رؤية هلال رمضان طقس احتفالي ينتظره الملايين عبر العصور
"موكب رمضان" و"دكة القضاة" أبرز مظاهرها
تعرف على طقوس ليلة الرؤية في مصر من العصر الفاطمي إلى عصر البث المباشر.
ينتظر الملايين من المسلمين لحظة الاحتفال بغرة شهر رمضان الكريم، لتبدأ التهاني والاستعدادات لصوم اليوم الأول من الشهر. وتعتبر "ليلة الرؤية" طقساً رمضانياً يعود للعصور الإسلامية الأولى.
وفي العصور القديمة كان يخرج على المواطنين مجموعة من الفقهاء في آخر شهر شعبان لرؤية هلال رمضان، وذلك اقتداء بالسنة الشريفة.
وتشير المراجع التاريخية إلى أن أول من خرج لرؤية الهلال في مصر القاضي غوث بن سليمان الذي توفي سنة 168هـ، وقيل إن أول قاضٍ ركب في الشهود إلى رؤية الهلال هو أبو عبدالرحمن بن لهيعة الذي تولى قضاء مصر بعد وفاة أبي خزيمة سنة 155هـ، وتبعه بعد ذلك القضاة لرؤيته، حيث كانت تعد لهم "دكة" على سفح جبل المقطم عرفت بـ"دكة القضاة"، يخرج إليها القضاة ومعهم عامة الشعب لاستطلاع الرؤية وإعلانها في أنحاء مصر.
العصر الفاطمي
وفى ذاك العصر ظهر ما يعرف بموكب أول رمضان أو موكب رؤية الهلال، وتم استطلاع الهلال من فوق مئذنة جامع بدر الجمالي.
العصر المملوكي:
كان قاضي القضاة يخرج لاستطلاع الهلال من فوق منارة مدرسة المنصور قلاوون ومعه القضاة الأربعة كشهود ومعهم الشموع والفوانيس، ويشترك معهم المحتسب وكبار تجار القاهرة ورؤساء الطوائف والصناعات والحرف، فإذا تحققوا من رؤيته أضيئت الأنوار على الدكاكين وفى المآذن وتضاء المساجد.
ويخرج قاضي القضاة في موكب احتفالي مهيب مع جموع الشعب بمختلف طوائفه حاملة المشاعل والفوانيس والشموع حتى يصل إلى داره، ثم تتفرق الطوائف إلى أحيائها معلنة الصيام.
العصر العثماني:
عاد استطلاع رؤية هلال رمضان مرة أخرى إلى سفح المقطم وذلك في العصر العثماني، فكان يجتمع القضاة الأربعة وبعض الفقهاء والمحتسب بالمدرسة المنصورية، ثم يركبون جميعاً يتبعهم أرباب الحرف وبعض دراويش الصوفية إلى موضع مرتفع بجبل المقطم حيث يترقبون الهلال، فإذا ثبتت رؤيته عادوا وبين أيديهم المشاعل والقناديل إلى المدرسة المنصورية، حيث يعلن المحتسب ثبوت رؤية هلال رمضان ويعود إلى بيته في موكب حافل يحيط به أرباب الطرق والحرف بين أنواع المشاعل في ليلة مشهودة.
إنشاء أول مرصد فلكي:
في عام 1838م تم إنشاء أول مرصد فلكي في مصر في القلعة، ثم انتقل بعد ذلك إلى العباسية باسم الرصد خانة ثم نقل بعد ذلك إلى حلوان سنة 1903 م، نظراً لتعذر رؤيته من منطقة العباسية.
عصر الخديوي عباس حلمي:
أمر الخديوي عباس حلمي الثاني بنقل رؤية هلال رمضان إلى المحكمة الشرعية بباب الخلق وسط القاهرة.
وفي عام 1956م كانت مصر تعمل بنظام الاستطلاع بالعين المجردة، وأدت كثافة السحب إلى إلغاء نظام استطلاع الرؤية بالعين المجردة واستبدل بـ"الحسابات الفلكية".
عصر التلفزيون
وفي العصور الحديثة، ومنذ تأسيس التلفزيون المصري في بدايات الستينيات، اقتصرت الاحتفالات بـ"ليلة الرؤية" على البيوت المصرية عقب انتظار البث المباشر لإعلان مفتي الجمهورية ثبوت رؤية الهلال عبر شاشات التلفزيون، حيث تلتف الأسرة حول الشاشة لتعليق الزينة والديكورات وإضاءة الفوانيس، لكنها لم تعد طقساً احتفالياً يجوب شوارع القاهرة.
aXA6IDMuMTQxLjMyLjUzIA== جزيرة ام اند امز