هاريس بعد مغادرة السلطة.. خيارات صعبة

في ظل حالة عدم اليقين حول مستقبلها السياسي، تغادر نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، البيت الأبيض، الإثنين، بعد عام وصف بـ«الاستثنائي».

وما إن تغادر البيت الأبيض، حتى تبدأ ومستشاروها وحلفاؤها رحلتها عن خطوتها المقبلة، التي قد تعتمد فيها على إرثها السابق كمرشحة الحزب الديمقراطي للسباق الرئاسي 2024، بعد انسحاب الرئيس جو بايدن.

ويمكن لهاريس أن تستخدم السنوات الأربع المقبلة للإعداد لسباق البيت الأبيض في عام 2028؛ إذ لن يكون ترامب مؤهلاً من الناحية القانونية للترشح لولاية ثالثة.

كما يمكن لهاريس أن تفكر في الترشح لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا، أو الخروج من الخدمة العامة تمامًا، وفقا لما ذكره موقع "ذا هيل" الأمريكي.

ونقل الموقع عن أحد حلفاء نائبة الرئيس، قوله: "هناك نقاش بين مستشاريها الآن حول ما إذا كان ينبغي لها أن تسعى إلى أي مناصب وإذا كان الأمر كذلك، فأي منها؟"

خيارات مفتوحة

ووفقا لثلاثة مصادر مقربة منها، فإن خيارات هاريس مفتوحة، لكنها تفكر جيدا في الاستمرار في الخدمة العامة؛ الأمر الذي تفعله منذ أكثر من عقدين.

والسؤال الذي كرره العديد من مستشاريها في الأسابيع الأخيرة كان: "لماذا لا تترشح مرة أخرى؟".

وفي حفل أقيم الشهر الماضي، تحدث حلفاء هاريس الرئيسيون عن خياراتها بشكل غير رسمي. فقال أحد حلفائها: "لا أحد يعتقد أن هذا هو آخر ما يمكنها فعله فيما يتعلق بالمنصب العام"، وفق الموقع ذاته.

ومنذ هزيمتها أمام ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حافظت هاريس على مستوى منخفض من الظهور العام، ورفضت المقابلات، ووضعت حدًا أقصى لوقتها كنائبة للرئيس.

وقالت مصادر مقربة من هاريس، إنها لا تزال تجمع بشكل منهجي ما حدث في الانتخابات الرئاسية، ومن المتوقع أن يكون لديها خلال الأسابيع المقبلة، بعد ترك منصبها، "تفكير حقيقي" حول مسارها.

وقال حليف ثالث لهاريس: "ستكون هذه هي المرة الأولى منذ فترة طويلة التي تحظى فيها بلحظة للتفكير في الخطوات التالية.. لم يكن لديها سوى القليل من الوقت لمعالجة الأشهر القليلة الماضية والتفكير فيما إذا كانت تريد المحاولة مرة أخرى".

كتاب 

وكانت شبكة "إن بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية قد ذكرت يوم الأربعاء الماضي، أن هاريس قررت تأليف كتاب في الأشهر التي تلي رحيلها عن منصبها.

وقال الوكيل الأدبي كيث أوربان، "كامالا هاريس على استعداد للحصول على أكبر صفقة كتاب لأي نائب رئيس في التاريخ.. لكنّ السؤال الحقيقي ما إذا كان الكتاب يمكن أن يعيد صياغة صورتها قبل عام 2028".

وفي الوقت نفسه، يقوم زوجها دوج إيمهوف بخطوات للعودة إلى القطاع الخاص، وفقًا لما ذكره مصدر مطلع.

وعندما يتعلق الأمر بهاريس، قال جمال سيمونز، الذي عمل مديرًا لاتصالات نائبة الرئيس حتى عام 2023، إنها لديها عدة أشهر لتقرر خطواتها التالية.

وأضاف: "لا ينبغي لها أن تفعل أي شيء حتى الربيع.. يجب أن تلتقط أنفاسها وتستمتع بأصدقائها وعائلتها، وتفكر في الوقت الذي خدمت فيه الجمهور ثم تبدأ في إجراء محادثات حول ما يجب القيام به بعد ذلك".

وتابع: "أسوأ شيء يمكن فعله هو القفز إلى التزام طويل الأمد، ما لم يكن عليك ذلك تمامًا".

وحذر الحليف الثالث لهاريس من أنه "إذا أرادت الترشح للرئاسة في 2028 فلا ينبغي لها الترشح لمنصب حاكم الولاية نظرًا للمخاطر المحتملة، قائلا: "تخيل أنها ترشحت لمنصب حاكم الولاية وخسرت.. ستكون هذه نهاية اللعبة".

وإذا قررت هاريس الترشح للرئاسة في عام 2028، فقد تواجه حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، الذي يشترك مع هاريس في العديد من المستشارين والمانحين.

ومن المرجح أن تترشح أسماء أخرى في سباق 2028 مثل حاكمة ميشيغان، جريتشن ويتمر، وحاكم إلينوي، جيه بي بريتزكر، وحاكم كنتاكي، آندي بشير، وحاكم بنسلفانيا، جوش شابيرو، والسيناتور جون فيترمان، والنائبة ألكسندريا أوكاسيو كورتيز.