مكتشف هازارد لـ«العين الرياضية»: حظوظ العرب كبيرة في كأس أمم أفريقيا
أسهمت مراكز تطوير المواهب في النهضة الكروية التي عرفتها كرة القدم البلجيكية خلال العقدين الأخيرين على صعيد المنتخب الأول بشكل خاص.
وبدأ المدرب البلجيكي لوك إيميل المخضرم مسيرته التدريبية من بوابة هذه المراكز، وأتيحت له الفرصة للعمل مع جيل منتخب بلجيكا "التاريخي" الذي ضم عدة أسماء أثبتت وجودها في المستوى العالي، من بينها إيدين هازارد نجم ريال مدريد الإسباني السابق، وروميلو لوكاكو مهاجم روما الإيطالي الحالي، فضلا عن كريستيان بينتيكي النجم الأسبق لليفربول الإنجليزي.
وخاض المدرب صاحب الـ64 عاما عدة مغامرات مع الأندية في أفريقيا في دول الكونغو الديمقراطية والغابون والجزائر، فضلا عن كينيا وتونس وتنزانيا والسودان، بجانب رواندا ومصر وجنوب أفريقيا وليبيا.
وبحكم معرفته الكبيرة بالكرة الأفريقية، اختارت بوابة "العين الرياضية" أن تجري معه مقابلة خاصة للحديث عن نهائيات كأس أمم أفريقيا التي تحتضنها كوت ديفوار حاليا، بداية من يوم 13 يناير/ كانون الثاني الحالي، وتختتم في 11 فبراير/ شباط المقبل.
ورشح لوك إيميل 3 منتخبات عربية للمنافسة بجدية على لقب المسابقة الأبرز في القارة الأفريقية، كما استبعد حصول مفاجآت في البطولة فيما يخص المنتخب المتوج باللقب لعدة اعتبارات وصفها بالمنطقية، رغم الانطلاقة النارية لبعض المنتخبات الواعدة.
وفي سياق آخر، أشاد المدرب البلجيكي بمنتخب المغرب وكشف عن نقطة فارقة قد تساعده على كسر عقدة عدم الفوز ببطولة كأس أمم أفريقيا المتواصلة منذ عام 1976.
كما تحدث عن صعوبة مهمة منتخب تونس خلال نهائيات كأس أمم أفريقيا، فضلا عن العوامل التي تجعل حظوظ الجزائر ومصر وافرة للذهاب بعيدا في المسابقة، رغم الانطلاقة الخافتة
ثلاثي عربي مرشح لكأس أمم أفريقيا
في إجابة عن سؤال وجه له بخصوص المرشحين للفوز بالنسخة رقم 34 من كأس أمم أفريقيا، قال لوك إيميل لـ"العين الرياضية": "أعتقد أن الصراع على اللقب سينحصر بين المغرب ومصر والجزائر ونيجيريا، ولو أن كوت ديفوار والكاميرون والسنغال تملك أيضا منتخبات قوية للغاية".
وتابع بالقول: "بطبيعة الحال المنافسة ستكون قوية بين كل هذه المنتخبات، غير أن أنني استند في ترشيحي للرباعي السابق ذكره على عدة اعتبارات رياضية وفنية وتكتيكية".
وأتم حديثه قائلا: "ما هو مؤكد أن الدورة الحالية ستكون الأقوى منذ بعث المسابقة، في ظل التطور الكبير التي تشهده كرة القدم الأفريقية وتحسن مستوى معظم منتخبات القارة حتى تلك كانت توصف بالضعيفة في السنوات الأخيرة، وهو ما ظهر في المباريات التي أقيمت بالمسابقة حتى الآن".
لا مفاجآت
وفي السياق ذاته، استبعد المدرب البلجيكي حصول مفاجآت خلال النسخة الحالية من بطولة كأس أمم أفريقيا لعدة اعتبارات منطقية.
