صوت «خارج الصندوق».. ترامب وهاريس «يقسمان» التونسيين
التصويت في أمريكا لكن أصداء الاقتراع تجوب العالم وصولا إلى تونس، هناك حيث يسيطر الاستحقاق على حيز مهم من النقاشات العامة.
والثلاثاء، بدأ الناخبون الأمريكيون الإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيسهم السابع والأربعين، بين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب في نهاية حملة محمومة ومتوترة.
وإذا كان الناخبون الأمريكيون سيدونون اختيارهم على ورقة التصويت، ينعكس الاقتراع في تونس على نبض وجهات نظر متعددة تختزل تعدد الآراء حول حدث له بصماته وارتداداته على السياسات الدولية.
«لن يغير الكثير»
يرى محمد الصحبي الخليفي، الباحث التونسي في العلوم السياسية أن «فوز ترامب أو هاريس لن يغير الشيء الكثير في علاقة الولايات المتحدة بالقضايا العربية، باعتبار نفس السياسة الأمريكية الخارجية سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية».
ويقول الخليفي، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن «هاريس تثير نوعا من الجاذبية لدى شعوب دول العالم الثالث لكون أصولها الهندية ومناصرتها النسبية لقضايا السود داخل الولايات المتحدة، وهذا يجعل منها الأقرب إلى عقول بعض الشعوب العربية».
وتابع: «لا يجب التعويل على الولايات المتحدة لإنصاف القضايا العربية المركزية»، داعيا «العرب إلى حل إشكالاتهم الداخلية بعيدا عن أهواء الرؤساء الأمريكيين».
في المقابل، يرى الباحث أن «دونالد ترامب لا يمثل النموذج الذي يرضي العقول العربية نظرا لخطابه الشعبوي وعدم إحساسه بالقضايا العادلة كالهجرة ومناطق النزاع في العالم».
«علاقات تاريخية»
من جهته، يعتبر نجيب الحشاني، الناشط السياسي بحزب «25 يوليو»، إن «تونس تربطها علاقات تاريخية بالولايات المتحدة الأمريكية حيث تعود العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى 224 عاما».
ويقول الحشاني، لـ«العين الإخبارية»، إنه «في عام 1799، وقعت الدولتان أول اتفاق صداقة وتجارة، أفضى لتأسيس أول قنصلية أمريكية في تونس سنة 1800».
ولفت إلى أن «العلاقات بين البلدين تميزت دائما بالتعاون المشترك وتعززت بتوقيع شراكة استراتيجية سنة 2015 في عهد الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي تتمثل في إسناد تونس صفة حليف مميز خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو)».
وأوضح أن «القيادة الأمريكية الجديدة (ترامب أو هاريس) لن تغير من سياستها الخارجية تجاه تونس بمواصلة دعمها مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الحدودي ومقاومة الهجرة غير النظامية إلى جانب تبادل الخبرات في جميع المجالات مثلما هو معهود».
«مصالح»
أما يوسف البكوش، الناشط بالمجتمع المدني التونسي، فيقول إن «الأسماء تتغير لكن السياسات لن تتغير بخصوص الانتخابات الرئاسية الأمريكية وتأثيرها على الشعب التونسي أو الشعوب العربية».
ويقول البكوش، في حديثه لـ«العين الإخبارية»، إنه "على كل الشعوب العربية التعويل على تعزيز قدراتهم الذاتية وامتلاك أسباب القوة بدل انتظار صعود ترامب أو هاريس».
وأشار إلى أن «صعود أحدهما سيخدم فقط المصالح الأمريكية وحلفاء واشنطن في العالم».
وبحسب البكوش، فإن «هناك شبه مناصرة داخل الشارع التونسي للمرشحة كامالا هاريس، تتمثل في التعاطف المبني على لون البشرة وليس لسياساتها التي لم تكن منصفة لقضية السلام في الشرق الأوسط».
واعتبر أن «ما يهم العرب هو ملف الهجرة والذي يعد من أبرز الملفات الخلافية بين المرشحين».
ووفق خطابات المرشحين في المناظرة التي جرت بينهما في 10 سبتمبر/أيلول الماضي، تتبع هاريس سياسة تؤيد الإصلاح الشامل بملف الهجرة، حيث تدعم توفير مسارات واضحة لحصول المهاجرين على الجنسية، مع تعزيز أمن الحدود.
فيما يعيد ترامب تقديم سياساته المتشددة السابقة، بما في ذلك ترحيل جماعي واسع للمهاجرين، وإلغاء حق الجنسية بالولادة، ويعد باستخدام الحرس الوطني لدعم حملات الترحيل، وتطبيق حظر على دخول رعايا دول معينة.
وبشأن العلاقات الاقتصادية بين تونس والولايات المتحدة، تشير بيانات رسمية إلى أن حجم المبادلات التجارية بين البلدين فاق مليارا و300 مليون دولار في عام 2023.
وبذلك، تحل الولايات المتحدة في المرتبة الخامسة ضمن قائمة المستثمرين في تونس بالعام نفسه، بقيمة تناهز 18.5 مليون دولار.
aXA6IDMuMTM4LjEzNS4yMDEg جزيرة ام اند امز