إعصار "هارفي" المرعب في صور
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يزور، الثلاثاء، تكساس لتفقد الولاية الغارقة في فيضانات
يزور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، تكساس، لتفقد الولاية الغارقة في فيضانات غير مسبوقة نتيجة العاصفة هارفي، مبديا عزمه إظهار وحدة صف في مواجهة هذه "المأساة الفظيعة".
وميدانيا، بلغت التعبئة بولاية تكساس أقصى قدراتها من أجل مساعدة ضحايا الفيضانات، وتستعد الوكالة الفيدرالية للحالات الطارئة (فيما) لاستقبال 30 ألف شخص في مراكز إيواء للحالات الطارئة في المنطقة.
وسجلت إدارة الطب الشرعي في منطقة هاريس حيث تقع مدينة هيوستن بتكساس 6 وفيات "قد تكون مرتبطة" بالإعصار هارفي الذي نجمت عنه فيضانات هائلة في الولاية منذ عطلة نهاية الأسبوع.
وقالت تريسيا بنتلي الناطقة باسم الإدارة في كونتية هاريس إن "أشخاصا قد يكونون احتاجوا لإسعافات طبية عاجلة ولم يتمكنوا من الحصول على المساعدة بسبب الفيضانات".
وأوضحت أنه يجب انتظار نتائج التشريح للتأكد من أسباب وفاة هؤلاء الأشخاص منذ الإثنين.
وحتى الآن، أكدت السلطات مصرع 3 أشخاص أحدهم رجل علق في حريق منزله خلال مرور العاصفة في ارانساس على ساحل المكسيك، والثاني رجل علق في سيارته في لامارك، وسيدة توفت غرقا في هيوستن عند خروجها من سيارتها.
ووصل الإعصار هارفي إلى ساحل تكساس مساء الجمعة بقوة 4 درجات على سلم من 5 درجات، وقد أصبح عاصفة استوائية منذ السبت، وترافقه أمطار غزيرة تهطل في منطقة هيوستن.
زيارة ترامب
ولن يزور الرئيس الأمريكي الذي ترافقه السيدة الأولى ميلانيا ترامب هيوستن رابع مدن البلاد، التي تواجه خطرا نتيجة تصاعد مستوى المياه بصورة متواصلة، لكنه سيتوقف إلى الغرب لتفقد الأضرار في هذه الولاية الجنوبية الشاسعة، ثاني أكبر ولاية أمريكية من حيث المساحة.
وقال ترامب الإثنين إن "ذهنية الناس لا تصدق"، مشيدا بالتضامن الذي يظهره الجيران والأصدقاء و"مجهولون" في مواجهة هذا الإعصار المدمر، الأقوى الذي يضرب الأراضي الأمريكية منذ الإعصار كاترينا عام 2005.
مشاهد غير مسبوقة
وقال مايك (37 عاما) العضو في مجموعة صغيرة من المزارعين تقيم على مسافة ساعة من هيوستن التي حشدت قدراتها لمساعدة سكان هذه المنطقة الفارين أمام تصاعد مستوى المياه: "لم أر شيئا كهذا يوما".
ويقوم مايك على متن زورقه بالتنقل ذهابا وإيابا على طريق "إنترستيت 10"، محور الطرقات الرئيسي الذي شهد خلال بضع ساعات هطول ما يوازي عاما من الأمطار.
وعند مشارف هيوستن، يخيم هدوء غير معهود على المساحات المترامية في غياب حركة السير، وقد غمرت المياه أراض شاسعة فيما بقيت المتاجر في المدن مغلقة والأرصفة والطرقات مقفرة.
ولم تخف عائلة من هيوستن فرحتها بعدما تم إجلاؤها في زورق للشرطة استقدم من منطقة أخرى، وقالت ليتيسيا رودريجيز التي جرت إغاثتها مع زوجها وأولادها وأحفادها وجميعهم مبللون والمياه تنساب منهم: "إنني سعيدة لأنني على قيد الحياة".
وحشد حاكم تكساس جريج أبوت الإثنين قوات الحرس الوطني التابعة للولاية بكامل أعضائها الـ12 ألفا، بعد أن نشر في مرحلة أولى 3 آلاف منهم.
أما قوات الاحتياط المؤلفة من مدنيين يشاركون بانتظام في تدريبات بالجيش، فستقضي مهمتها بضمان الأمن والإغاثة.
وتخطت سيول الأمطار بفارق كبير منذ الخميس مستوى 50 سم في المنطقة، ووصلت في بعض الأماكن إلى ما فوق 70 سم. وحذرت الأرصاد الجوية الوطنية بأن بعض المناطق قد تتلقى 40 إلى 50 سم من الأمطار الإضافية هذا الأسبوع.
وبالتالي، حذر مدير الأرصاد لويس أوسيليني من أن الفيضانات لن تبلغ ذروتها قبل الأربعاء أو الخميس.
قلب العاصفة
ومن المتوقع أن يمر قلب العاصفة الذي ينتقل ببطء في خليج المكسيك من جديد، الثلاثاء، قبل أن يصعد الأربعاء باتجاه الشمال الشرقي فيضرب جنوب غرب لويزيانا.
وصدرت أوامر بتنفيذ عمليات إجلاء قسرية في بعض أحياء مدينة ريتشموند وفي منطقة جيفرسون، فيما لم تكن هذه العمليات قسرية في هيوستن وإنما ينصح بها في بعض المواقع.
وتردد السلطات باستمرار أن الفيضانات لم تنته ومع ارتفاع مستوى المياه اضطرت السلطات إلى فتح بوابات خزانين كانا يهددان بإغراق هيوستن.