"الحوالة".. حيلة داعشية للحصول على التمويل
أدوات تمويل الإرهاب التي اعترضتها أجهزة المخابرات وأعلنت عنها خلال مؤتمر باريس كانت الحوالة من بينها
بعد استضافة باريس مؤتمرا دوليا لمناقشة سبل مكافحة تمويل الإرهاب، كشفت تقارير فرنسية أن نظام "الحوالة" هو أحد طرق تمويل تنظيم داعش الإرهابي، إذ اتضح أن عددا كبيراً من راسلي تلك الحوالات يقطنون تركيا.
إذاعة "فرانسا إنتر" رصدت أدوات تمويل الإرهاب التي اعترضتها أجهزة المخابرات حول العالم، وأعلنت عنها خلال مؤتمر باريس الذي عقد على مدار يومين لمكافحة تمويل الإرهاب، وكان من بينها "الحوالة، وبطاقات الخصم المدفوعة مقدماً، والمساعدات الإنسانية".
وأشارت الإذاعة الفرنسية إلى أن أبرز تلك الأدوات التي لم يلتفت إليها أحداً هو نظام "الحوالة" البنكية عن طريق حسابات صغيرة لأفراد حول العالم.
- باريس: ميزانية "داعش" 3 مليارات دولار.. فما مصدرها؟
- قطر والإخوان والإرهاب.. ثالوث تحت منظار مؤتمر بباريس الخميس
وأضافت أن "تنظيم داعش الإرهابي تلقى في الفترة من 2014 حتى 2016 عن طريق حوالات بنكية حصل عليها عبر البنك المركزي العراقي في الموصل أموالاً طائلاً تقدر بملايين الدولارات، فضلاً عن مصادر الدخل الأخرى التي وصلت ميزانيتها خلال تلك السنوات، إلى 3 مليارات دولار"، بحسب ما كشفت عنه صحيفة "لوموند" الفرنسية.
وكانت صحيفة "لوموند" الفرنسية، ذكرت في تقرير لها، عن مصادر تمويل تنظيم داعش الإرهابي، أن المخابرات الفرنسية تتبعت عملية الحسابات التي اشتبهت بضلوعها في الإرهاب، واتضح أن عملية نقل الأموال تتم عن طريق حسابات صغيرة لأفراد غير مطلوبين بعيداً عن مستوى الشبهات.
وأضافت أنه "بتحديد هوية 320 من جامعي الأموال المتصلة بالإرهاب، اتضح أن غالبيتهم من الأتراك، كما حددت التحقيقات أيضاً أن عملية الأموال تتم عبر جمعيات ومنظمات غير حكومية، تتستر تحت غطاء التبرعات وتقوم بإرسالها إلى الإرهابيين".
وعادت "فرانس إنتر" قائلة:"إنه من الصعب والمكلف جداً تعقب التمويل الصغير المرسل عن طريق الحوالات البنكية"، لافتة إلى تصريحات المدعي العام الفرنسي فرنسوا مولان، إذ قال إن التحقيقات على مدار 3 سنوات، للكشف عن تمويل الإرهاب في فرنسا فقط، أسفرت عن ضبط 416 من المانحين الفرنسين الذين شاركوا في تمويل تنظيم داعش، وأرسلوا مبالغ من حسابات أفراد صغيرة على فترات متقطعة، وكان إجمالي تلك الأموال كبيراً.
وأضاف مولان أنه "على الصعيد الدولي، فإن هناك تعاونا بين أجهزة المخابرات العالمية (وغيرها) ما تمكن من تحديد 320 من جامعي الأموال لصالح داعش، معظمهم من تركيا وسوريا ولبنان".
وأوردت الإذاعة ما ذكره وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، إذ قال خلال المؤتمر إن " قطر لم تجب على مخاوفنا، والتي تثبتها عدة أدولة تؤكد أن أفراداً من قطر حصلوا على أموال لتمويل جبهة النصرة في سوريا، ومنظمات إرهابية أخرى تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي".