ربوع "حتا".. أيقونة السياحة في الإمارات للخمسين عاما المقبلة
بينما كانت حتا قبل 3000 سنة، ممرا لحركة التجارة، فإن الإمارات ستنفذ نموذجا اقتصاديا وسياحيا يجعل منها ممرا لرحلة تطور البلاد الاقتصادي
ستكون منطقة حتا الواقعة شمال شرق الإمارات العربية المتحدة، عنوان صناعة السياحة العائلية في البلاد خلال فترة الخمسين عاما المقبلة، وفق خطوات تتبعها الدولة لتعزيز وتطوير مختلف المناطق.
وخلال العام الجاري، سينطلق احتفال الإمارات الرسمي باليوم الوطني الخمسين، يتخلله تقديم نموذج فريد لرحلة تطور الإمارات خلال الخمسين عاما الماضية، وخطة البلاد في الخمسين عاما المقبلة.
وستكون منطقة حتا، نموذجا لتطور الإمارات الاقتصادي والسياحي خلال الفترة المقبلة، عبر خطة طموحة، لتحويلها إلى أيقونة للسياحة العائلية في البلاد، سيتم البدء بتدشينها اعتبارا من 2022.
وحتا هي مدينة تتبع إمارة دبي، وتربض بين الجبال الشاهقة وأشهرها جبل أبو النسور، بينما أرض حتا الصالحة للزراعة، إذ تعتبر بيئة خصبة لأفضل أنواع التمور في البلاد، إلى جانب المانجو والحمضيات والتبغ سابقا.
وبينما كانت حتا قبل 3000 سنة، ممرا لحركة التجارة والمسافرين بين الشرق والغرب، فإن الإمارات ستنفذ نموذجا اقتصاديا وسياحيا يجعل منها ممرا لرحلة تطور البلاد الاقتصادي، مع الحفاظ على جغرافيتها المتنوعة.
وحاليا، يعمل في حتا مجموعة من المرافق السياحية، ومنها منتجع من فئة 5 نجوم ويدعى فندق حصن حتا، وقد سمي هكذا تبعا لحصن حتا.
وحتى 2019، كانت تعمل في حتا نحو 791 شركة تمارس 1226 نشاطاً ويعمل بها 6128 عاملاً، بينما بلغ إجمالي عدد المستثمرين في تلك الشركات 2723 مستثمراً، يمثلون 2566 رجل أعمال و157 من سيدات الأعمال.
وتملك المنطقة المعالم الأثرية والسياحية التي ستكون قاعدة للتطور السياحي الذي ستشهده المنطقة خلال الفترة المقبلة، فهناك معالم عدة مثل قرية حتا التراثية التي عادات وتقاليد أهالي المنطقة وتزدهر بزيارة الأجانب في الإجازة الاسبوعية.
كذلك، توجد قلاع حتا، يوجد قلعتين على أطراف القرية التراثية، وكانتا لحماية وحراسة المنطقة؛ كما توجد أودية وسدود في المنطقة، أحدهما الأكبر على مستوى الشرق الأوسط؛ وتعمل هذه السدود للمحافظة على المياه الجوفية في المنطقة.
كما يوجد أودية مثل وادي القحفي "تابع لسلطنة عٌمان" الشهير بكثرة زواره العرب والأجانب ووادي الحتاوي ووادي الغبرة.
وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول، أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، السبت الماضي، خطة تطويرية شاملة لمدينة "حتا" بدبي.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عبر حسابه الرسمي في "تويتر" حينها: "أطلقنا خطة تطويرية شاملة في حتا.. تتضمن إنشاء شاطئ سياحي وبحيرة جديدة، وأنظمة نقل خاصة بالمنحدرات الجبلية.
وستتضمن حتا أطول ممشى جبلي في الإمارات، ومنشآت فندقية و120 كم من مسارات الدراجات الهوائية، "واعتمدنا لجنة دائمة للإشراف على تطوير حتا" بحسب الشيخ محمد بن راشد.
وستكون حتى بالنسبة لحكومة الإمارات، هدفا لبناء نموذج اقتصادي متكامل يقوم على أبناء حتا، ويستفيد منه أبناء حتا، ويمثل وجهة سياحية متفردة للعائلات في دولة الامارات.
وتحكي حتى وطبيعتها الجغرافية، الشكل الأصيل لدولة الإمارات العربية المتحدة، إذ ستحافظ أعمال البناء على طبيعة المنطقة وأراضيها الخصبة، وستعزز زراعة النخيل من خلال المشروع السياحي المرتقب.
ويساهم مناخها الذي يُعد أكثر برودةً من وسط مدينة دبي في استقطاب سكان الإمارة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، وذلك بسبب موقعها الجغرافي المرتفع عن سطح الأرض، ما يمنحها مناخاً معتدلاً في فصل الصيف، ويكون الجو أكثر برودةً في فترة المساء.
وخلال وقت سابق من العام الجاري كذل، اعتمدت دبي 6 مشاريع جديدة في منطقة حتا، لتعلن انطلاق مرحلة تنموية جديدة مزدهرة فيها، في مختلف القطاعات، مبنية على أسس النجاح الكبير لخطة حتا التنموية، والتي كانت قد أطلقت في 2016، وجعلت من المنطقة مقصداً سياحياً رائداً.