هاريس وترامب والسياسة الخارجية.. «ردود آمنة» تتحدى «فوضى العبارات»
هي ستتحصن بالعبارات الآمنة التي لطالما وقعت تحت سحرها، أما هو فسيعلق بفوضى عباراته غير المتماسكة.
هكذا يتوقع خبير طريقة ردود مرشحي انتخابات الرئاسة الأمريكية، الديمقراطية كامالا هاريس، والجمهوري دونالد ترامب.
فبعد أسبوع من المناظرة التي جمعت المرشحين الرئاسيين في سباق البيت الأبيض، قد تتاح الفرضة للمراسلين بطرح بعض الأسئلة عليهما.
هي وهو
في الوقت الذي لن تقاوم فيه نائبة الرئيس الأمريكي إغراء الالتزام بالعبارات الآمنة، فإن خصمها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب ربما لن يجيب إلا بعبارات غير متماسكة.
ومع ذلك فإن المقابلات المتعمقة تكشف أحيانًا عن كيفية تفكير المرشح الرئاسي في قضايا السياسة الخارجية الرئيسية وتكشف أيضا عما يؤمن به، وما لا يفهمه بشكل واضح.
هذا ما طرحه ستيفن والت، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد والذي استعرض عبر مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية بعض الأسئلة التي يمكن توجيهها لهاريس وترامب.
وقال والت في البداية إنه سيتخطى الأسئلة المعتادة التي تهدف إلى إحراج المرشح من خلال الكشف المفترض عن مدى ضآلة معرفته بالعالم.
واعتبر أن ما سبق يعود لحقيقة أن الأمر ليس مسابقة معلومات عامة، وأن معرفة أسماء جميع المسؤولين حول العالم وغيرها من التفاصيل الغامضة لا يساعد في فهم رؤية المرشح.
وأوضح والت أنه بدلا من ذلك كان ليطلب من كل مرشح تحديد الزعيم الأجنبي الذي يعجبه أكثر ولماذا؟.
فإذا عجز المرشح عن ذكر اسم واحد على الأقل، سيشير هذا إلى مستوى مقلق من الجهل، كما أن معرفة الصفات والإنجازات التي تدفعه للإعجاب بزعيم ما تكشف الأولويات والقيم الخاصة بهذا المرشح.
وأكد أيضا أنه لن يسأل عن سيناريوهات أي مرشح عن الأزمات المفترضة مثل حرب شاملة في الشرق الأوسط، أو هجوم إلكتروني ضخم على البلاد، وذلك لأن قرار أي رئيس يتوقف على مجموعة تفاصيل لا يمكن تحديدها مسبقا.
الطريقة
بدلا من ذلك، قال والت إنه سيسأل عن الطريقة التي يفكر بها كل مرشح لحل أزمة ما وكيفية اختيارهما للاستجابة التي تخدم المصالح الأمريكية، وما هي المعايير التي قد يستخدمها كلا منهما للاختيار بين خيارات مختلفة؟
ولأن مواقفهما معروفة مسبقا من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، فمن غير المفيد طرح سؤال بشأنه، والأمر نفسه ينطبق على العلاقات مع إسرائيل لأن أي شخص يترشح للرئاسة الأمريكية يعرف كيف يتحدث عن التزامه "الصارم" تجاه إسرائيل.
وذكر والت أنه إذا كان يجري مقابلة مع ترامب فسيسأله عما إذا كان من الخطأ استبعاد الفلسطينيين من الاتفاقيات الإبراهيمية للسلام، معتبرا أن هذا الاستبعاد هو أحد أسباب شن حماس لهجومها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
أما إذا كانت المقابلة مع هاريس، فقال والت إنه سيطلب منها أن تشرح لماذا يؤدي منح إسرائيل مليارات الدولارات من الأسلحة الإضافية، إلى تعزيز المصالح الأمريكية؟.
مقارنة
ولأن هاريس وترامب لهما سجل حافل في البيت الأبيض كنائبة للرئيس ورئيس سابق، فقد أشار والت إلى أنه سيطلب من كل مرشح مقارنة أدائه في منصبه بأداء خصمه من خلال انتقاد المرشح لسجله الخاص وذكر شئ إيجابي في سجل خصمه.
وأخيراً، سيطلب والت من كل مرشح أن يخبره ما هي أولوياته الرئيسية في السياسة الخارجية، وإذا كان بوسعه أن يحقق هدفاً رئيسياً واحداً فقط في هذا المجال على مدى سنواته الأربع في البيت الأبيض فما الذي قد يفعله؟، وهل يمكن أن يكون ذلك وقف تغير المناخ؟ أم التفاوض على اتفاق سلام حقيقي في الشرق الأوسط؟ أم إعادة إطلاق جهد جدي للسيطرة على الأسلحة الاستراتيجية؟، أو ما إن كان مساعدة المكسيك في التعامل مع عصابات المخدرات العنيفة؟ أو إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة؟.. هناك احتمالات لا حصر لها وفقا لوالت الذي كتب أنه لا يتوقع أن ينفذ المرشح بالضرورة ما وعد به.
وأوضح والت أن المفاجآت أمر شائع في السياسة الخارجية، مشيرا إلى أنها غالبًا ما تنهار أفضل الخطط أمام الأحداث غير المتوقعة.