فقدان الشغف.. هل خسر ميسي معركته الأهم خارج الملعب؟
علامات استفهام كبيرة لاحقت الأرجنتيني ليونيل ميسي، قائد برشلونة الإسباني، مع انطلاق الموسم الحالي في ظل تراجع مستوياته.
ميسي لم يعد هو اللاعب صاحب العلامة الفارقة في صفوف برشلونة، لا سيما بعد الأزمة التي جمعت بينه وبين إدارة النادي الكتالوني قبل بداية الموسم الحالي، والتي كادت أن تطيح به من ملعب كامب نو.
تراجع مستويات ميسي طرح عدة تساؤلات عن السبب الحقيقي وراء ذلك، هل هو تقدم العُمر والجسد الذي لا يرحم كما قال ليونيل نفسه من قبل؟ أم أن هناك أسباب أخرى دفعت النجم الأرجنتيني لفقدان شغفه في ملعب كامب نو؟
فقدان الشغف
عالم النفس الكندي روبرت فاليراند نشر بحثاً مع زملائه عام 2003 عن أهمية وتأثير شعور الفرد بالشغف، لكي ينجح ويحقق إنجازات مهنية في مسيرته.
وتشير الدراسة إلى أن فقدان الشغف يجعل العمل روتينيا، ممل يتسبب في الإصابة بالإرهاق والإجهاد وعدم القدرة على التصرف بصورة طبيعية في العمل.
لكن ما الذي يدفع شخص مُبدع للإبهار في العمل غير الشغف والرغبة الجامحة في الظهور بأفضل شكل؟
قبل 15 عاماً، كان ميسي لاعباً يسعى لإثبات ذاته مع منتخب الأرجنتين في مونديال الشباب، حيث كان يلعب ضد منتخب مصر في هولندا.
أحمد غانم لاعب منتخب مصر المعتزل قال في تصريحات تليفزيونية إن مواجهة ميسي كانت صعبة على الجميع، لأنه كان يسعى ليتعرف عليه العالم وليقنع برشلونة بأنه يستحق الفرصة، وعند محاولة اللاعب المصري شيكابالا تمرير الكرة بين قدميه، ثار ميسي وفقاً لرواية اللاعب المصري وقام بمراوغة كل من يأتي في طريقه حتى انتهى اللقاء.
تلك هي الرغبة، وذلك هو الشغف، الذي ظهر عكسه تماماً مع ميسي في مباريات فريقه الأخيرة، لا سيما ضد دينامو كييف الأوكراني في دوري أبطال أوروبا، منذ أيام، حيث التقطه الكاميرات يسير في منتصف الملعب بالقرب من الكرة التي يستحوذ عليها المُنافس، متهدل الكتفين غير مكترث بما يدور في الملعب.
خسارة خارج الملعب
قبل بداية الموسم، طلب ميسي رسمياً الانتقال من برشلونة تنفيذاً لبند في عقده يتيح له الرحيل مجاناً قبل موسم من انتهاء عقده، لكنه قوبل بهجوم من إدارة ناديه ومن رابطة الدوري الإسباني، فلم يتمكن من الرحيل.
ورغم التقارير التي أكدت اتفاق ميسي مع إدارة مانشستر سيتي الإنجليزي، إلا أن ليونيل رضخ في النهاية ووافق على إكمال موسمه الأخير مع برشلونة، قبل أن يُقرر المصير في الصيف المقبل.
ورغم رحيل جوسيب ماريا بارتوميو عن رئاسة برشلونة بالتقدم باستقالته، ما يزال ميسي يشعر أنه غير سعيد في الفريق، ربما لأنه لم يعد المتحكم في كافة الأمور منذ وصول الهولندي رونالد كومان إلى مقعد المدير الفني.
هدف ذو معنى
ولكي يعود الشغف لليونيل ميسي، يجب أن يكون هناك هدف واضح له معنى، ليحارب لأجله، وهذا ما أوضحته دراسة علمية في جامعة جنوب فلوريدا.
وأشارت الدراسة إلى أن وجود الهدف الواضح أمر ضروري لتحقيق الشغف عند الفرد، لكن ليونيل ميسي حاليا ربما يكون هدفه الأبرز هو إنهاء الأشهر المتبقية في عهده والخروج إلى مانشستر سيتي أو أي نادٍ آخر في الصيف المُقبل.
ومع استمرار مباريات الموسم وسخونة المنافسات محلياً وأوروبياً، قد يُخلق هدف جديد لميسي، يجعله يستهدف الكرة الذهبية أو دوري أبطال أوروبا، وهو ما قد يساعده على استعادة الشغف الذي فقده منذ بداية الموسم.