سيدات صنعن الفارق في 2022
كثيرات هن وفي مختلف المجالات من أحدثن فارقا في عام 2022 سواء عبر وقائع محددة أو مساندة لآخرين بحكم أوضاعهن.
برزت أسماء هؤلاء وصرن يتصدرن الأخبار وأحيانا أغلفة المجلات.
"العين الإخبارية" ترصد من الوجهة السياسية في هذا التقرير أبرز السيدات اللاتي صنعن فارقا في العام 2022
جورجيا ميلوني
زعيمة حزب "إخوة إيطاليا" (فراتيلي ديتاليا) والتي قادته لنجاح تاريخي في الانتخابات لتكون أول امرأة في تاريخ البلاد تتولى رئاسة الحكومة الإيطالية.
ميلوني (45 عاما) أصبحت عام 2006 عضوة برلمانية بعمر 29 عاما، قبل أن تصبح أصغر وزيرة في تاريخ البلاد، بعمر 31، عندما أمسكت حقيبة وزارة الشباب عام 2008.
تتبنى أفكارا معادية لدخول المهاجرين للبلاد، ودعت لفرض حصار من القوات البحرية على ساحل البحر المتوسط في أفريقيا لمنع المهاجرين من الوصول إلى إيطاليا.
تزعمت حزب "إخوة إيطاليا" الذي ظهر على الساحة السياسية قبل نحو عقد فقط، إثر الانقسام الذي حل في حزب "شعب الحرية" الذي تزعمه فيما مضى رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو بيرلسكوني.
أولينا زيلينسكي
سيدة أوكرانيا الأولى حاليا (44 عاما)، زوجة الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
شاعت الأسئلة بشأنها في مارس/آذار 2022 عقب أيام من انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط من نفس العام عندما ظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من داخل قبو في مجمع حكومي بالعاصمة كييف، تحت حراسة مشددة، قائلا إنه لم يرَ أطفاله وزوجته أولينا منذ بداية الحرب.
أولينا التي بقيت وأطفالها مختبئين لفترة في مكان ما لم يكشف عنه، أصبحت لاحقا من أشد مؤيدي زوجها بشأن مواجهة العملية العسكرية الروسية، وقالت على صفتحها بـ"إنستغرام" إنها لن تصاب بالذعر أو تذرف الدموع، مؤكدة أنها ستبقى هادئة وواثقة، مشيرة إلى أن أطفالها ينظرون إليها، مشددة على أنها ستكون إلى جانبهم وزوجها.
أولينا التي أصبح ينظر إليها كأكثر النساء نفوذاً في أوكرانيا، درست الهندسة المعمارية وصارت فيما بعد كاتبة سيناريو حين قابلت زيلينسكي، الممثل الكوميدي الطموح وطالب الحقوق، بحسب شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية.
في مقابلة صحفية عام 2019 قالت سيدة أوكرانيا الأولى إنها تفضل البقاء في الكواليس، ولا تحب حياة الحفلات أو إلقاء النكات، لأن ذلك ليس جزءا من شخصيتها.
اهتمت زوجة الرئيس الأوكراني بدعم حقوق المرأة وروجت للكونغرس النسائي الأوكراني.
وفي ظهور لافت في يوليو/تموز الماضي ظهرت زوجة أولينا زيلينسكي، بالزي العسكري خلال زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ربما تشبها بزوجها الذي تخلى عن زيه الرسمي، وترك قمصانه ورابطة عنقه، وارتدى الزي العسكري، منذ بداية الحرب ليصبح اللون الأخضر الزيتوني رفيقا له.
جيل بايدن
كان حضور جيل (71 عاما) سيدة أمريكا الأولى زوجة الرئيس جو بايدن لافتا في 2022 بمساندة حميمة لزوجها الرئيس الثمانيني والتي هنأته بمناسبة ميلاده الـ80 ، ونشرت رسالة عاطفية على "تويتر" أرفقتها بصورتين تجمعهما وهما يرقصان سويا في حفل زفاف حفيدتهما.
وكتبت جيل بايدن في تغريدتها "لا أريد أن أرقص مع أي شخص آخر، عيد ميلاد سعيد جو! أحبك".
