كورونا يقاوم التحفيز.. مستوى تاريخي للبطالة بأمريكا في 2020
كشفت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية، أن 885 ألف أمريكي كتبوا الأسبوع الماضي لأول مرة طلبات للحصول على منح بطالة من الحكومة.
ووفق الصحيفة ،يعد هذا الرقم أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، في ضوء تفعيل قيود جديدة للسيطرة على الزيادة الحادة في أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد " كوفيد-19" تسببت بدورها في تداعيات سلبية على سوق العمل.
وأظهر مسح أجرته "العين الإخبارية"، أن نسبة البطالة في الولايات المتحدة، سجلت خلال عام 2020 أعلى مستوياتها رغم حزم التحفيز، وذلك وفق أقدم بيانات تاريخية تعود لعام 1969، منشورة على موقع وزارة العمل الأمريكية.
ففي يناير/ كانون ثاني الماضي، سجلت نسبة البطالة في الولايات المتحدة 3.6%، فيما بلغت طلبات الإعانة في ذلك الأسبوع الأخير من ذلك الشهر 217 ألف فرد بحسب البيانات الرسمية.
بينما في فبراير/ شباط الماضي، بلغت نسبة البطالة 3.6% فيما بلغ عدد طلبات الإعانة 219 ألف طلب في الأسبوع الأخير من ذلك الشهر.
بينما بلغت نسبة البطالة في مارس/ آذار الماضي 4.4% وهي أول مرة تتجاوز فيها البطالة حاجز 4% منذ فبراير/ شباط 2019، فيما بلغ عدد طلبات الإعانة نحو 6.64 ملايين طلب جديد، في الأسبوع الأخير من الشهر.
وعدد طلبات الإعانة المسجلة في نهاية مارس/ آذار الماضي، يعني الأعلى على الإطلاق، حتى أكثر من فترة الأزمة المالية العالمية، بحسب بيانات وزارة العمل الأمريكية.
في أبريل/ نيسان الماضي، قفزت البطالة في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياتها التاريخية على الإطلاق بنسبة بلغت 14.7%، في حين بلغ عدد طلبات الإعانة في الأسبوع الأخير من ذلك الشهر 3.8 ملايين طلب جديد.
يعود ارتفاع نسب البطالة إلى عمليات الغلق الإجبارية في غالبية الولايات الأمريكية، ما دفع بملايين العاملين إلى طوابير العاطلين عن العمل، وتسجيلهم ضمن أرقام البطالة وفق بيانات وزارة العمل الأمريكية.
لكن سرعان ما بدأت نسب البطالة في الولايات المتحدة تتراجع بشكل تدريجي اعتبارا من أرقام مايو/ أيار الماضي، مع عودة الفت الجزئي للأنشطة الاقتصادية في البلاد، في محاولة للتأقلم مع تفشي فيروس كورونا.
وبلغت نسبة البطالة في مايو الماضي 13.3% تراجعت إلى 11.1% خلال يونيو/ حزيران الماضي، ثم إلى 10.2% خلال يوليو/ تموز 2020، في وقت بدأت فيه المرافق الاقتصادية تفتح أبوابها تدريجيا وتحصل على حزم تحفيز.
وواصلت نسبة البطالة تراجعها إلى 8.4% خلال أغسطس/ آب الماضي، ثم إلى 7.9% خلال سبتمبر/ أيلول 2020، و6.9% خلال أكتوبر/ تشرين أول، على أن تظهر بيانات نوفمبر/ تخزين ثاني الجمعة المقبل.
ولم تشكل تبعات الهزة المالية العالمية ومركزها الولايات المتحدة في 2008، على سوق الوظائف وطلبات الإعانة الأمريكية، إلا جزءا بسيطا من التبعات التي فرضها فيروس كورونا 2020.
ويظهر مسح "العين الإخبارية" استنادا إلى بيانات وزارة العمل الأمريكية، أن أعلى معدل لطلبات إعانة البطالة الجديدة في السوق الأمريكية خلال الأزمة المالية العالمية، سجل في 19 فبراير/شباط 2009، بـ 667 ألف طلب جديد.
إلا أن هذا الرقم يعتبر أقل بـ10 مرات من أعلى رقم سجلته السوق الأمريكية لمعدل طلبات الإعانة في نهاية مارس/آذار الماضي، والبالغ 6.86 ملايين طلب إعانة جديد.
وصادق الكونجرس الأمريكي قبل أيام على خطة دعم الاقتصاد بقيمة 900 مليار دولار لمساعدة المواطنين والشركات، المتضرّرين من تداعيات جائحة كوفيد-19.