زيوت صحية.. محاولة "أبين" اليمنية لإحياء "مجدها" الاقتصادي
بدأت محافظة أبين تأخذ مكانتها الاقتصادية التي تستحقها باليمن، من خلال استعادة إرثها الزراعي والصناعي كما كانت قبل اندلاع الحرب.
تجلى ذلك من خلال استئناف العمل في مصنع الزيوت النباتية في أبين، بعد أن توقف نشاطه لمدة دامت 12 عامًا؛ نتيجة الأوضاع السياسية والأمنية التي تعيشها البلاد.
وساهمت الخبرات الزراعية والصناعية التي تمتلكها أبين، وتحديدًا منطقة الكود بمديرية حنفر، التي تحتضن محطة أبحاث زراعية، في استعادة مجد النشاط الاقتصادي عبر استخلاص زيوت نباتية صحية من بذور القطن طويل ومتوسط وقصير التيلة.
ثروة وطنية
مصنع إنتاج الزيوت النباتية عاد لإنتاج 2800 لتر من الزيوت يوميًا، عبر استخلاص بذور القطن، وتعبئتها بعبوات تتراوح ما سعتها بين 3، 5، 10، 20، و30 لترًا، وفق القائمين عليه.
وأشاروا إلى أن المصنع أصبح ينتج زيتا نباتيا، أطلقوا عليه اسم (خير دلتا أبين)، يُباع بأسعار تجارية منافسة وبشكل مباشر للمواطنين، رغم أن الزيوت مستخلصة من أجود أنواع محاصيل القطن التي تزرعها أبين.
وحظيت هذه التطورات الاقتصادية على اهتمام قيادة المحافظة ممثلة بالمحافظ أبوبكر حسين سالم، الذي دشن عملية بيع وتسويق الزيوت للمواطنين بشكل مباشر، ووصف المصنع بأنه ”ثروة وطنية” كانت مهملة وأعيد نشاطها بجهود ذاتية.
وأشار محافظ أبين إلى أن تشغيل المصنع يأتي بهدف الاستفادة منه في رفد السوق المحلية بأجود أنواع الزيوت الصحية، وبأسعار منافسة في متناول المواطنين البسطاء
تفاصيل عملية الإنتاج
الخبير الزراعي والباحث في محطة أبحاث الكود الزراعية بأبين المهندس خالد محمد سعيد، قال لـ"العين الإخبارية": إن محلج الكود للقطن كان ينتج زيوتًا نباتية منذ ثمانينيات القرن الماضي، ويبيعها للمواطنين.
ويضيف أن كميات الإنتاج كانت كبيرة حينها؛ لأن القطن كان مزروعًا في مساحات كبيرة بمحافظة أبين، لكن حاليًا قلّت المساحة المزروعة بالقطن إلى حدٍ كبير؛ بسبب انخفاض سعر شراء القطن من المزارعين؛ ما أدى لعزوفهم عن زراعته.
ويشير الباحث الزراعي إلى أن إنتاج الزيوت يتم من خلال فصل شعر القطن عن البذور، وهي عملية تتم في المحلج، ويُستفاد من البذور المنزوعة عن القطن في إنتاج الزيت.
ولفت المهندس خالد سعيد إلى أن بقايا البذور تسمى (الكُسْب)، وهي مادة مغذية للحيوان وتحتوي على البروتين والمعادن والنشويات والزيوت.
ونوه بوجود مادة سامة تتواجد في الزيت تدعى (الجوسيبول) يتم نزعها من البذور قبل تحويلها إلى زيوت، من خلال عملية تكريره أكثر من مرة، ومعالجة الزيوت قبل بيعها.
وعبّر الخبير الزراعي عن أسفه في عزوف المزارعين عن زراعة القطن، رغم أهميته الاقتصادية، وهو نبات يُستفاد من كل جزء من أجزائه، كما أن زراعته ناجحة ولا يواجه أية مشكلات زراعية سوى الإهمال، حد وصفه.
وعُرفت أبين منذ عقود ماضية، بأنه ”سلة غذاء اليمن”، عطفًا على الكم الهائل من المحاصيل الرئيسية التي تزرع فيها، واحتوائها على مساحات زراعية واسعة، تغذيها الأودية والسدود المائية المنتشرة في أبين بكثرة.
غير أن الإهمال وعدم الاهتمام بالزراعة، وفتح مجال الاستيراد على حساب المزارع المحلي تسبب بتراجع مساحة الأرض المزروعة، وتوقف النشاط الزراعي.