"درونز حزب الله".. أحزاب لبنانية تنتقد "تراخي" الحكومة
رفضت أطراف لبنانية الموقف الرسمي اللبناني الذي تبرأ فقط من مسيرات حزب الله، مطالبين بخطوات عملية.
وقالت تلك الجهات إن اكتفاء حكومة لبنان بالتبرؤ من المسيرات التي أطلقها حزب الله باتجاه حقل كاريش النفطي، ليس كافيا بل يجب القيام بخطوات عملية تعيد السلطة إلى الدولة اللبنانية ومؤسساتها كما تحرير لبنان من الوصاية الإيرانية.
وكانت الحكومة اللبنانية قد وصفت إرسال "حزب الله" مسيرات باتجاه منشآت نفطية في المنطقة البحرية المتنازع عليها مع إسرائيل، بأنه "غير مقبول ويعرّض البلاد لمخاطر"، وذلك في أول موقف رسمي لها صدر أمس الإثنين بعد يومين على عملية حزب الله.
وجاء الموقف اللبناني الرسمي بعد اجتماع جمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب.
لكن هذا الموقف الذي وصفه البعض بـ"المتأخر" اعتبرته أطراف لبنانية "غير كاف"، وفقا لما أكده حزب الكتائب اللبنانية في بيان.
وقال الحزب، عقب اجتماع مكتبه السياسي، إن "حزب الكتائب يرفض عملية المسيّرات التي أطلقها حزب الله من الأراضي اللبنانية ويرى فيها مغامرة جديدة تجر لبنان إلى عواقب غير معروفة الأبعاد".
وأضاف البيان أن "الرسالة الوحيدة من خلفها، كانت موجّهة إلى اللبنانيين ومفادها لا مفاوضات من دون موافقة حزب الله وأنه الآمر الناهي والمتحكم الأوحد بالقرار".
وأكد حزب الكتائب اللبنانية، أن "هذه الممارسات لا تقوّض السيادة اللبنانية فحسب، بل من شأنها أن تقوّض فرصة لبنان للاستثمار في ثروته النفطية، التي هي حق استراتيجي للبلد وأهله، وهي القادرة على إخراج لبنان من أسوأ أزمة وصل إليها".
كما اعتبر أن تصريحات رئيس الحكومة ووزير الخارجية المنددة بعملية حبز الله هي "محاولات التنصل من هذه الواقعة وهذا بات غير كاف للخروج من حالة حزب الله الشاذة القادرة على أن توريط لبنان في حروب لغايات لا علاقة لها بمصلحة البلد".
بدوره اعتبر النائب أشرف ريفي، أن الموقف الرسمي، بشأن حزب الله "غير كافٍ".
وكتب ريفي، على حسابه على "تويتر" قائلا: "الموقف الذي صدر بخصوص المسيّرات عن وزير الخارجية بعد لقائه ميقاتي جيد، لكنه غير كافٍ، صورة الدولة اللبنانية وقد تلقت ضربة قاصمة في المفاوضات وإيران تمسك بورقة الترسيم يتناقض مع مصلحة لبنان".
وأضاف ريفي: “المطلوب تحرير لبنان من وصاية إيران”.
بدوره اعتبر حزب القوات اللبنانية أن "حزب الله يصر على مصادرة القرار الاستراتيجي والأمني والعسكري للدولة اللبنانية".
وقال حزب القوات اللبنانية، في بيان: "تبين أنه حتى الحكومات المحسوبة على حزب الله (في إشارة إلى حكومة تصريف الأعمال التي يملك حزب الله وحلفاؤه الأكثرية فيها) لم تعد قادرة على التستر على أعماله".
وأضاف البيان أن "من جديد يتبين أن حزب الله يصر على مصادرة القرار الاستراتيجي والأمني والعسكري للدولة اللبنانية، ممّا يضرب مصداقية هذا البلد أكثر مما هي عليه، ويضرّ بمصالح الشعب اللبناني، وكل ذلك خدمة لمصالح أخرى واستراتيجيات أخرى لا علاقة للبنان ومصالح الشعب اللبناني بها".
وكانت اسرائيل أعلنت اعتراض ثلاث مسيّرات تابعة لحزب الله اللبناني كانت متّجهة إلى منطقة حقول الغاز في مياه المتوسط، فيما تشهد التوترات بين إسرائيل ولبنان تجددا في الأسابيع الأخيرة.
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أنه "تم اعتراض ثلاث مسيرات معادية اقتربت من المجال الجوي فوق المياه الاقتصادية لإسرائيل"، مشيرا إلى أن المسيرات تابعة لحزب الله وكانت متّجهة نحو حقل "كاريش" للغاز.
وأتت هذه المسيرات في وقت تستمر فيه الجهود لاستئناف المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول المفاوضات بشأن الحدود البحرية، التي كانت قد بدأت عام 2020 بوساطة أمريكية في مايو/أيار من العام الماضي جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها بما في ذلك حقل غاز كاريش.