ورغم عدم انغماسها في السياسة بشكل كبير بدا أن متابعة الأمريكيين لما يصدر عن سيدة البلاد الأولى يدخل دائرة اهتمامهم بشكل كبير، فتفاعلوا بشكل واضح مع نصيحة الجدة جيل لحفيدتها نعومي بايدن فيوم زفاف الأخيرة في حفل أقيم فى البيت الأبيض يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضى.
وتحدثت نعومي وجدتها السيدة الأولى مع مجلة "فوج"، حيث أشارت العروس إلى أن جدتها شاركتها في تخطيطها لحفل زفافها، قائلة: "لقد علمتني الكثير عن الاستقلال والاكتفاء الذاتي".
وكنموذج للسيدة الأمريكية فإن جيل بايدن التي حصلت على درجة الدكتوراه في التعليم تحرص على تأدية واجباتها كسيدة أولى وتدرس أيضاً في الجامعة، وتعتبر أول زوجة رئيس أمريكي تواصل مسيرتها المهنية بجانب عملها كسيدة أولى.
لا تخلو روح سيدة أمريكا الأولى من روح الفكاهة، حيث وزعت ليلة 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي رفقة الرئيس الأمريكي الحلوى على أبناء الممرضات ورجال الإطفاء ورجال الشرطة، وذلك في تقليد عيد الهالووين الشهير "خدعة أم حلوى؟"، واعتمدت السيدة الأولى التنكر بزي جنية خرافية، في حين قال الرئيس بايدن للصحفيين إن الوقت لم يساعده للتنكر.
واعتمدت السيدة الأولى التنكر بزي جنية خرافية، في حين قال الرئيس بايدن للصحفيين إن الوقت لم يساعده للتنكر.
نجلاء بودن
في سبتمبر/أيلول 2022 عين الرئيس التونسي قيس سعيد، المهندسة التي لم يعرف عنها ممارسة العمل السياسي نجلاء بودن لرئاسة الحكومة في وقت حرج تشهد فيه البلاد تحولات دراماتيكية منذ قرارات 25 يوليو/تموز الرئاسية المستندة للدستور بحل البرلمان الإخواني وإقالة الحكومة الموالية للتنظيم.
اختار سعيد بودن لإدارة الدولاب الحكومي كأول امرأة تترأس الحكومة في تونس ضمن مسار إصلاحي يسعى للتخلص من إرث الإخوان الثقيل الذي اختطف الدولة وأرهق البلاد سياسيا واقتصاديا، لتخطو تونس نحو الجمهورية الجديدة بدستور جديد وانتخابات نيابية وفق قانون جديد يمثل قطيعة مع العشرية الإخوانية التي قرر الشعب التونسي الخلاص منها.
وفي كلمتها أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بجنيف، بمناسبة ترؤسها للوفد التونسي خلال الاستعراض الدوري الشامل للتقرير الوطني في مجال حقوق الإنسان، في نوفمبر/تشرين الثاني أكدت بودن المؤكد.
وقالت رئيسة الحكومة التونسية إن "المسار الديمقراطي قبل 25 يوليو/تموز 2021، شهد تعثرا نتيجة تفاقم التجاذبات السياسية التي أضعفت الدولة، لا سيما في ظل الأزمة الصحية والاجتماعية والاقتصادية التي أثرت على تمتع التونسي بحقوقه، وفي مقدمتها حقه في الصحة والحياة".
وأضافت أن "البرلمان المنحل تحول إلى ساحة للعنف المادي والنفسي لم يضف للتونسيين سوى الإحساس بانسداد الأفق واليأس".
ولفتت إلى أن ذلك "دفع الرئيس قيس سعيد إلى تفعيل الفصل 80 من دستور 2014 وتجميد البرلمان ثم حلّه ووضع دستور جديد بعد استفتاء 25 جويلية (يوليو/تموز) الماضي في انتظار الانتخابات التشريعية في 17 ديسمبر/كانون الأول القادم".
ووفق بودن، فإن الدستور الجديد يؤكد المساواة بين المواطنين والمواطنات، وينص في الفصل 51 على التزام الدولة بحماية حقوق المرأة وتطويرها وضمان تكافؤ الفرص بين الجنسين في جميع المجالات، مع السعي لتحقيق التناسق.
وتتمتع بودن بسيرة مهنية حافلة بالتدريس في الجامعة التونسية والعمل الإداري في وزارة التعليم العالي، وزادت بأن حملت على عاتقها تحديا لإثبات قدرة المرأة التونسية على تولي المناصب العليا في البلاد.
