قصة «47 ثانية» أنقذت مسيرة كامالا هاريس السياسية
في 2010، كادت كامالا هاريس تخسر منصب المدعي العام لكاليفورنيا لولا 47 ثانية أنقذت مشوارها السياسي.
قبل 14 عاما، كانت كامالا هاريس نجمة صاعدة في الحزب الديمقراطي إلا أنها خاضت معركة شرسة للفوز بمنصب المدعي العام في انتخابات كادت أن تخسرها أمام خصمها الجمهوري ستيف كولي، لتنقذ مشوارها السياسي الذي وضعها الآن على الطريق إلى البيت الأبيض.
ففي 2010، كان يُنظر إلى هاريس باعتبارها النسخة النسائية من الرئيس الأسبق باراك أوباما وفي ذلك العام خاضت هاريس التي كانت تبلغ آنذاك 45 عاما، أول ترشيح لها على مستوى ولاية كاليفورنيا، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وفي هذه الانتخابات واجهت هاريس خصما جمهوريا هائلا هو ستيف كولي، المدعي العام الشعبي والمعتدل في مقاطعة لوس أنجلوس المعروف بعدله ومكافحته للفساد وهو ما منحه شعبية هائلة مكنته من التقدم على هاريس.
وفي الوقت الذي وصلت فيه هاريس إلى مناظرتها الوحيدة مع كولي كان الوقت والمال لديها ينفدان قبل أن يقدم لها الرجل طوق النجاة بإجابة صريحة مصيرية حمقاء مثلت نقطة تحول في السباق الذي فازت به هاريس بهامش ضيق للغاية بلغ 0.85% من الأصوات رغم أن خصمها أعلن ليلة الانتخابات أنه الفائز.
والآن ومع وصول هاريس إلى المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الذي سيشهد تسميتها رسميا مرشحة الحزب لسباق البيت الأبيض، عادت إلى الأذهان قصة الثواني الـ47 التي لولاها لخسرت كامالا منصب المدعي العام لكاليفورنيا ولما كانت الآن طرفا رئيسيا في سباق البيت الأبيض.
كانت المناظرة قد عقدت بعيدا عن الإعلام داخل قاعة المحكمة التدريبية في كلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا في ديفيس، وخلالها طُرح سؤال حول الحصول على راتب عام ومعاش تقاعدي عام، وهي قضية أثارت الكثير من الجدل في ذلك الوقت.
وفي الوقت الذي كانت فيه المعاشات التقاعدية العامة موضوعًا ساخنًا، كان كولي يثير ضجة لملاحقة الفساد العام في مدينة بيل، حيث كان المسؤولون المحليون يتقاضون رواتب كبيرة في منطقة فقيرة.
وردا على سؤال في المناظرة "هل تخطط للتراجع المزدوج من خلال الحصول على معاش تقاعدي وراتبك كمدعي عام؟" قال كولي دون تردد "نعم، أوافق على ذلك".. وفي المقابل صمتت هاريس ولم تقل شيئا.
إجابة كولي وصفها القائمون على المناظرة بأنها كانت "مروعة ومذهلة"، وعندما سأله أحدهم "هل هناك شيء تريد إضافته إلى ذلك" نظرت هاريس إلى خصمها وقالت "افعل ذلك يا ستيف" قبل أن تطلق ضحكتها المألوفة وتقول "لقد كسبت ذلك".
واعتبرت حملة هاريس أيضا أن إجابة كولي منحت الحملة النصر لمرشحتهم، وعلى الفور عملت الحملة على إعداد فيديو قصير لرد خصمهم الجمهوري المثير للجدل.
وفي مقابلة أُجريت معه مؤخرًا، قال كولي: "النقطة المهمة هي أنني أجبت بصراحة.. لقد كان خطأً"، وأوضح أن الكثير من الناس أخبروه بأنه كان ينبغي له تجنب ذلك.
وألقى كيفن سبيلان، كبير الاستراتيجيين لدى كولي، اللوم على نفسه لعدم تدريب الرجل على التهرب من الإجابات بشكل أفضل.
واعتبر سبيلان أن صدق كولي أمر مفضل وإيجابي في شخصيته لكنه أقر بأن هذا الصدق "عبء في السياسة".
وبعد المناظرة، حاول الجمهوريون الوطنيون الذين توقعوا التهديد طويل المدى لهاريس عرقلتها من خلال شن هجوم مضاد عن طريق إعلان يتضمن شهادة أم ضابط مقتول في سان فرانسيسكو تنتقد كامالا بسبب رفضها المطالبة بعقوبة الإعدام لعضو العصابة الذي قتل ابنها.
لكن هاريس حصلت على دعم الرئيس أوباما خلال زيارته إلى لوس أنجلوس حيث قال أمام حشد من 37 ألف شخص "أريد من الجميع أن يفعلوا الصواب معها".
وكانت كامالا من أوائل مؤيدي أوباما في عام 2008.
وليلة الانتخابات، قفز كولي إلى الصدارة مبكرا وسارع إلى إعلان النصر لكن هاريس بقيت وأنصارها في مقر الحملة حتى الصباح لمتابعة عمليات الفرز.
وفي النهاية فازت هاريس بأقل من 75 ألف صوت، وتنازل لها كولي بعد 3 أسابيع من الانتخابات ومنذ ذلك الحين لم يقترب أي جمهوري من الفوز على مستوى الولاية.
aXA6IDMuMTQ1LjYyLjM2IA==
جزيرة ام اند امز