتصاد الهند؟.. ضربة قاضية
- تحذير بريطاني من "متحوّر كورونا الهندي": سلالة تدعو للقلق
قصة شخصية
جي بالاتشاندران أتم عامه الـ80 هذا الربيع، وهو سن بمثابة علامة فارقة لأعياد الميلاد في الهند، حيث يعيش. ولولا جائحة فيروس كورونا المستجد التي تعصف بالبلاد، لكان محاطًا بأفراد العائلة الذين تجمعوا للاحتفال معه.
لكن بالاتشاندران اضطر لتلقي المكالمات الهاتفية لتهنئته بعيد مولده، ومن بينها مكالمة من ابنة شقيقته الشهيرة: نائبة الرئيس كامالا هاريس.
وقال الأكاديمي المتقاعد إنه تحدث مع هاريس وزوجها دوج إيمهوف، وفي ختام المكالمة، طمأنت هاريس خالها بأنها ستعتني بابنته التي تعيش في واشنطن.
وتذكر بالاتشاندران المحادثة التي جرت بينهما في مارس/آذار التي قالت له فيها: "لا تقلق يا خالي. سأهتم بابنتك. سأتحدت معها كثيرًا."
وكانت هذه هي آخر مرة تمكنا من الحديث معًا. ومنذ هذا الوقت، خرج فيروس كورونا المستجد عن السيطرة في الهند، ليتجاوز الطاقة والقدرة الاستيعابية للنظام الصحي هناك، متسببًا في مئات الآلاف من الضحايا.
ويوم الجمعة، من المقرر أن تدلي هاريس بخطاب خلال فعالية لوزارة الخارجية الأمريكية تركز على جهود التصدي للجائحة في الهند، ومن المتوقع أن تعبر عن تضامن الولايات المتحدة معهم.
وكثيرًا ما تحدثت هاريس مع عائلتها في الهند، من بينهم والدتها الراحلة شيامالا جوبالان، التي تحدثت عنها خلال حملتها الانتخابية، المرأة القوية التي خالفت التقاليد وقررت مغادرة الهند لمواصلة مهنتها كعالمة بجامعة كاليفورنيا.
وعندما كانت هاريس طفلة، اعتادت زيارة الهند كل عام، أما الآن، فكل من تبقى من عائلتها هناك هو خالها وخالتها، بينما تعيش خالة أخرى لها في كندا.
وقال بالاتشاندران إنه بينما اعتاد أن يسمع عن إصابة أصدقاء أصدقائه بالفيروس، الآن يضرب الفيروس قرب المنزل. وأولئك ممن يعرفهم بشكل شخصي أو عمل معهم يصابون به، وحتى يموت بعضهم.
وأضاف: "الأوضاع سيئة جدًا في الهند"، لكنه يعتبر نفسه واحدا من المحظوظين؛ نظرًا لأنه متقاعد ويبقى في المنزل بمفرده إلى حد كبير، ويخرج فقط من أجل شراء البقالة بحيث "لا يمكن لأحد أن يصيبه عداه".
وأشار إلى أن شقيقته وضعها مثله، إذ عزلت نفسها إلى حد كبير بمنزلها في تشيناي: لتجنب التعرض للفيروس. وتلقى الاثنان التطعيم بشكل كامل، وهو شيء يعلم أنه رفاهية في الهند، التي تعاني من نقص حاد في اللقاحات.
وعلى الصعيد الدبلوماسي والإنساني، تكافح إدارة بايدن، لإعادة الرعايا الأمريكيين من الهند، وأصدرت منشور سفر من الدرجة الرابعة، وهو الأعلى درجة من بين مثل هذه المنشورات التي تصدرها، تطلب فيه من مواطنيها عدم السفر للهند أو المغادرة في أسرع وقت ممكن.
وسجلت الهند، الجمعة، 414188 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية، في زيادة قياسية يومية جديدة، بينما قفزت الوفيات اليومية بواقع 3915.
ويبلغ عدد الإصابات في البلاد حالياً 21.49 مليون حالة، بينما وصل عدد الوفيات الإجمالي إلى 234083.
وسجلت الهند هذا الأسبوع وحده 1.57 مليون حالة إصابة وأكثر من 15100 وفاة.