وقبل تكليفها برئاسة الحكومة واختيار أعضائها، كانت نجلاء بودن تشغل في خطة مكلفة بتنفيذ برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وتتقن إضافة إلى اللغة العربية، اللغتين الفرنسية والإنجليزية.
سانا مارين
رئيسة وزراء فنلندا سانا مارين (36 عاما) التي أحدثت ضجة كبيرة واكتسبت تعاطفا كبيرا، بعد أن ظهرت في مقطع فيديو في أغسطس/آب وهي ترقص في سهرة، لكن تمت تبرئتها لاحقا من تهمة سوء السلوك.
ودافعت مارين عن نفسها بعد أن شوهدت وهي ترقص مع أصدقاء ومشاهير في تسجيل مسرب، كما خلص وزير العدل توماس بويستي إلى أن مارين لم تتجاهل واجباتها كرئيسة للوزراء.
وخضعت مارين لاختبار للكشف عن المخدرات "لتبديد أي شكوك"، وذلك بعد أن أشارت بعض التعليقات التي سُمعت في الفيديو إلى المخدرات. وجاءت نتيجة الاختبار سلبية.
وحين ظهر الفيديو، قالت رئيسة الوزراء إنه تم تصويره في "عقار خاص" وإنها كانت تقضي "أمسية مع أصدقاء".
وعندما سُئلت عن الفيديو، قالت للصحفيين: "أنا بشر. وأحيانا أتوق كثيرا للفرح والنور والمرح وسط هذه الغيوم القاتمة".
وأدى انتشار الفيديو والانتقادات القاسية التي واجهتها مارين إلى أن أبدت العديد من النساء دعمهن لمارين، ففي فنلندا وخارجها، ولجأت نساء إلى وسائل التواصل الاجتماعي لنشر مقاطع فيديو لهن يرقصن تضامنا مع رئيسة الوزراء.
وشكرت مارين هيلاري كلينتون علانية، وذلك بعد أن قالت لها السياسية الأمريكية "واصلي الرقص".
وبوصولها إلى السلطة في عام 2019، أصبحت مارين أصغر رئيسة وزراء في العالم، إذ كانت تبلغ من العمر 34 عاما آنذاك.
ويُنظر إلى مارين على أنها يسارية تدافع بقوة عن نظام الرعاية الاجتماعية في فنلندا.
وشكل وباء كوفيد وكذلك العملية العسكرية الروسية في لأوكرانيا تحديا كبيرا في السنوات الأولى من رئاستها للوزراء.
وأشرفت مارين على طلب فنلندا للانضمام إلى الناتو بعد زيادة الدعم الشعبي لأن تنضم الدولة إلى التحالف الدفاعي الغربي ردا على تصرفات روسيا.
نيكولا ستورجون
تخوض نيكولا ستورجون (52 عاما) رئيسة الوزراء الاسكتلندية معركة بلادها للاستقلال عن بريطانيا، حيث تعهدت بإجراء الانتخابات العامة التالية على أنها "استفتاء فعلي" على استقلال اسكتلندا ، بعد أن قضت المحكمة العليا في المملكة المتحدة بالإجماع بأن حكومتها لا يمكنها التشريع لإجراء تصويت آخر دون موافقة وستمنستر -الحكومة البريطانية.
ستورجون الملقبة محبوبة الاسكتلنديين وفق صحيفة "التليغراف" البريطانية، تتمتع بتأثير غير مسبوق على الشعب الأسكتلندي، حيث أصبحت تسيطر على جوانب الحياة في البلاد، السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والحياة الأسرية.
وكما يبدو فإن غالبية الاسكتلنديين يرحبون بذلك، حتى أصبحت المرأة الحديدية التي تحظى بحب الاسكتلنديين واحترامهم.
وعرف عن ستورجون دفاعها عن بلادها وتأييدها الاستقلال، ودعمها للغة الاسكتلندية، بينما تحتوي تصريحاتها على إشارات تعرض الاسكتلنديين لسوء المعاملة من قبل الإنجليز.
وقامت ستورجون مؤخرا برصد ميزانية قدرها 230 مليون جنيه إسترليني لدعم الثقافة وموسيقى الكمان والأكوروديون الاسكتلندية، كما مارست ضغوطا على هيئة الإذاعة البريطانية بهدف تقديم أخبار من منظور اسكتلندي.
