بعد رصاصات ترامب.. الطرود المشبوهة تخدش «الحلم الأمريكي»
قبل ستة أعوام، كان العنوان الأبرز على الساحة السياسية الأمريكية هو "الطرود المشبوهة" التي عادت من جديد تدق الأبواب
ففي خمس ولايات أمريكية على الأقل، أُرسل لمسؤولي الانتخابات، طرودا مشبوهة، أمس الإثنين، وذلك بعد يوم من محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب.
لم ترد تقارير تفيد بأن الطرود تحتوي على مواد خطرة، وأكد مكتب التحقيقات الفيدرالي وخدمة البريد الأمريكية أنهما يحققان في الحادث، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن طروداً تحتوي على مواد تشبه البودرة أرسلت إلى وزراء الولايات ومكاتب الانتخابات في نبراسكا وتينيسي ووايومنغ وأوكلاهوما وأيوا.
وفي معظم الحالات، تم بالفعل اعتبار المواد غير ضارة. ففي أوكلاهوما، قرر المسؤولون أن المواد المرسلة إلى مكتب الانتخابات تحتوي على دقيق. وفي نبراسكا، تم اختبار المادة ووجد أنها غير خطرة.
وفي أماكن أخرى، لم يتضح بعد ما إذا كان اختبار المادة قد انتهى. وفي أيوا، تطلب البروتوكول إخلاء مبنى مكتب الولاية المكون من ستة طوابق بالكامل بسبب المادة.
وفي وايومنغ، تم إرسال العمال بالقرب من مبنى الكابيتول بالولاية إلى منازلهم بينما كانت المادة البيضاء المرسلة إلى مكتب وزير الخارجية تخضع للاختبار.
ونقلت تقارير محلية في كانساس عن المتحدث باسم إدارة الإطفاء في توبيكا آلان ستال قوله إنه تم العثور على طردين، أحدهما موجه إلى وزير الخارجية والآخر إلى النائب العام، مما دفع إلى "إخلاء احترازي" لإجراء المزيد من الاختبارات.
وتُعد هذه الحادثة هي المرة الثانية خلال عام التي يتم فيها إرسال طرود مشبوهة إلى مسؤولي الانتخابات.
ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أُرسلت رسائل مشبوهة إلى مكاتب الانتخابات والمباني الحكومية في ست ولايات على الأقل. وكانت بعض الرسائل تحتوي على مادة الفنتانيل، ولم تكن الرسائل الأخرى سامة.
ومع ذلك، تسببت الرسائل المشبوهة في تأخير فرز الأصوات في بعض الانتخابات المحلية، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.
ست سنوات للوراء
في عام 2018، شهدت الولايات المتحدة سلسلة من الطرود المشبوهة التي أُرسلت إلى شخصيات بارزة من منتقدي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
ووفق وسائل إعلام أمريكية، كانت تلك الطرود تحتوي على مواد متفجرة واستهدفت شخصيات مثل الرئيس الأسبق باراك أوباما، وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، والممثل روبرت دي نيرو وغيرهم.
وكان لتلك الطرود تأثيرا كبيرا على المناخ السياسي في الولايات المتحدة حينها، حيث جاءت قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس؛ ما أثار الكثير من الجدل والتوتر السياسي.
توقيت ودلالات
وتأتي هذه الحادثة الأخيرة قبل أقل من شهرين من الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي من المتوقع أن تكون ساخنة.
ويرى مراقبون أن عودة الطرود للواجهة أعادت للناخب الأمريكي فزاعة الماضي القريب كونها جاءت بعد محاولتي اغتيال للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، الأولى في يوليو/ تموز والثاني في سبتمبر/ أيلول.
محاولتان أثارتا المخاوف بشأن تجدد ارتفاع درجة العنف السياسي الذي أصبح يميز الحياة السياسية الأمريكية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والصراعات المحتدمة بين أنصار الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
ويأتي هذا الخوف الأخير في الوقت الذي بدأ فيه التصويت المبكر في العديد من الولايات قبل أقل من شهرين من الانتخابات المهمة لمنصب الرئيس ومجلس الشيوخ والكونجرس والمناصب الرئيسية في جميع أنحاء البلاد، مما تسبب في حدوث اضطرابات في موسم التصويت المتوتر بالفعل.
"إرهاب محلي"
ويرى مراقبون أن الطرود المفخخة التي أُرسلت إلى معارضي ترامب عام 2018 ، تندرج تحت إطار "عملية إرهاب محلي مكتملة الأركان، وأن تصنيفها جاء لكونها تتم داخل حدود الدولة من قبل مواطنين أو مقيمين بهدف نشر الخوف أو تحقيق أهداف سياسية أو اجتماعية".
والطرود المشبوهة هي طرود بريدية يُشتبه في احتوائها على مواد خطرة أو متفجرة، ظهرت في السنوات الأخيرة داخل الولايات المتحدة ودول أخرى من بينها أستراليا.
aXA6IDMuMjM5LjMuMTk2IA== جزيرة ام اند امز