بنس وأوباما وهاريس.. كارتر يجمع ترامب بخصومه في جنازته
جنازة رسمية ودّعت بها أمريكا رئيسها التاسع والثلاثين جيمي كارتر، الخميس، جمعت الرئيس المنتخب دونالد ترامب بعدد من خصومه.
وهبت ريح شديدة البرودة حين حمل حرس الشرف نعش كارتر الملفوف بالعلم الأمريكي وصعد به درج كاتدرائية واشنطن الوطنية الحجري بعد رحلته من مبنى الكونغرس حيث ظل جثمانه هناك لمدة يومين.
وداخل الكاتدرائية، احتشد مئات المشيعين، من بينهم الرؤساء الخمسة الحاليون والسابقون الأحياء للولايات المتحدة.
وفي رثائه لكارتر قال الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته جو بايدن، إن حياته كانت "قصة رجل لم يسمح قط لتيارات السياسة بأن تصرفه عن مهمته في خدمة العالم وتشكيله".
وأضاف بايدن أن كارتر "أظهر لنا كيف تبدأ الشخصية والإيمان من أنفسنا ثم تتدفق إلى الآخرين. وفي أفضل حالاتنا، نشارك أفضل خصالنا، الفرح والتضامن والحب والالتزام، ليس للحصول على مقابل، لكن احتراما لهبة الحياة الرائعة التي تجعل كل دقيقة من وقتنا هنا على الأرض ذات قيمة. هذا هو تعريف الحياة الطيبة، الحياة التي عاشها جيمي كارتر خلال 100 عام، هي عمره".
ترامب وخصومه
على الجانب الآخر حملت جنازة كارتر لقاءات لترامب ربما لم يرغب فيها.
فحين دخل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اليوم الخميس إلى الكاتدرائية صافح نائبه السابق مايك بنس.
وتوترت العلاقة بين ترامب وبنس المنتميين للحزب الجمهوري منذ نهاية الولاية الرئاسية الأولى لترامب التي استمرت من 2017 إلى 2021 وكان بنس نائبا للرئيس خلالها.
ورفض بنس طلب الرئيس المنتخب بالمشاركة في محاولات لإلغاء هزيمته في انتخابات عام 2020 في السادس من يناير/كانون الثاني 2021 قبل اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكابيتول.
وجلس بنس خلف ترامب في جنازة كارتر، الذي كان في الصف الثاني مع رؤساء سابقين من بينهم الرئيسان السابقان جورج دبليو بوش وباراك أوباما. وكان بايدن ونائبته كامالا هاريس في الصف الأول.
وتصافح ترامب وبنس دون تعبيرات تذكر على وجهيهما، وأومأ بنس برأسه. ثم صافح بنس زوجة ترامب ميلانيا قبل أن يجلس الجميع.
ولم يؤيد بنس ترامب خلال الانتخابات الرئاسية العام الماضي التي فاز فيها على هاريس نائبة الرئيس المنتهية ولايته المنتمية للحزب الديمقراطي.
وجاءت جلسة ترامب بجوار الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي طالما هاجم الرئيس المنتخب خلال الحملة الانتخابية التي كان يؤيد بها أوباما، كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي.
وتجاذب ترامب وأوباما أطراف الحديث بشكل متواصل قبل بدء مراسم الجنازة، وكان أوباما يومئ برأسه بشكل جدي ردا على ترامب قبل أن يبتسم.
وجلس في نفس الصف أيضا الرئيسان السابقان جورج دابليو بوش وبيل كلينتون وزوجتيهما.
وحضر المراسم أيضا رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الذي دعا ترامب مرارا لضم بلاده لتصبح الولاية الأمريكية رقم 51.
كما شارك في الجنازة نائب الرئيس المنتخب جي دي فانس وهانتر بايدن ابن الرئيس الأمريكي الحالي. وجلس نائبا الرئيس السابقان آل جور وبنس جنبا إلى جنب.
وزار عشرات الآلاف من الأمريكيين على مدار اليومين الماضيين بهو مبنى الكونغرس (الكابيتول) لإلقاء نظرة الوداع على كارتر، الذي شغل منصب الرئيس بين عامي 1977 و1981 وحصل على جائزة نوبل للسلام عام 2002 لعمله الإنساني.
وحمل حرس الشرف، صباح اليوم، نعش كارتر المغطى بالعلم الأمريكي من مبنى الكابيتول في طريقه إلى كاتدرائية واشنطن الوطنية.