سياسة
"درونز حزب الله".. تحذيرات من جر لبنان لـ"معارك بالوكالة" وتعطيل مفاوضات الترسيم
تحذيرات داخلية وخارجية من جرّ لبنان إلى "معارك بالوكالة" بعد إطلاق مليشيات حزب الله مسيرات باتجاه منشآت نفطية في إسرائيل وكذلك عرقلة مفاوضات ترسيم الحدود.
وفيما لم يصدر أي موقف رسمي في لبنان حول إطلاق "حزب الله" للمسيرات، أعلنت السفيرة الأمريكية في بيروت استياءها من مسيرات حزب الله.
وقال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب في حديث تلفزيوني: "أبلغتني السفيرة الأمريكية دوروثي شيا احتجاجها لإطلاق حزب الله مسيرات فوق حقل كاريش وهناك اتفاق بأن لا يتم أي إثارة للوضع خلال المفاوضات".
وأضاف: "اجتمعت مع السفيرة الأمريكية وكانت متفائلة بشأن الوصول لاتفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية"، مشيرا إلى أن "التفاوض بشأن ترسيم الحدود البحرية في مرحلة متقدمة جدًا وآخذ في التفاؤل ومن الآن حتى شهرين تتضح مساراته".
وفي السياق ذاته، نقل "تلفزيون الجديد" اللبناني معلومات مفادها بأنّ الوسيط الأمريكي في ملف ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين أجرى اتصالات بمسؤولين لبنانيين معنيين بملف الترسيم بينهم نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، وطلب توضيحا لما جرى بشأن إطلاق “حزب الله” طائرات مُسيّرة باتجاه حقل كاريش، أمس السبت.
واعتبر هوكشتاين أن "إرسال حزب الله لتلك المسيرات من شأنه إيقاف جهود التفاوض، وقد يؤثّر على الإيجابية التي رشحت عن المُحادثات الأخيرة".
وفي الداخل اللبناني، ارتفعت الأصوات المحذرة من مسيرات حزب الله، وقال النائب في حزب القوات اللبنانية، غسان حاصياني، في حديث تلفزيوني: "لبنان يُستخدم من قبل دول مختلفة للضغط على دول أخرى. لذلك نرى التصعيد والرسائل التي تطلق من لبنان وتوجه بكل الاتجاهات وكان آخرها مسيرات حزب الله، فعسى ألا تتحول المسيّرات إلى مسارات يقحم بها لبنان أو إلى مسايرات شرقية وغربية على حساب لبنان".
كذلك اعتبر النائب في "حزب القوات اللبنانية"، غياث يزبك، في حديث إذاعي، أن "حزب الله لا يريد ترسيم الحدود، لأن ذلك يفقده حقه في الاحتفاظ بالسلاح وتعزيز دور إيران في لبنان، والمسيرات التي انطلقت البارحة رسالة من إيران، وننتظر رد الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين لمعرفة تداعياتها على الجانب اللبناني".
بدوره، اعتبر النائب السابق ورئيس المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان، فارس سعيد، أن "مسيّرات حزب الله فوق بئر كاريش تهدف إلى تذكير جميع الأطراف أن إيران حاضرة في المفاوضات الجارية بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود برعاية أمريكية وعلى حساب المصلحة اللبنانيّة".
وكتب على حسابه بتويتر قائلا: "لأن حادثة المسيرات التي أعلن عنها حزب الله قد تكررّ وقد تحدث حوادث أخطر منها، نطالب نواب الأمّة طرح إشكالية احتلال إيران داخل مجلس النواب".
وعقب الواقعة، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد، يائير لابيد، إن "حزب الله" يشكّل عقبة أمام اتفاقٍ بين لبنان وإسرائيل على ترسيم حدودهما البحرية.
وأضاف لابيد أن "الحزب يواصل السير في طريق الإرهاب ويقوّض قدرة لبنان على التوصّل إلى اتفاق حول الحدود البحرية".
وأضاف خلال الاجتماع الأول لحكومته بعد أيام على حل البرلمان تمهيداً لانتخابات تشريعية جديدة أن "إسرائيل ستواصل حماية نفسها ومواطنيها ومصالحها".
ومساء السبت، أعلنت إسرائيل اعتراض ثلاث مسيّرات تابعة لحزب الله اللبناني كانت متّجهة إلى منطقة حقول الغاز في مياه المتوسط، فيما يشهد الجانبان بين الحين والآخر بعض التوترات في الأسابيع الأخيرة.
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أنه "تم اعتراض ثلاث مسيرات معادية اقتربت من المجال الجوي فوق المياه الاقتصادية لإسرائيل"، مشيرا إلى أن المسيرات تابعة لحزب الله وكانت متّجهة نحو حقل "كاريش" للغاز.
من جانبه، أكّد حزب الله أنه أطلق ثلاث طائرات مسيّرة باتجاه حقل غاز في البحر المتوسط، السبت، للقيام بمهام استطلاعية، مشيرا إلى أنها "أنجزت المهمة المطلوبة وكذلك وصلت الرسالة"، من دون تقديم تفاصيل إضافية.
وبحسب الجيش الإسرائيلي لم تكن المسيّرات مسلّحة و"لم تشكل تهديدا حقيقيا"، لافتا إلى أنها أسقطت قبل أن تصل إلى الحقل، واعترضت مقاتلة إحدى المسيّرات الثلاث فيما اعترضت سفينة حربية المسيّرتين الأخريين، وفق مصادر عسكرية إسرائيلية.
وأتت هذه المسيرات في وقت تُبذل جهود لاستئناف المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البحرية، التي كانت قد بدأت عام 2020 بوساطة أمريكية في مايو/أيار من العام الماضي جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها بما في ذلك حقل غاز كاريش.