وقال في هذا الصدد: "الحديث عن صعود حصان أسود خلال دورة كوت ديفوار 2023 صعب للغاية، لأن موازين القوى ما زالت مختلة بين منتخبات الصف الأول وتلك التي تحتل الصف الثاني، رغم بعض اللمحات الواعدة والانتصارات لبعض هذه المنتخبات على كبار القارة".
وتابع قوله: "اليوم يتحدث الجميع عن منافسة مفتوحة بين عدة منتخبات قوية على لقب البطولة، وبالتالي لا مجال للحديث عن حصول مفاجآت، لأن الصراع سيكون محتدما للغاية بين الجميع، لكن من سيصل في النهاية سيكون من ضمن الكبار".
وأتم حديثه: "في المقابل، أتكهن بترك منتخبات جنوب أفريقيا وبوركينا فاسو والكونغو الديمقراطية وبالطبع الرأس الأخضر لانطباعات طيبة بحكم امتلاكها عدة لاعبين مميزين".
الركراكي سلاح المغرب
وفي معرض إجابته عن سؤال وجه إليه بخصوص حظوظ المغرب في نهائيات كأس أمم أفريقيا، قال لوك إيميل: "شخصيا أعتبره المرشح الأبرز للفوز بالبطولة، خاصة أنه يملك تشكيلة متكاملة تجمع بين لاعبي الخبرة والمواهب الواعدة".
وتابع بالقول: "منتخب المغرب يملك نقطة قوة فارقة مقارنة بباقي المنتخبات تتمثل في وجود مدرب عبقري نجح في إحداث ثورة في طريقة لعبه، وأسهم بشكل كبير في الإنجاز التاريخي الذي حققه خلال نهائيات كأس العالم 2022".
وواصلا قائلا: "لو كان وليد الركراكي هو المدرب الحالي لمنتخب نيجيريا لكنت أجزم من الآن أن النسور الخضر سيتوجون بلقب كأس أمم أفريقيا 2024".
وأتم حديثه: "أعتقد أن النسخة الجديدة من كأس أمم أفريقيا ستكون بنسبة كبيرة من نصيب المغرب، في ظل امتلاكه إمكانات كبيرة للغاية على الصعيدين الفني والتكتيكي".
المربع الذهبي.. هدف منطقي لمنتخب تونس
وبخصوص حظوظ منتخب تونس في البطولة القارية، قال لوك إيميل: "منتخب تونس يملك إمكانات جيدة للغاية ولاعبين مميزين في خطي الدفاع ووسط الميدان، غير أن مسألة فوزه بلقب المسابقة أمر صعب للغاية".
وأضاف في حديثه: "أتمنى أكون مخطئا، لكن المنتخب الحالي لنسور قرطاج لا يستطيع مقارعة أفضل منتخبات القارة، خاصة أنه يملك نقائص في بعض المراكز".
وأتم قائلا: "أعتقد أن الهدف المنطقي لمنتخب تونس هو الترشح للمربع الذهبي في البطولة والظهور ضمن أفضل 4 منتخبات في القارة".
مصر والجزائر قادران على الذهاب بعيدا
في المقابل، أبدى لوك إيميل ثقته في قدرة مصر والجزائر على الذهاب بعيدا في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2023، والمنافسة بجدية على اللقب، رغم انطلاقتهما المتذبذبة في البطولة.
وقال المدرب البلجيكي في هذا الصدد: "المنتخبان العربيان يملكان عدة نقاط قوة منها خبرتهما الكبيرة على الصعيد القاري، وضمهما لعدة لاعبين من أصحاب المستويات العالمية".
وختم حواره بالقول: "منتخب مصر لديه خط هجومي ناري بتواجد لاعب أحبه كثيرا وهو مصطفى محمد الذي دربته سابقا في فريق طلائع الجيش المصري، وأيضا محمد صلاح الذي أثبت قدراته لفترة عدة سنوات في الدوري الأقوى في العالم، بينما أصبح منتخب الجزائر يملك فريقا متكاملا بعد أن دعم صفوفه مؤخرا بعدة مواهب واعدة".