حسان دياب.. تجربة سياسية محدودة تتصدر مغامرة حزب الله
رئيس وزراء لبنان المكلف هو أستاذ جامعي مستقل لديه تجربة سياسية قصيرة حيث خاض غمار السياسة للمرة الأولى عام 2011 وزيراً للتربية
كلف الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، مساء الخميس، حسان دياب لتشكيل حكومة جديدة، وذلك بعدما حظي بدعم من "حزب الله" وحلفائه، وكتلة الرئيس عون.
- رئيس وزراء لبنان المكلف: تشكيل حكومة اختصاصيين أولوية
- الرئيس اللبناني يستدعي حسان دياب لتشكيل الحكومة الجديدة
ورغم دعم حزب الله وحلفائه وكتلة عون لرئيس الوزراء المكلف، فإن تحفظ رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وتيار المستقبل عن تسمية دياب يسحب الغطاء (السني) عن الحكومة قد يقود لأزمة جديدة في لبنان.
ودياب أستاذ جامعي لديه تجربة سياسية قصيرة جداً، حيث خاض غمار السياسة للمرة الأولى عام 2011 وزيراً للتربية بعد إطاحة حزب الله بحكومة سعد الحريري آنذاك، في خضم أزمة سياسية حادة.
والمفارقة أن دياب (60 عاما) يعود اليوم لترؤس حكومة غداة إعلان الحريري عزوفه عن ترؤس الحكومة مجدداً.
ويأتي تكليف دياب، الأستاذ الجامعي في هندسة الاتصالات والكمبيوتر ونائب رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت، على وقع أزمة سياسية حادة في لبنان وانهيار اقتصادي ومالي متسارع يثير غضب اللبنانيين الذين يتظاهرون منذ أكثر من شهرين ضد السلطة السياسية.
وتزيد تسميته، بعد تعذّر حصوله على دعم أبرز ممثلي الطائفة السنية، وعلى رأسهم الحريري وكتلته النيابية، مقابل دعمه من حزب الله وحلفائه، جملة التحديات التي تنتظره على أكثر من مستوى.
وليس لدياب، وهو شخصية مستقلة، لا ينتمي لأي حزب، إطلالات إعلامية أو تصريحات سياسية في وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة.
ومنذ بدء المظاهرات غير المسبوقة التي شهدتها مدن عدة من الشمال حتى الجنوب مروراً بالعاصمة، تكاد مواقفه العلنية تقتصر على تغريدة واحدة، نشرها في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكتب حينها: "في مشهد تاريخي مهيب، انبرى الشعب اللبناني موحداً للدفاع عن حقه في حياة حرة كريمة من بيئة وصحة وتعليم وعمل شريف. له تنحني الهامات وترفع الدعوات بغد أفضل ينعم المواطنون فيه بكامل حقوقهم".
ويتحدر دياب من بيروت وهو أب لثلاثة أولاد، ويحظى بخبرة أكاديمية طويلة، منذ التحاقه بالجامعة الأمريكية في بيروت عام 1985، مدرساً وباحثاً وصولاً إلى توليه مسؤوليات إدارية آخرها نائب رئيس الجامعة، بخلاف تجربته السياسية التي خاضها على وقع انقسام سياسي كبير بين عامي 2011 و2014.
وتقول سمر حمدان، وهي جارة دياب منذ 15 عاماً لوكالة "فرانس برس" إنه "شخص صالح للغاية. لم نرَ منه إلا كل الخير".
وأضافت: "إنه أكاديمي رفيع، ووفر أفضل تربية لأبنائه، وحافظ على تواضعه عندما أصبح وزيراً"، معربة عن أملها في أن يكون تكليفه "خيراً" على البلاد.
وزير نادر
في موقع إلكتروني يحمل اسمه ويتضمن تفاصيل عن سيرته الذاتية ورؤيته، يصف دياب نفسه بـ"أحد الوزراء التكنوقراط النادرين منذ استقلال لبنان".
وكتب في الموقع: "أنا متأكد من أن الحل لغالبية تحدياتنا، الاقتصادية والاجتماعية والمالية وحتى السياسية والبطالة، يكمن في التعليم بكل أشكاله".
وتولى دياب مقعده الوزاري في حكومة الرئيس الأسبق نجيب ميقاتي، التي حاز فيها حزب الله وحلفاؤه على غالبية المقاعد.
وخلفت هذه الحكومة حكومة ترأسها الحريري وأسقطها حزب الله مطلع عام 2011 بسبب الخلاف حول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان المكلفة النظر في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في عام 2005 وتمويلها.
ويقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الأمريكية عماد سلامي لوكالة "فرانس برس"، إن "تحفظ الحريري والمستقبل عن تسمية حسن دياب يسحب الغطاء (السني) عن حكومة حزب الله".
وفي لبنان، البلد الذي يقوم على المحاصصة الطائفية والسياسية، لا يمكن لأي فريق سياسي من لون واحد التفرّد بالحكم، وفق ما أظهرته تجارب سياسية سابقة.
ومع التدهور الاقتصادي المتسارع، فإن مهمة دياب في تشكيل حكومة ترضي الشارع لن تكون سهلة على الإطلاق، خصوصاً مع اشتراط المجتمع الدولي تقديم أي دعم مالي للبنان بتشكيل حكومة إصلاحية.
موقف اللبنانيين
وبينما لم يتضح موقف الشارع بعد من تسمية دياب، استعاد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تقارير نشرتها وسائل إعلام محلية قبل سنوات، انتقدت فيها إقدام دياب على نشر كتاب يوثّق "إنجازات" حققها خلال تبوئه وزارة التربية والتعليم العالي.
وأفادت حينها بأن تكلفة الكتاب الأنيق المؤلف من ألف صفحة قد اقتطعت من ميزانية وزارة التربية.
في غضون ذلك، أفاد مراسل "العين الإخبارية" بأن عددا كبيرا من مناصري "تيار المستقبل" تجمعوا أمام منزل دياب رافعين شعارات ضده، مطالبين بعودة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.
ورفض المحتشدون أن يفرض عليهم رئيس "بطريقة غير ميثاقية"، أي بغير أصوات الطائفة السنية، مع العلم أن دياب حصل فقط على 6 أصوات من النواب السنة وامتنعت "كتلة المستقبل" أكبر كتلة سنية عن التصويت له.
أتى ذلك في وقت بدأت فيه تجمعات محدودة في مناطق أخرى، رفضا لتكليف دياب والمطالبة بشخصية غير سياسية.
من جانبه، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، سعد الحريري، جميع أنصاره إلى رفض أي دعوة للنزول إلى الشارع، مشددا في حديث لأنصاره على أن "الهدوء والمسؤولية الوطنية أولويتنا والأزمة التي يواجهها لبنان خطيرة ولا تحتمل أي تلاعب بالاستقرار".
حسان دياب المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، حائز على بكالوريوس (مع مرتبة شرف) في هندسة الاتصالات ودكتوراه في هندسة الكمبيوتر من بريطانيا، حيث تلقى علومه الجامعية، أستاذا محاضرا في كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة في الجامعة الأمريكية.
كما تولّى منصب العميد المؤسس لكلية الهندسة في جامعة ظفار في سلطنة عمان والرئيس المؤسس بين عامي 2004 و2006.
وفي سجله أكثر من 150 منشوراً في مجلات عالمية ومؤتمرات دولية، وفق سيرته الذاتية على موقعه الإلكتروني.
aXA6IDMuMTQ1Ljg1Ljc0IA== جزيرة ام اند امز