تستجيب كامالا هاريس، لحالة الذعر التي أصابت الديمقراطيين بشأن حظوظها في البيت الأبيض من خلال تصعيد حدة الهجوم على دونالد ترامب.
وحذرت نائبة الرئيس، يوم الإثنين، من أن الرئيس السابق ”غير مستقر“ ويسعى إلى ”سلطة غير خاضعة للرقابة“، بالتزامن مع اقتراب الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، قالت هاريس أمام حشد كبير في بنسلفانيا بعد عطلة نهاية الأسبوع ”راقبوا تجمعاته.. استمعوا إلى كلماته.. إنه يخبرنا من هو، ويخبرنا بما سيفعله إذا انتُخب رئيسًا".
وفي الوقت نفسه، ذهب المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس، تيم والز إلى أبعد من ذلك، حيث أشار إلى أن تأملات الرئيس السابق حول استخدام الجيش ضد "الأعداء المحليين" الذين وصفهم بـ”العدو من الداخل“ قد ترقى إلى مستوى "الخيانة".
كما شككت هاريس وفريقها بقوة في اللياقة العقلية لترامب وقدرته على خدمة فترة ولاية أخرى، مما يقلب الطاولة على المرشح الجمهوري الذي وجه اتهامات مماثلة للرئيس جو بايدن على مدى أشهر.
وفي محاولة أخرى من هاريس لتهدئة المخاوف بشأن زخمها المتوقف على ما يبدو، أعلنت عن مبادرة جديدة كبيرة للتقرب من الناخبين الذكور السود، وسط قلق من أن ترامب يحقق نجاحات في هذه القواعد المهمة أو أنهم ببساطة لن يشاركوا في الانتخابات.
وفي حملة إعلانية جديدة في ولاية أريزونا المتأرجحة، قامت هاريس بمحاولات جديدة لكسب الجمهوريين الذين نفرهم سلوك الرئيس السابق ولكنهم لم يتخذوا بعد قرارًا مؤلمًا بالنسبة للكثيرين بتجاوز الخطوط الحزبية.
ولتحقيق هذه الغاية، أعلنت هاريس أيضًا أنها ستجري أول مقابلة رسمية لها مع قناة "فوكس نيوز" المحسوبة على المحافظين، لخلق تناقض مع ترامب الذي نادرًا ما يغادر فقاعة الإعلام المحافظ.
معركة بنسلفانيا
جاءت جهود هاريس الجديدة في الوقت الذي يقوم فيه كلا المرشحين بحملات انتخابية في زوايا متقابلة في بنسلفانيا.
ويمكن أن تقرر الأصوات الـ19 التي تمتلكها الولاية في المجمع الانتخابي، من سيفوز بالبيت الأبيض. ومثلها مثل عدد قليل من ساحات المعارك الأخرى، فإن النتيجة متعادلة بها، وفقًا لآخر استطلاعات الرأي.
ودخلت هاريس المرحلة الحاسمة من حياتها السياسية، إذ ستتم مراقبة تصرفاتها تحت الضغط الشديد في الأسابيع الثلاثة المقبلة من قبل الناخبين الذين لم يتخذوا قرارهم بعد، وقد يبحثون عن سبب لاختيارها.
كما أنها تحتاج أيضًا إلى تنشيط الناخبين المترددين أو غير المتحمسين من ذوي الميول الديمقراطية الذين قد لا يشاركون في الانتخابات.
على نطاق أوسع، تواجه نائبة الرئيس واحدة من أكثر المهام السياسية صعوبة منذ عقود، بعد أن صعدت لبطاقة الترشيح خلفًا لبايدن قبل أشهر من الانتخابات. فهي تحاول إقناع جمهور الناخبين الساخطين بأنها مرشحة للتغيير على الرغم من كونها جزءًا من إدارة لا تحظى بشعبية.
ومع ذلك، فإن جهود هاريس لهزيمة الرئيس السابق تتعقد بسبب رفضه مقابلتها في مناظرة ثانية بعد أن منحها أداؤها القوي في المواجهة الأولى بينهما في سبتمبر/أيلول دفعة قوية.
استعانة بـ"الفيديو"
في محاولة جديدة، قامت هاريس بتشغيل مقطع فيديو لحشدها الصاخب يتضمن تعليق ترامب في برنامج على قناة "فوكس نيوز بأنه يمكن أن يستخدم الحرس الوطني أو الجيش النظامي ضد ”العدو من الداخل“.
وقالت هاريس: ”لقد سمعتم كلماته“. ”إنه يتحدث عن العدو من الداخل.. إنه يعتبر أي شخص لا يدعمه أو لا يرضخ لإرادته عدوًا لبلادنا“.
وأضافت نائبة الرئيس: ”دونالد ترامب غير مستقر ومضطرب على نحو متزايد، وهو يسعى إلى السلطة دون رادع“.