الأحداث الفنية في 2017.. رواج إماراتي ومفاجأة سعودية
شهد عام 2017 على المستوى السينمائي العربي حالة من الانتعاش على مستوى إنتاج الأفلام أو المهرجانات المختلفة، كما حدثت مفاجآت غير متوقعة.
حالة من الانتعاش عاشها العالم العربي على المستوى الفني خلال عام 2017، من إنتاج أفلام ومهرجانات، كما شهدت الساعات الأولى منه استمرار حالة الرواج السينمائي في دولة الإمارات إلى جانب المفاجأة السعودية بفتح أبواب دور العرض مجدداً في أراضيها، إلى جانب عودة مخرجين كبار للسينما المصرية.
غزارة فنية إماراتية
وفي الإمارات، نجحت السينما الإماراتية خلال السنوات الأخيرة في أن تفرض نفسها على المهرجانات بقوة، وأن تصنع لها شكلا خاصا وسط المهرجانات العالمية، فهناك فيلم "ساير الجنة" الذي شارك في 30 مهرجاناً دولياً حتى الآن، اثنان في الخليج و11 في أوروبا و3 بأمريكا و7 مهرجانات آسيوية و7 عربية، واستطاع أن يحقق إنجازاً إماراتياً، خصوصاً أنه بات أكثر فيلم يشارك في المهرجانات السينمائية الخليجية والعربية والدولية.
كما ظهرت أفلام «المختارون» و«ضحي في أبوظبي» و«كارت أحمر» و«ليزا» و«هجولة» و«زنزانة» و«قطرة دم»، وكلها أفلام إماراتية تم عرضها خلال العامين الماضيين حققت جميعها نجاحات وإقبالاً جماهيرياً كبيراً وحضوراً سينمائياً لافتاً خلال فترة عرضها في المهرجانات العربية والعالمية أو عرضها التجاري.
هذا النجاح اللافت والتطور الكبير الذي تعيشه السينما في الإمارات دفع صناعها سواء شركات أو أفراد لإنتاج أعمال سينمائية جديدة في 2017، بعضها أعلنت عنها شركة «أكس موفيز أبوظبي»، المنتجة لفيلم «ضحي في أبوظبي»، وهذه الأفلام هي «ظاعن وفلونة في الإمبراطور» و«ضحي في تايلاند» و«الجوكر»، وكلها من إخراج راكان، وتجمع بين الطابعين الكوميدي والاجتماعي، كما يكشف التطور الجاري على مهرجان دبي السينمائي ودعمه للسينما عن حالة من التفرد والوهج الذي بات يجعل من هذا المهرجان واحدا من أهم المهرجانات في المنطقة خلال الفترة الأخيرة.
مفاجأة سعودية
قبل أن يسدل 2017 الستار حدثت طفرة مفاجئة وسعيدة للسينما السعودية، حيث حصلت المخرجة هيفاء المنصور على جائزة "آي دبليو سي" في مهرجان دبي السينمائي عن مشروعها فيلم التحريك «ملكة الجمال»، وكأنها كانت إشارة البدء للخبر الأكثر سعادة وهو إقرار افتتاح دور العرض السينمائية بالسعودية لدرجة أن شركة آيماكس الأمريكية أعلنت عزمها على افتتاح 25 دار عرض خلال الثلاث سنوات المقبلة.
وتوقع محمد علوي، رئيس لجنة المراكز التجارية بـ«غرفة جدة»، افتتاح 50 صالة عرض في جدة ومثلها في الرياض خلال الأشهر الستة المقبلة، كما بدأ المخرج السعودي سمير عارف تصوير مشاهد فيلم تراثي بعنوان (نجد) ليكون ضمن باكورة الأفلام التي يبدأ عرضها قريبا بمجرد افتتاح أول دار عرض بالمملكة.
وظهر احتفاء المملكة العربية السعودية، من خلال ندوة النجمم الهوليوودي الشهير جون ترافولتا، والتي أحيطت بقدر كبير من الدعاية لتكون أول احتكاك للجمهور السعودي بنجوم السينما، ليصبح الاحتفاء بفنونها الأحدث على الإطلاق في 2017.
