نصر الله يلهب صيف لبنان.. تهديدات تجهضها تناقضات
تهديدات جديدة يبثها الأمين العام لحزب الله، أطلقت العنان لمخاوف من تحويل صيف لبنان إلى صيف حارق.
فنصرالله لم يتعب من التهديد بسلاحه الذي أنهك اللبنانيين وأوصلهم إلى ما يشبه الحصار والعزلة، بل أطلّ ليعد اللبنانيين بحرب مفتوحة مع إسرائيل.
خرج نصرالله، في كلمة متلفزة له بالأمس، ليناقض ما أعلنه أنه خلف الدولة اللبنانية في مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل.
وقال "إذا وصلت الأمور إلى الخواتيم السلبية، فلن نقف فقط بوجه حقل كاريش.. فالمعادلة الجديدة هي كاريش وما بعد كاريش وما بعد ما بعد كاريش".
تصريحات تأتي في وقت أضحى فيه أقصى طموح سكان لبنان هو الحصول على رغيف خبز أو ساعة من الكهرباء.
كما أنها تتزامن مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عبر سفيرتها في لبنان دوروثي شاي، قرب التوصل إلى اتفاق بين بيروت وتل أبيب، على ترسيم الحدود وبالتالي فتح نافذة أمام لبنان للاستفادة من التنقيب عن الغاز.
تغريد خارج سرب الوطن
وفي خطابه بالأمس، خرج نصرالله أيضا عن الموقف الجامع الذي أبلغته الحكومة اللبنانية للولايات المتحدة باعتمادها وسيطاً دائما بين لبنان واسرائيل، متهماً الوسيط الأمريكي أموس هوكشتاين بأنه "يضغط لمصلحة تل أبيب".
وملوحا بالتهديد أضاف "الفرصة الذهبية المتاحة لترسيم الحدود هي خلال هذين الشهرين، وإذا لم نثبت حقنا قبل شهر سبتمبر ستكون المهمة صعبة ومكلفة".
وبقدر حرصه على إيصال "رسائل التهديد"، حرص نصرالله في الوقت عينه، على تحضير اللبنانيين "نفسياً" لقرب احتمال اندلاع حرب طاحنة جديدة مع إسرائيل خلال ما تبقى من يوليو/تموز الجاري وأغسطس/آب المقبل، على اعتبار وهمه بأن "الموت أشرف لهم في الحرب من الموت جوعاً أو عبر الاقتتال أمام محطات البنزين والأفران".
وقال نصرالله "نحن لم نتفق مع أحد ولم نقل لأحد أننا لن نقدم على خطوة إطلاق المسيرات وأننا ننتظر المفاوضات".
مضيفا "لم نلتزم مع أحد ولن نلتزم، من حقنا أن نقدم على أية خطوة نراها مناسبة في الوقت المناسب" للضغط على إسرائيل.
وكانت إسرائيل أعلنت قبل حوالي عشرة أيام اعتراض ثلاث مسيّرات تابعة لحزب الله اللبناني كانت متّجهة نحو حقل "كاريش" للغاز.
وأتت هذه المسيرات في وقت تستمر فيه الجهود لاستئناف المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول المفاوضات بشأن الحدود البحرية، التي كانت قد بدأت عام 2020 بوساطة أمريكية في مايو/أيار من العام الماضي جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها بما في ذلك حقل غاز كاريش.
وأعلنت الحكومة اللبنانية رفضها لإطلاق المسيرات ووصفت الأمر بأنه "غير مقبول ويعرّض البلاد لمخاطر".
كما لاقت العملية رفضا لبنانيا واسعا في لبنان وارتفعت الأصوات الرافضة لمصادرة حزب الله القرار الاستراتيجي والأمني والعسكري للدولة اللبنانية ودعوات لتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس أن المسيرات الثلاث التي حاول حزب الله إطلاقها تجاه منصة كاريش كانت من إنتاج إيراني.