يتوارى عن الأنظار منذ 2006 وهدف أول لإسرائيل بلبنان.. من هو حسن نصر الله؟
كان هدفا يوم الجمعة لقصف إسرائيلي عنيف لبيروت، في أحدث حلقات سلسلة ضربات تصاعدت حدتها على مدى 10 أيام هزت الجماعة اللبنانية التي يقودها منذ 32 عاما، أدى لمقتله بحسب الجيش الإسرائيلي.
إنه حسن نصر الله الذي يقود منذ عشرات السنين جماعة ناصبت إسرائيل العداء، وأشرف على تحول الجماعة إلى قوة عسكرية ذات نفوذ إقليمي.
فمن هو حسن نصر الله؟
النشأة:
- هو الطفل التاسع من بين 3 أشقاء وخمس شقيقات لعبد الكريم.
- يلقب بـ"السيد" و"أبو هادي".
- ولد في 31 أغسطس/آب 1960 لعائلة شيعية في برج حمود في الضاحية الشمالية لبيروت
الدراسة:
- اهتم من صغره بدراسة أصول الدين
- أكمل دراسته في مدرسة صور الرسمية للبنين حيث انضم الى حركة أمل الشيعية.
- لكن في صور تعرّف على إمام مسجد الإمام جعفر الصادق السيد محمد الغروي، والذي فتح له الطريق إلى النجف في إيران، حيث درس الدراسة الإسلامية في الحوزة العلمية.
- وخلال دراسته التقى مع عباس الموسوي، الذي أسس حزب الله.
العودة إلى لبنان:
- عاد نصر الله إلى لبنان في عام 1979 بعد أن أنهى المرحلة الأولى من دراسته
- أكمل دراسته بالحوزة الدينية في بعلبك، والتي كانت تتبع تعاليم آية الله محمد باقر الصدر، مؤسس حركة الدعوة في النجف خلال عقد الستينيات.
العائلة:
- متزوج من فاطمة ياسين، التي تعود أصولها إلى قرية العباسية
- له 5 أبناء: محمد جواد، زينب، محمد علي ومحمد مهدي.
- أمّا ابنه الأكبر محمد هادي فقتل في معركة مع الجنود الإسرائيليين في سبتمبر/أيلول 1997 في جبل الرفاعي.
الرحلة إلى حزب الله:
- أصبح نصر الله لاحقًا مندوب حركة أمل في البقاع، وأصبح عضوًا في مكتبها السياسي المركزي.
- لكن بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، حصل انقسام في صفوف حركة أمل وظهر تيارين، التيار الأول بقيادة نبيه بري، والتيار الآخر المعارض، بقيادة عباس الموسوي.
- وعلى إثر هذا الانقسام ظهر حزب الله الذي شارك نصر الله في تأسيسه عندما كان بعمر 22 سنة وكانت مهمته تتعلق بالتعبئة وإنشاء الخلايا العسكرية.
- تولّى لاحقًا منصب نائب مسؤول منطقة بيروت، ثم أصبح مسؤولًا عليها.
- لاحقا، أصبح المسؤول التنفيذي العام ليصبح عضوًا في مجلس الشورى، وهو أعلى هيئة قيادية ضمن حزب الله.
- لكن في 1989، غادر من بيروت إلى قم في إيران، حيث تابع هناك دراساته الدينية.
- عاد في 1991، بعد النزاعات المسلحة بين حزب الله وحركة أمل.
- انتخب عباس الموسوي أمينًا عامًا للحزب ونعيم قاسم نائبًا له، فيما تسلم نصر الله منصبه السابق.
- في 16 فبراير/شباط 1992، انتخب نصر الله أمينا عاما لحزب الله خلفا لعباس موسوي الذي اغتالته إسرائيل.
الحرب مع إسرائيل:
- منذ العام 1993 دخلت إسرائيل في صراع مع حزب الله الذي قصف شمالي إسرائيل بالصواريخ قبل التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار.
- في ابريل/نيسان 1996، أطلقت إسرائيل عملية "عناقيد الغضب" التي استمرت 16 يوما وانتهت بوقف لإطلاق النار.
- في عام 2000، سحب رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك إيهود باراك جميع القوات الإسرائيلية نهائيًا من لبنان وهو ما أدى الى زيادة شعبية نصر الله.
- في 2004، لعب نصر الله دورًا أساسيًا في عمليات تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل، ما أدى للإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين واللبنانيين، بالإضافة إلى إعادة الكثير من الجثث بما فيها جثة ابنه هادي نصر الله الذي فقده عام 1997.
- وبدأت حرب يوليو/تموز في 2006، بعد أن قام حزب الله بعملية عسكرية سمّاها عملية الوعد الصادق قتل فيها ثلاثة جنود إسرائيليين وأسر اثنين.
