أحدها «فأل خير» لهاريس.. انتخابات أمريكا تحت تأثير 4 اتجاهات عالمية
4 اتجاهات أو أحداث عالمية بارزة، أحدها "فأل خير" لكامالا هاريس، تخيم على أجواء الانتخابات الأمريكية وقد تتنبأ بهوية ساكن البيت الأبيض.
هذا ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، وذلك في وقت يتواصل فيه المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي انعقاده لليوم الثاني على التوالي.
الاتجاه الأول: صعود النساء القويات
في يونيو/حزيران الماضي، حققت كلوديا شينباوم، فوزا تاريخيا ساحقا في الانتخابات الرئاسية بالمكسيك، لتكون أول امرأة تصعد قمة السلطة في البلاد.
والشهر المقبل، يفتح سباق الزعامة للحزب الحاكم في اليابان الطريق، حتى وإن كان الاحتمال جديدا، لأول رئيسة وزراء في البلاد وهي وزيرة الخارجية كاميكاوا يوكو.
وفي أوروبا، يظهر الانقسام بين الجنسين، وتتصدر النساء مشهد السياسة.
من بين هذه الأسماء، أورسولا فون دير لاين، التي فازت الشهر الماضي بفترة ولاية ثانية على رأس المفوضية الأوروبية، أقوى هيئة في الاتحاد الأوروبي، بدعم أكبر من خمس سنوات مضت.
كانت السياسية الألمانية من يمين الوسط، وأم لسبعة أطفال، مديرة أزمات قوية. لكن مسيرتها كوزيرة دفاع ألمانية لم تكن لافتة للنظر بقدر الدور التنفيذي الأكبر في قيادتها الاتحاد الأوروبي خلال جائحة كوفيد، وأزمة تكاليف المعيشة والصراع في أوكرانيا.
وستنضم إليها في فريق القيادة في بروكسل كاجا كالاس، رئيسة السياسة الخارجية الجديدة للاتحاد الأوروبي (ثالث امرأة تتولى هذا المنصب).
وباعتبارها أول رئيسة وزراء لإستونيا، صنعت كالاس لنفسها اسما دوليا كواحدة من أكثر الصقور الأوروبيين صراحة بشأن روسيا بعد الحرب الأوكرانية التي اندلعت عام 2022.
في العواصم الأوروبية، تبرز أيضا، جورجيا ميلوني من إيطاليا، وميت فريدريكسن من الدنمارك.
وقد نجحت رئيستا الوزراء اللتان تنتميان إلى معسكرين سياسيين متعارضين، في بناء مواقف محلية قوية وكان لهما تأثير على الساحة الأكبر.
فميلوني اليمينية برزت من خلال دعم أوكرانيا وتهدئة اليمين الأكثر تشددا، وفريدريكسن اليسارية من خلال تحدي معسكرها السياسي بنهج متشدد تجاه الهجرة.
الاتجاه الثاني: أمريكا والصراع في الشرق الأوسط
وفي هذا البند، تشير "بوليتيكو" إلى الجيل الجديد من النساء رئيسات الجامعات النخبوية في أمريكا اللاتي يواجهن وقتا أصعب من أقرانهن السياسيين.
فقد استقالت نعمت شفيق من جامعة كولومبيا الأسبوع الماضي، وهي ثالث زعيمة أنثى في الجامعات العريقة تستقيل في أعقاب الحرب في غزة.
وفي حين بقت أسباب استقالتها، التي تدخل حيز التنفيذ فورا، غامضة إلى حد ما، إلا أن النتيجة الرئيسية والمدعومة بأدلة أخرى- وفق الصحيفة- هي أن الشرق الأوسط سوف يؤدي إلى سقوط ساخن في الحرم الجامعي وبالتالي في السياسة الأمريكية. وفق الصحيفة.
في بداية العام، توقع كبار الديمقراطيين أن تختفي غزة من الصفحات الأولى المجازية في الوقت المناسب للانتخابات العامة، وذلك من خلال احتواء إيران، وتلاشي الصراع في القطاع الفلسطيني، وتهدئة السياسة الداخلية.
بيْد أن هذا لم يحدث، حيث أدت الأحداث في الشرق الأوسط، والتي كانت في الغالب خارج سيطرة أمريكا، إلى زيادة حدة التوتر في الأسابيع الأخيرة، في ظل تهديد إيران وحلفائها وفي مقدمتهم حزب الله اللبناني برد انتقامي ضد إسرائيل.
وفي الوقت نفسه، يواصل الإسرائيليون تحريك آلة الحرب عبر غزة. وفي الولايات المتحدة طارد المحتجون، صناع السياسة في شيكاغو، حيث المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي.
الاتجاه الثالث: أناس غاضبون
كان شهر العسل لرئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر قصيرا. حيث داهمته أعمال الشغب في جميع أنحاء بريطانيا، لتمثل القصة الأخرى للصيف الأوروبي من خلال العنف والغضب من الهجرة.
وفي هذا الصدد، أشارت "بوليتيكو"، إلى أن حكومة حزب العمال الجديدة في بريطانيا، تعرضت لأعمال أكثر عنفا من أقصى اليمين مما واجهه معسكر بايدن سياسيا من يساره بشأن غزة.
ورغم أن ستارمر انتقد أقصى اليمين المناهض للهجرة، إلا أن مراقبين يقولون إنه ذلك فتح الباب أمام انتقادات اعتبرته متساهلا مع "الإسلاموية ومعاداة السامية".
الاتجاه الرابع: مفاجأة أغسطس في أوكرانيا
بتوغلهم المفاجئ والمباغت لمقاطعة كورسك الروسية، غيّر الأوكرانيون الرواية، للحظة، حول أسوأ حرب في أوروبا منذ عام 1945. وفق "بوليتيكو" التي رأت أن كييف "أحرجت" موسكو وكشفت عن "عدم كفاءة" جيشها.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن الأوكرانيين "قدموا أفضل إجابة على الكآبة التي سادت العام الماضي مع فشل الهجوم المضاد لكييف"، والآن يحاولون الاحتفاظ بهذه الأرض وتشتيت الانتباه وصد الهجوم الروسي المستمر على جبهتهم الشرقية.
وفي هذه الجزئية، خلصت "بوليتيكو: إلى أن مكانة أمريكا في العالم ستحددها ما إذا كانت حليفتها أوكرانيا أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أو الصين ستفوز في هذا الصراع.
وتساءلت الصحيفة: هل ستكون كورسك مجرد نقطة تحول في الحرب؟، لتترك الإجابة للأسابيع المقبلة وما ستحمله ساحة المعركة على الأرض وفي البيت الأبيض، وعلى مسار الحملة الانتخابية.