حصاد زيارة ماكرون للجزائر.. الطاقة تتوج "الشراكة المتجددة"
شهدت زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إلى الجزائر توافقا كبيرا بين البلدين على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والاقتصاد والابتكار.
وغادر السبت 27 أغسطس/آب 2022، الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الجزائر بعد زيارة رسمية دامت لثلاثة أيام.
5 اتفاقيات
ووقع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، خمس اتفاقيات بين الجزائر وفرنسا، من أجل شراكة متجددة بين الجزائر وفرنسا.
وشملت هذه الاتفاقيات ما يلي:
- اتفاق شراكة وتعاون مع معهد باستور.
- اتفاق شراكة علمي بين وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي للبلدين
- مذكرة نوايا بين وزارة الشباب والرياضة الجزائرية ووزارة الرياضة والألعاب الأولمبية والألعاب البارالمبية الفرنسية.
- إقامة شراكة معززة جزائرية فرنسية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.
- إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة بين الجزائر وفرنسا، موقعة من الرئيسين الجزائري والفرنسي.
إعلان الجزائر
وينصّ "إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة" على رغبة البلدين في "افتتاح حقبة جديدة" وتبني "مقاربة ملموسة وبنّاءة تركز على المشاريع المستقبلية والشباب".
كما جاء فيه أن "الشراكة المميزة الجديدة" باتت "مطلبا يمليه تصاعد التقلبات وتفاقم التوترات الإقليمية والدولية".
ويرد فيه أيضا أنه "يوفر إطارا لوضع رؤية مشتركة ونهج تنسيق وثيق لمواجهة التحديات العالمية الجديدة (الأزمات العالمية والإقليمية وتغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي والثورة الرقمية والصحة)".
وقال تبون في المؤتمر الصحفي المشترك إن زيارة ماكرون إلى الجزائر كانت ناجحة ومتميزة، وأضاف: "اتفقنا على التأسيس للجنة من المؤرخين ستنصب قريبا، حيث ستقوم بدراسة ملف الذاكرة بعيدا عن السياسة".
وتابع: "سنسهر على تنفيذ وتجسيد كل ما تقرر خلال الزيارة، حيث لدينا نفس القناعات بأن علاقتنا هي علاقات صداقة عميقة".
تعاون في مجال الطاقة
ومن جهته قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون: "لأول مرة في التاريخ اجتمعنا بالأمس مع المصالح الأمنية لبلدينا حيث قررنا تعزيز التعاون في مجالات الطاقة، الاقتصاد والابتكار".
وأضاف: "قررنا تعزيز التعاون في مجالات الشباب والرياضة والصناعة السنيماتوغرافية وقد تناولنا خلال زيارتنا إلى الجزائر مسائل الأمن وتنقل الأشخاص بين بلدينا".
وأكد ماكرون أن "العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا متينة وقوية، داعيا إلى تعزيزها من خلال الحوار في كل المجالات بما في ذلك الموضوعات التي منعت البلدين من التقدم".
وتقرر خلال زيارة ماكرون إنشاء لجنة مؤرخين مشتركة من أجل تسوية الخلافات ومواجهة الماضي "بشجاعة" على حد تعبير الرئيس الفرنسي، و"يمكن تنصيبها في غضون الـ15 إلى 20 يومًا القادمة" وفق تبون الذي أوضح أن عملها قد يستغرق عاما قابلا للتمديد.
وزار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت في اليوم الأخير من زيارة للجزائر استغرقت ثلاثة أيام، كنيسة واستوديو سجلت فيها موسيقى بعض مشاهير الراي في وهران، قبل أن يعود إلى عاصمة البلاد من أجل إرساء إحياء العلاقات الثنائية بين البلدين رسميا.
وزار ماكرون حصن وكنيسة سانتا كروز على مرتفعات وهران المطلة على ميناء وخليج ثاني اكبر مدينة في الجزائر.
ثم انتقل إلى "ديسكو مغرب" حيث سجلت موسيقى الراي في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي قبل أن تنتشر في العالم بفضل مطربين مثل الشاب خالد.
هناك تناول ماكرون كوب شاي وهو يتحدث مع صاحب المحل صانع نجوم الراي بوعلام بن حوا (68 سنة) الذي أخبره أنه "سيتم تسجيل مواهب جديدة قريبًا في الاستوديو". ابتسم ماكرون وهو يلاحظ شريطا قديما يحمل عنوان "دائمًا حزين".
ودام الاحتلال الفرنسي للجزائر 132 سنة من 1830 إلى أن نالت الجزائر استقلالها في 1962 بعد ثماني سنوات من حرب طاحنة.
شراكة الشباب
واعتبر ماكرون في تصريح، الجمعة، أن العلاقات مع الجزائر "قصة لم تكن بسيطة أبدا، لكنها قصة احترام وصداقة ونريدها أن تبقى كذلك، وأجرؤ على القول إنها قصة حبّ".
وأشار إلى شراكة تم إنجازها "في ظل الدفع" الذي توفره الزيارة، من خلال اللقاءات المتعددة التي جرت الخميس مع تبون ووزرائه.
وأكد أنه سيعمل على "شراكة جديدة من أجل الشباب ومن خلالهم" تشمل قبول ثمانية آلاف طالب جزائري إضافي للدراسة في فرنسا ليرتفع اجمالي عدد الطلبة الجزائريين المقبولين سنويا إلى 38 ألفا.
مشاكل التأشيرة
وقبل مغادرته العاصمة الجزائرية، التقى الرئيس الفرنسي برجال أعمال وجمعيات شباب طرحوا عليه أسئلة عن مشاكل التأشيرة وتراجع اللغة الفرنسية في الجزائر، والخلاف حول ملفات الذاكرة بين البلدين.
ودافع بقوة عن فكرة تسهيل حصول بعض الفئات من الجزائريين على تأشيرات فرنسية من أجل المساهمة في ظهور "جيل فرنسي جزائري جديد في الاقتصاد والفنون والسينما وغيرها".
وبالإضافة إلى ملف الذاكرة حول الاستعمار الفرنسي للجزائر (1830-1962)، تسببت قضية التأشيرات في تعكير العلاقات بين البلدين، بعد أن خفضت باريس بنسبة 50% عدد التأشيرات الممنوحة للجزائر.
aXA6IDE4LjE4OS4xNDMuMSA= جزيرة ام اند امز