بعد هاشتاغ WhatToWatch#.. هل تحسن تيك توك صورتها؟ (خاص)
تفاعل رواد تطبيق "تيك توك" قبل أيام، مع هاشتاغ #WhatToWatch، الذي حظي بعدد مشاهدات واسع قاربت الـ4 مليارات.
ويعمل المستخدمون خلال هذا الهاشتاغ، على تقديم توصياتهم ومراجعاتهم وآرائهم عن أفضل الأفلام والمسلسلات.
حظي #WhatToWatch بانتشار واسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فبلغت عدد المشاهدات في هذا النطاق وحده 437 مليون مشاهدة.
الحالة التي أحدثها هذا الهاشتاغ، جاءت في ظل الانتقادات المستمرة التي يواجهها التطبيق الصيني، خاصة بما يتضمنه من محتوى لا يلقى قبولًا لدى شريحة واسعة من المجتمعات، خاصة العربية منها.
في السياق نفسه، جاء #WhatToWatch في أعقاب تعرض التطبيق الصيني للتضييق من جانب المفوضية الأوروبية، والتي أصدرت تعليمات للعاملين فيها بضرورة حذف "تيك توك" من هواتفهم المحمولة وأجهزة المؤسسة، بغرض تعزيز الأمن الإلكتروني وحماية البيانات.
من منطلق ما سبق، استنتج كثيرون أن إطلاق هذا الهاشتاغ خلال الفترة الماضية، كان هدفه الأساسي هو تجميل التطبيق الصيني لصورته أمام المجتمع الدولي، وهو ما حاولت "العين الإخبارية" التثبت منه خلال السطور التالية.
جهود تنتهي بقرارات صادمة
قال المهندس محمد الحارثي، استشاري تكنولوجيا المعلومات والإعلام الرقمي في مصر، إن "تيك توك" يسعى جاهدا إلى تحسين صورته، من خلال وضع تصنيفات للمحتوى ومطاردة السيئ منها، وإتاحة أدوات بها ضبط يحدد المضامين المناسبة وغير المناسبة للمستخدم، لكن للأسف كلما يقطع التطبيق شوطًا في هذا التوجه يكون المحتوى السيئ هو الأعلى ويظهر للكل، ويخرج ضمن المشاهدات الأعلي.
أوضح "الحارثي"، لـ"العين الإخبارية"، أن الجزء الأهم من هذا الأمر هو مطاردة مشكلات خصوصية البيانات، فهناك أزمات سياسية تتعلق بهذا الشأن، خاصة أنه يمكن تحليلها لأنماط واستخدامات أخرى: "الصين دولة مركزية وهناك خوف من الشركة المالكة أن تتعرض لضغوط فيما يتعلق باستخدام استنباطات خاصة بتحليل بيانات، ترتبط بمستخدمي عدد من الدول بشكل غير سليم".
وأردف: "ما زال تيك توك يواجه مشكلات أخرى تتعلق بأحداث كثيرة يتعرض لها شباب ومراهقون، منها التحديات التي تسببت في وقوع حالات انتحار ووفاة".
ما سبق، اتفق معه الدكتور محمد حجازي، رئيس لجنة القوانين والتشريعات بوزارة الاتصالات المصرية سابقًا، مؤكدًا على أن الهاشتاغ الأخير يهدف إلى إحداث تفاعل أكبر بين المستخدمين.
أضاف "حجازي"، لـ"العين الإخبارية"، أن هذا الهاشتاغ قد يكون وسيلة لمعرفة ميول وتفضيلات المستخدمين في مناطق جغرافية مختلفة: "كل منطقة لها طبيعة وبالتالي يبدأ التطبيق في فهم ميول المستخدمين بشكل أكبر. هي واحدة من الطرق التي يحسنون خلالها جودة المحتوى المقدم".
بداية تحول
تابع المهندس محمد الحارتي تصريحه، بالإشارة إلى أن "تيك توك" يسعى من خلال هذا الهاشتاغ إلى تحويل التطبيق إلى مجتمع للتواصل أكثر من مجرد محتوى الفيديو الذي يقدمه طرف واحد.
واستطرد: "حينما يكون هناك هاشتاغ خاص بتقييم الأفلام فهو بمثابة إعادة النظر في نمط الاستخدام، بحيث يحصل المستخدم من التطبيق على معلومة، بما يضمن حفاظها على المستخدمين النشطين".
استعمار
يعتبر الدكتور عصام الجوهري، أستاذ نظم المعلومات والتحول الرقمي، أن مواقع التواصل الاجتماعي هي "استعمار ثقافي واقتصادي للدول"، مبررًا: "حينما تكون منصات تجمع 4 مليارات شخص، أي نصف سكان العالم تقريبًا، وتدر دخلًا على 5 أو 6 منصات كبرى بكمية أكبر من اقتصادات دول، فهذا استعمار اقتصادي".
وأضاف "الجوهري"، لـ"العين الإخبارية"، أن منصات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها "تيك توك" و"تويتر" و"فيسبوك"، تستفيد بملايين الدولارات، وصدّرت مشكلات اجتماعية بسبب وجودها، منها على سبيل المثال لا الحصر ارتفاع حالات الطلاق، وظهور إشكالية في بناء الإنسان نفسه حينما يشاهد محتويات مواقع هذه المواقع.
يرى "الجوهري" ضرورة تدخل الجهات المعنية في مختلف الدول في آلية استعمال مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام، منها تقليل عدد ساعات تصفحها: "التكنولوجيا وتطورها يجب أن يكون لصالح تطور الإنسان والمجتمعات".
aXA6IDE4LjIyNy4xMTQuMjE4IA== جزيرة ام اند امز