مهرجانات مصرية جديدة
وفي مصر، شهد عام 2017 ظهور 3 مهرجانات جديدة واعدة، انضمت لقائمة المهرجانات القائمة في مصر، وهي مهرجانا أسوان والجونة، بالإضافة إلى مهرجان "دي إم سي" الذي قدم جوائز السينما العربية على غرار الأوسكار، ليكشف بدوره عن حالة انتعاش مهرجاني تعيشه مصر في الفترة الأخيرة بعد ظهور مهرجانات كبرى مثل الأقصر السينمائي، الذي حقق في سنوات قليلة نتائج كبرى لصالح السينما الإفريقية عموما.
وترشح فيلم (الشيخ جاكسون) للمخرج عمرو سلامة، إلى جوائز الأوسكار لفئة الأفلام الأجنبية، وهو ما توقف لفترة طويلة لينضم بذلك إلى 10 أفلام سابقة ترشحت من مصر، وهي: "باب الحديد ودعاء الكروان ووإسلاماه والمستحيل والقاهرة 30 وإسكندرية كمان وكمان والمومياء وعلى من نطلق الرصاص والناصر صلاح الدين وفتاة المصنع".
كما عاد المخرج شريف عرفة بفيلم (الكنز) إلى دور السينما بعد آخر أفلامه في 2014 "الجزيرة 2"، كما عاد طارق العريان بفيلم (الخلية) بعد آخر أفلامه (أولاد رزق) و(أسوار القمر) في 2015، وقد حقق الفيلمان نجاحا كبيرا على مستوى تحقيق الإيرادات، في حين يعود المخرج مجدي أحمد علي بفيلم (مولانا) بعد آخر أفلامه في 2010 وهو (عصافير النيل)، كما يعود المخرج عاطف شكري بفيلم (الفندق) وكان آخر أفلامه (قشطة يابا) عام 2005.
وفي السياق، شهد هذا العام ظهور أول فيلم روائي طويل للمخرج تامر عشري وهو (فوتوكوبي) وكان له فيلم قصير واحد عام 2007 بعنوان الحادثة، في حين قدم المخرج أحمد خالد موسى أول أفلامه الروائية الطويلة وهو (هروب اضطراري) بعد تقديمه العديد من المسلسلات الدرامية.
كما ظهرت أفلام مصرية مهمة خلال المهرجانات مثل: "علي معزة وإبراهيم" لشريف البنداري، و"الأصليين" لمروان حامد، و"مولانا" لمجدي أحمد علي.
أفلام عربية
وكان 2017 فرصة لأفلام عربية مهمة، فرضت نفسها على المهرجانات المختلفة مثل الفيلم الفلسطيني (واجب) الذي حصد الجائزة الكبرى في مهرجان دبي السينمائي الأخير، للمخرجة آن ماري جاسر وهو مرشح بدوره للأوسكار في 2018 عن فلسطين، كما شهد افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي عرض فيلم (ذا ماونتن بتوين أس) للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، وبطولة كيت وينسليت وإدريس ألبا.
وفي تونس ظهر فيلم (تونس الليل) لإلياس بكار الذي يعكس وجه تونس بعد الثورة عبر أسئلة وجودية لها علاقة بما يعيشه التونسيون اليوم.
في حين ظلت المأساة السورية تفرض نفسها عبر أفلام من نوعية (طريق النحل) للمخرج عبداللطيف عبدالحميد، وهناك فيلم (مطر حمص) للمخرج جود سعيد، العمل الذي يروي قصة خيالية تستند لواقع الحرب لمجموعة من الشخصيات تعيش أزمة حمص القديمة، وعُرض الفليمان في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير، الذي ظهر خلاله الفيلم الكويتي (سرب الحمام) للمخرج رمضان خسروه الذي تدور أحداثه عام 1991.
aXA6IDE4LjIyMS41Mi43NyA= جزيرة ام اند امز