"هزيمة" على عرش مصرف سوريا المركزي
أصدر الرئيس السوري بشار الأسد، المرسوم رقم 126 لعام 2021 القاضي بتعيين الدكتور محمد عصام هزيمة حاكماً لمصرف سوريا المركزي.
يأتي تعيين "هزيمة" في منصب حاكم مصرف سوريا بعد 7 أيام من إقالة سلفه حازم قرفول دون توضيح الأسباب.
والمحافظ الجديد هو أستاذ محاضر في جامعة دمشق ومعهد الشام العالي وهو عضو في إدارة التشريع في وزارة العدل السورية.
وشغل الدكتور عصام هزيمة منصب النائب الثاني لحاكم مصرف سوريا المركزي في الفترة بين 2018 حتى 2021، كما كان عضوا في مجلس مفوضي هيئة الأوراق والأسواق المالية.
والحاكم الجديد لـ"المركزي" حاصل على دكتوراه قانون الأعمال في التجارة الإلكترونية، ودبلوم دراسات عليا في القانون الدولي من جامعة دمشق، وماجستير في القانون الاقتصادي من جامعة إكس أون بروفانس في فرنسا. وفق وسائل إعلام سورية.
وقال مراقبون إن البنك المركزي السوري يتجه بإعادة بناء البنية التشريعية النقدية.
ولم يكن تعيين عصام هزيمة في منصب الحاكم متوقعاً، لأن المتعارف عليه هو أن النائب الثاني إداري لا يملك المعرفة والقدرة على إدارة البنك المركزي.
وقال محلل اقتصادي في دمشق، فضل عدم الكشف عن اسمه لحساسية الموضوع، لوكالة فرانس برس، إن "أداء المصرف المركزي في المرحلة الماضية كان سلبياً، ولم يؤدّ الحاكم دوره في تدخلات حقيقية" للجم تدهور سعر الصرف في السوق السوداء.
واعتبر أن البلاد بحاجة اليوم وعلى وقع المتغيرات الاقتصادية الى "وجوه أكثر حيوية وقادرة على مواكبة التطورات".
وتشهد سوريا، التي دخل النزاع فيها الشهر الماضي عامه الحادي عشر، أزمة اقتصادية خانقة فاقمتها العقوبات الغربية وإجراءات فيروس كورونا، فضلاً عن الانهيار الاقتصادي المتسارع في لبنان المجاور، حيث يودع سوريون كثر، بينهم رجال أعمال، أموالهم.
ومنذ بدء النزاع، تدهور سعر صرف الليرة السورية بنسبة قاربت 99 في المئة في السوق السوداء.
وبداية الشهر الماضي، سجلت الليرة السورية تدهوراً قياسياً حين تخطى سعر الصرف عتبة أربعة آلاف مقابل الدولار، قبل أن تعود وتتحسن بعض الشيء.
وفرضت الحكومة السورية سلسلة إجراءات للحد من تدهور الليرة بينها وقف استيراد بضائع تُعد "كماليات" وملاحقة الصرافين غير الشرعيين، وفق صحيفة "الوطن" المقربة من الحكومة.
وبلغ سعر الصرف في السوق السوداء 3300 ليرة للدولار بينما السعر المعتمد من المصرف المركزي يعادل 1256 ليرة مقابل الدولار.
ويعيش غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر. ويعاني 12,4 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، وفق برنامج الأغذية العالمي.
ويعاني السوريون اليوم من الارتفاع الهائل في الأسعار، كما ينتظرون ساعات طويلة للحصول على كميات قليلة من البنزين المدعوم، الذي رفعت الحكومة سعره بأكثر من خمسين في المئة، وسط أزمة محروقات حادة.