- ردت إسرائيل بقصف شديد في معظم مناطق العاصمة بيروت، خاصة الضاحية الجنوبية التي تعتبر معقل حزب الله.
- في 3 أغسطس/آب 2006، وعد نصر الله بقصف تل أبيب ردًا على القصف الإسرائيلي لبيروت.
التصعيد مع إسرائيل
في مقابلة تلفزيونية في 27 أغسطس/آب 2006، قال نصر الله: "قيادة الحزب لم تتوقع ولو واحدًا في المئة أن تؤدي العملية إلى حرب بهذه السعة وبهذا الحجم. أنا مقتنع ومتأكد أن هذه الحرب كان مخططًا لها وأن أسر الجنديين كان ذريعة لإطلاقها. لو عرفت في 11 تموز أن العملية ستؤدي لحرب بهذا الشكل، هل كنت سأقوم بها؟ أقول لا، قطعًا لا".
- لكن شعبيته في العالم العربي زادت لانتهاء الحرب بانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان.
- حسن نصر الله على رادار إسرائيل
- ولم تخف إسرائيل إن نصر الله هو هدف للاغتيال وهو ما أدى الى اختفاء نصر الله عن الأنظار منذ العام 2006.
- ويقتصر ظهوره على أشرطة الفيديو المسجلة.
- فقد نصر الله شعبيته في العالم العربي بعد أن أعلن في 25 مايو/أيار 2013، أن حزب الله يشارك في الأحداث السورية.
- حاول استعادة شعبيته من خلال إعلان مشاركته في الحرب الحالية بقصف شمالي إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين أول الماضي.
العلاقة مع إيران:
خطيب مفوه تمكن من الحفاظ على قيادة حزب الله منذ العام 1992 مستمدا القوة من ولاءه المطلق لإيران التي أمدته بالدعم السياسي والمالي والعسكري اللامحدود.
ويقدر عدد جنود حزب الله بنحو 100 ألف وهم مزودين بترسانة من الأسلحة تشمل الصواريخ والطائرات المسيرة والأسلحة بأنواعها المختلفة ما حول حزب الله الى دولة داخل دولة.
عندما اندلعت الحرب الأهلية في لبنان عام 1975، أجبرت عائلته على العودة إلى البازورية وهي مسقط رأس والده.
مصير مجهول لحسن نصر الله:
نقلت صحيفة «جيروزالم بوست» عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن نصر الله كان أحد أهداف الهجوم، مضيفا «من الصعب تصديق أنه (نصر الله) نجا من الهجوم حيا».
ويشتبه المسؤولون الإسرائيليون في أن زعيم حزب الله حسن نصر الله كان موجودا في المخبأ المستهدف في القصف الأخير، وأن أي شخص بداخله سوف يواجه صعوبة بالغة في النجاة من مثل هذا الهجوم.
ونقلت «سي إن إن» عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إنه «من المبكر للغاية» القول إذا كانت غارة بيروت قتلت زعيم حزب الله.
بدوره، قال مسؤول إسرائيلي كبير إنه «من السابق لأوانه القول» إذا كانت الضربة التي استهدفت زعيم حزب الله حسن نصر الله يوم الجمعة ناجحة.
وأضاف المسؤول «إنها مسألة وقت»، مشيرا إلى أن الأمر استغرق أسابيع للتأكد من نجاح عملية إسرائيلية في قتل القيادي في حماس محمد ضيف في غزة في الصيف.
وقال المسؤول إن قرار استهداف نصر الله كان «قرارا صعبا للغاية»، مضيفا أن التأكيد قد يأتي في أي لحظة، مشيرا إلى أن ذلك «يعتمد على المعلومات الاستخباراتية، وعادة ما يحاولون إخفاء ذلك».
وعندما سئل عما إذا كان نصر الله على قيد الحياة أم ميتا بعد الضربة الإسرائيلية الضخمة في بيروت، قال مسؤول أمني لبناني لشبكة «سي إن إن» الأمريكية: «نحن ننتظر».
لكن ماذا قال «محور المقاومة» عن مصير حسن نصر الله؟
نفى مصدر مسؤول فيما يسمى بـ"غرفة عمليات المقاومة" في لبنان، مساء الجمعة، ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله بجروح، في قصف استهدف مقر القيادة المركزية لحزب الله في الضاحية الجنوبية.
وقال مسؤول كبير لـ"العين الإخبارية"، إن "حسن نصر الله في مكان آمن وسيصدر بياناً عن حزب الله في الساعات المقبلة عن هذه الغارة ونتائجها".
وأكد أن "نصر الله بخير وحي يرزق وهو في مكان آمن"، مبيناً أن "نصر الله غير مكانه منذ أيام بعد اغتيال عدد من قادة الحزب جراء هجمات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية، وما يتردد في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن اغتيال أو إصابته بجروح غير صحيح".