صديق هيثم أحمد زكي لـ"العين الإخبارية": فشلت في البحث عن عائلته
هيثم أحمد زكي كان يتمنى العثور على عائلته ليعيش معهم بحثا عن دفء العائلة الذي حُرم منه لرحيل أسرته ومعاناته من الوحدة
لا يكاد يمر يوم حتى تتضح جوانب جديدة من حياة غامضة ومؤلمة عاشها الفنان المصري الشاب هيثم أحمد زكي، قبل أن يفارق الحياة فجر الخميس الماضي، عن عمر يناهز 35 عاما متأثرا بهبوط حاد في الدورة الدموية، خلال وجوده في منزله بمدينة الشيخ زايد، التابعة لمحافظة الجيزة المصرية.
واكتشفت "العين الإخبارية" أن الفنان الشاب كان يبحث عن عائلته سعيا وراء دفء الأسرة، الذي تجرع مرارة الحرمان منه طوال فترات حياته، سواء من خلال فقدان والدته الفنانة هالة فؤاد وهي في ريعان الشباب، ثم والده الفنان أحمد زكي عام 2005.
وللأسف باءت جميع محاولات هيثم أحمد زكي بالفشل، ربما لأنها كانت من طرف واحد، وسط اتهامات لعائلة والده بأنها لم تسأل عنه ولو لمرة واحدة طوال حياته.
"العين الإخبارية" التقت أيمن الحناوي (25 عاما)، الذي كان صديقا للفنان الراحل، وكان مقيما معه في منزله بمدينة الشيخ زايد، للحديث عن رحلة هيثم أحمد زكي للبحث عن عائلته قبل وفاته.. وإلى نص الحوار..
متى بدأ هيثم رحلة البحث عن عائلته؟
بدأ منذ فترة بعيدة، فأنا أعرف الفنان الراحل منذ ما يقرب من 8 سنوات، وكان يحدثني كل يوم عن أمنيته بالعثور على عائلته لتعويضه عن حرمانه من فقدانه الأم في وقت مبكر، ثم جدته وخاله، وأخيرا والده أحمد زكي، ولكن لم يتمكن خلال المحاولات الأولى من العثور على أي من أقاربه نظرا لأنه لم يزر محافظة الشرقية التي تعيش فيها عائلة والده إلا مرة واحدة في حياته، حيث أقام طوال الوقت في القاهرة، وبالرغم من ذلك كان يحاول كثيرا الوصول إليهم، ولكن جميع الأخبار التي كانت تصله تؤكد اختفاءهم، ومع ذلك كان هيثم متأكدا أنهم يعيشون في الشرقية وعلى قيد الحياة، لذا طلب مني البحث عنهم مرارا وتكرارا.
وماذا كان دورك في رحلة البحث؟
منذ أن طلب مني هيثم العثور على عائلته في محافظة الشرقية أصابتني الحيرة، كوني لا أعلم من أين أبدأ البحث وكيف يمكنني أن أجدهم، لكنني قررت أن أجري بعض الاتصالات الهاتفية مع بعض المعارف في الشرقية لمساعدتي في الوصول إلى عائلة الفنان الشاب الراحل، وللأسف فشلت في جميع المحاولات، وشعرت بعدها بأن الأمر بات مستحيلا، ولم أجد سوى موقع "فيسبوك" يساعدني في هذه المهمة.
كيف استعنت بـ"فيسبوك" في تلك المهمة؟
بعد فشلي في الوصول إلى عائلة هيثم أحمد زكي في الشرقية عن طريق معارفي، قررت استخدام صفحتي الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، والتقط صورة مع الفنان أحمد زكي وبعض جوائزه التي حصل عليها خلال مشواره الفني منذ عدة أشهر حتى يعرف الجميع أنني قريب من نجله الراحل، وأنني أحاول العثور عليهم في أسرع وقت لإدخال الفرحة على قلب "هيثم"، وكتبت على الصورة بعض الكلمات وأنا أعلم أنها تحمل أخطاء إملائية، لكن أظن أن المعنى كان واضحا، وكانت العبارات هي: "يا جماعة أنا محتاج أوصل لعائلة أستاذ أحمد زكي في الزقازيق بمحافظة الشرقية"، ووضعت رقمي أسفل هذا الكلام، لكن لا حياة لمن تنادي.
وما السبب لإزالة صورة البحث عن عائلة أحمد زكي من صفحتك؟
كان ذلك لأن أحد أصدقاء هيثم أحمد زكي طلب مني إزالتها حتى لا يفهم العامة والخاصة أن الفنان الشاب يحاول العثور على عائلته بعد أن أصبح فقيرا، وأن النجم الراحل سيغضب كثيرا حال معرفته بهذا الأمر، لذا اتخذت قرارا سريعا بإزالة الصورة من صفحتي، وبعد أن ذهبت إلى منزل هيثم منذ ما يقرب من أسبوعين قبل وفاته وسردت عليه هذه القصة، غضب مني وسألني: "ليه مسحت الصورة؟"، فقلت له أحد أصدقائك طلب مني ذلك، فأمرني بألا أسمع لأحد وأن أعيد نشر الصورة مرة ثانية، لكن الوقت لم يمهلني حتى أنفذ طلبه لأنه توفي الأسبوع الماضي دون أن أحقق أمنيته بالعثور على عائلته، ورحل عن هذه الدنيا وحيدا.
هل تواصل معك أحد من عائلته بعد الوفاة؟
بالفعل تواصل معي العديد من أفراد عائلته بعد رحيله، ولا أعلم من أين حصلوا على رقم هاتفي، وكل ما قالوه نصا لي خلال مكالمتهم الهاتفية لي: "تعبنا كتير عشان نوصل لهيثم، وبعد سماعي ذلك اكتفيت بالصمت وعدم مناقشتهم لأن صاحب عمري مات ورحل وارتاح من الوحدة القاتلة التي رافقته طوال حياته.