في مواجهة ترامب.. تعرف إلى «نقطة ضعف» هاريس
لديها نقاط قوة كثيرة، لكن أيضا نقطة ضعف، وحين يتعلق الأمر بمرشحة للرئاسة الأمريكية يصبح للأمر أكثر من بعد خصوصا في ظل منافسة شرسة.
وإجمالا، يشكل التناقض الاستراتيجي والأخلاقي في السياسة الخارجية لكامالا هاريس «نقطة ضعف» في حملتها وقد يمثل «مأساة في حال فوزها»، بحسب موقع «ذا ناشيونال إنترست» الأمريكي,
وعندما وافقت المرشحة الديمقراطية لسباق البيت الأبيض كامالا هاريس على إجراء مقابلة على "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية ذات الميول الجمهورية المحافظة، كانت تدرك تماما ما ستواجهه، حيث كان من المتوقع أن يضغط عليها مذيع الشبكة بريت باير بأسئلته.
وكانت مهمة هاريس تتلخص في استمالة الجمهوريين الذين يحترمون مؤسسة الأمن القومي والقيادات العسكرية ويتشككون بشأن مرشحهم دونالد ترامب لكنهم لم يصلوا حد التصويت لصالح المرشحة الديمقراطية.
وبحسب موقع "ذا ناشيونال إنترست" في تقرير طالعته "العين الإخبارية"، يصر المحافظون الذين انضموا بالفعل إلى المعسكر الديمقراطي على وجود الملايين من الجمهوريين الذين يمكن أن يصوتوا لهاريس والذين تؤمن حملتها بإمكانية استمالتهم.
كما أن نائبة الرئيس تعلمت درسا قويا من خصمها وهو الذهاب إلى أماكن عير متوقعة للتواصل مع الناخبين الذين قد يشعرون بالإهمال.
ولم يكن الجمهوريون المهتمون بهاريس بحاجة إلى الإقناع بقدر ما كانوا بحاجة إلى الطمأنينة لأنه إذا كانوا منفتحين على التصويت لصالح المرشحة الديمقراطية فمن المفترض أن لديهم مبررات فكرية لذلك.
وخلال المقابلة، تمسكت هاريس بالنقاط الرئيسية لخطابها فكل ما هو خاطئ في الهجرة هو خطأ ترامب الذي عرقل صفقة الحدود في مجلس الشيوخ رغم أن باير سألها عن سياساتها قبل ذلك.
وكررت هاريس خطابها بشأن ترامب باعتباره غير مستقر وسيسيء استخدام السلطة للتغلب على "الأعداء في الداخل".
تطور لافت
لكن التطور اللافت هو ما قالته هاريس بنبرة حازمة "لن تكون رئاستي استمرارًا لرئاسة جو بايدن"، وهو ما دفع باير لأن يتساءل كيف يمكنها أن تشن حملة جدية "لقلب الصفحة" وهي بالفعل جزءا من الإدارة.
فجاء رد نائبة الرئيس ليتمحور حول ترامب باعتباره الشخصية المحددة للعقد الماضي في السياسة الأمريكية دون أن تهتم بشرح كيف ستختلف عن الرئيس.
وكان طبيعيا أن يقول الجمهوريون على وسائل التواصل الاجتماعي إن أداء هاريس كان كارثيًا، لكن الناخب الذي لا يميل إلى رفضها ربما يكون معجبًا بسلوكها الحازم وومضات العاطفة واعتبر البعض أنها كانت أفضل تحت الهجوم مما هي عليه في بيئات إعلامية ودية.
وفي نهاية المقابلة، طرح باير سلسلة من الأسئلة المعقولة التي لم يكن لدى هاريس إجابات معقولة عنها، حيث عرض مقطع فيديو لتصريحات أدلت بها ووصفت فيها إيران بأنها أعظم تهديد يواجه أمريكا ثم بدأ يسألها عن سياسات إدارة ترامب تجاه طهران.
بين «الحمائم» و«الصقور»
في الواقع، كانت هاريس أكثر تشددا في التعامل من إدارة بايدن التي تشكل جزءا منها، لكنها كانت أقل حدة من نهج ترامب وزعمت أن انسحاب الرئيس السابق من "الاتفاق النووي" الذي أبرمته إدارة باراك أوباما جعل إيران أكثر خطورة.
ومع ذلك، وقعت هاريس في الفخ حيث حاولت الدفاع عن سياسة حمائم أوباما في حين أنها تتوق لاستقطاب صقور السياسة الخارجية الجمهوريين.
لكنها في الوقت نفسه حاولت تقديم نفسها كمتشددة ضد إيران.
وبحسب المصدر نفسه، فإن رسالة هاريس المتناقضة ليست ما يريده الجمهوريون الذين تحاول استمالتهم ولا الديمقراطيون من أصل عربي في ولاية ميشيغان المتأرجحة والذين يمثلون كتلة تصويتية حاسمة وكانوا سببا في استبعاد جوش شابيرو من الاختيار كنائب لها.
ومع ذلك، لا تزال نائبة الرئيس تخاطر بخسارة الانتخابات بسبب الانقسامات داخل الحزب حول الشرق الأوسط.
aXA6IDMuMTQ0LjI5LjIxMyA= جزيرة ام اند امز