ارتفع عدد الوفيات المرتبطة بالحرارة في الولايات المتحدة بنسبة 117% بين عامي 1999 و2023، وفقًا لبحث جديد.
وقالت مجلة "تايم"، إن البحث يأتي بعد صيف من درجات الحرارة المرتفعة وموجات الحر في الولايات المتحدة. ووجد البحث الذي نُشر في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية يوم أمس الاثنين أن عدد الوفيات السنوية المرتبطة بالحرارة قفز من 1069 في عام 1999 إلى 2325 في عام 2023.
وفي المجموع، كان هناك 21518 حالة وفاة مرتبطة بالحرارة في تلك الفترة التي استمرت 24 عامًا بالولايات المتحدة.
وخلال السنوات السبع الماضية وحدها، وجد الباحثون زيادة حادة في الوفيات المرتبطة بالحرارة، تزامنًا مع درجات حرارة مرتفعة قياسية.
وقام الباحثون بتحليل البيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة بشأن جميع الوفيات المرتبطة بالحرارة المسجلة في البلاد من عام 1999 إلى عام 2023.
وقد تذبذب عدد الوفيات من عام إلى آخر، لكن الباحثين وجدوا أن الوفيات المرتبطة بالحرارة زادت بنسبة 16.8٪ سنويًا من عام 2016 إلى عام 2023.
وقال الباحثون في تحليلهم إنه "مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ، من المرجح أن تستمر هذه الحالات في الزيادة".
وأقر الباحثون بأن عدد الوفيات قد يكون أعلى من ذلك، إذا وضع بالاعتبار بعض حالات تصنيف أسباب الوفاة بشكل خاطئ في شهادات الوفاة.
موجات قياسية
وشهد هذا الصيف عدة موجات حر - حيث ضربت موجة حرارية منطقة الغرب الأوسط والساحل الشرقي في يونيو/حزيران، وتجاوزت درجات الحرارة 100 درجة؛ وأرسل المسؤولون في كاليفورنيا تنبيهات قبل عطلة نهاية الأسبوع الطويلة في الرابع من يوليو/تموز، محذرين عشرات الملايين من الأمريكيين من ارتفاع درجات الحرارة.
كان شهر يوليو/تموز الماضي هو الأكثر حرارة على الإطلاق بالنسبة للعالم منذ 175 عامًا، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة. وكان عام 2023 هو العام الأكثر سخونة على الإطلاق.
ووسط القلق المتزايد بشأن آثار تغير المناخ، حذر خبراء المناخ والأرصاد الجوية الجمهور من مخاطر موجات الحر.
كما أظهرت الأبحاث أن تغير المناخ يمكن أن يجعل الأحداث الجوية المتطرفة - مثل الأعاصير وحرائق الغابات - أكثر كثافة وأكثر تواترا.
ومن المتوقع أن تضرب موجة حر أخرى منطقة الغرب الأوسط هذا الأسبوع، مع وصول درجات الحرارة إلى ما بين 105 و115 درجة.
وفي يونيو/حزيران الماضي، كان قد أجرى مركز أبحاث تحليلاً، كشف عن زيادة بنسبة 52% في عدد الأيام التي تجاوزت فيها درجات الحرارة 35 درجة مئوية في 20 من أكبر عواصم العالم، مثل نيودلهي، جاكرتا، وبوينس أيرس، خلال الثلاثين عامًا الماضية.
ويعيش أكثر من 300 مليون شخص في هذه العواصم العشرين الأكثر ازدحامًا، وهم معرضون بشكل خاص لمخاطر ارتفاع درجات الحرارة الناتجة عن تغير المناخ، نظرًا لقدرة الأسفلت والمباني على امتصاص الحرارة واحتجازها.
وقد شهدت بعض العواصم، مثل نيودلهي، داكا، ومانيلا، هذا العام موجات حر شديدة أدت إلى وفيات مرتبطة بالحرارة وإغلاق المدارس.
وبحسب التحليل، أفادت بيانات من محطة أرصاد جوية أن مدينة نيودلهي الهندية شهدت هذا العام أطول وأشد موجة حر منذ 74 عامًا، حيث سجلت 39 يومًا متتاليًا من درجات حرارة بلغت 40 درجة مئوية أو أكثر، من 14 مايو إلى 21 يونيو.
في هذا السياق، قام المعهد الدولي للبيئة والتنمية، ومقره لندن، بإجراء تحليل لتقييم التهديد المتزايد لموجات الحر الشديدة في بعض أكبر المناطق الحضرية في العالم.
وبحسب البيانات التي جمعها الباحثون من محطات الأرصاد الجوية في المطارات، توصلوا إلى أنه بين عامي 2014 و2023، كان هناك حوالي 6500 يوم سجلت فيها درجات الحرارة في إحدى هذه العواصم العشرين 35 درجة مئوية أو أكثر، مقارنة بـ 4755 يومًا فقط في الفترة بين 1994 و2003.