"فواكه محرمة".. احتفاء بالنساء بمعرض تشكيلي في مصر
"فواكه محرمة" هو عنوان معرض الفنان التشكيلي المصري حلمي التوني الذي يطرح فيه مقاربة فنية بين جماليات الفاكهة والنساء
تغمر النساء مشروع الفنان التشكيلي المصري حلمي التوني الذي يمتد لأكثر من 40 سنة، فهن دائما مركز لأعماله، ومصدر غني للتحليق في فضاء لوحاته الغنائية.
في معرضه الجديد "فواكه مُحرمة"، الذي يستضيفه جاليري بيكاسو حتى 21 مارس/آذار الجاري، يقدم التوني النساء في سياق واحد مع الفاكهة، مُطلقا على نساء لوحاته عناوين مثل "سيدة الرمان" و"سيدة الفراولة"، و"سيدة التين" في مُجاورة للفلكلور الشعبي الذي يقترب في وصف جماليات النساء باستخدام أوصاف الفاكهة وثمارها.
ويجد الفنان حلمي التوني، مواليد 1934، في التراث الشعبي متكأ غنيا ينهل من كنوزه ويضيف إليه من معين مُخيلته الخصبة، ما يُضفي إلى مشروعه لمسات تجديدية مع كل معرض جديد، في حين لا يفقد شخصيته الفنية التي تتعرف عليها فور الاقتراب من أعماله.
يضم المعرض نحو 34 لوحة، وبها تتناغم نساء بورتريهاته في عوالمهن الحالمة التي تتسع للموسيقى والحب والفاكهة، وكذلك للطرب الشعبي الذي ينتمي له اسم بقامة الراحل محمد عبدالمطلب، فجعل في واحدة من لوحاته ساحة المحبة تجمع بين قلبين وتُتوج قصة حبهما عبارة "يا حاسدين الناس مالكم ومال الناس" وهي مطلع أغنية شهيرة لعبدالمطلب.
وترتبط هذه الأغنية في الذهنية العامة إلى اليوم بثيمة الحسد والاعتقاد بإصابته لعلاقات الحب في مقتل، وقد جعل التوني بطلي تلك اللوحة يُطلان بالجلباب والفستان الشعبيين الأقرب للتراث الريفي.
ويأتي الاقتراب من الموروث الغنائي في أعمال المعرض في غمار انشغال فلسفة التوني الخاصة بعدم وجود حدود تفصل بين مختلف الفنون التعبيرية كالشعر والموسيقى والغناء والرسم، فاللوحة بالنسبة له سيمفونية غنية، يُفعّل معها الخطوط والتعبيرات والمساحات اللونية في "هارموني" شعوري لا يمكن عنده فصل مفرداتها أو قراءة كل واحدة بشكل مُنفرد.
تُطل التفاصيل المحلية في لوحات المعرض بما فيها تفاصيل المكان والعمارة، فيقترب التوني من النوافذ الخشبية التي كانت في وقت ما وسيلة السيدات للإطلالة على العالم من حولهن، وكذلك تزيين الشرفات بـ"كرمة" العنب، التي تتدلى منها الأوراق الخضراء الوارفة.
وكذلك يعبر في نوستالجيا لافتة لاستوديوهات الفوتوغرافيا القديمة التي كانت محط العائلات لالتقاط صور تذكارية، حيث تتزين بالستائر والورود كخلفية لصاحب الصورة، وهو مسرح غني وجد فيه التوني إلهاما لتقديم بعض نساء بورتريهاته.
جعل التوني الفاكهة تتغنى عبر تفاصيل لوحاته، فهي بطلة رئيسية تشارك النساء البطولة، تربطهما حوارات تاريخية، وقصص ملحمية، مستمدة من حكايات التراث، وتفاصيله الغنية، التي ربما تُطل من ملابس بطلاته المزركشة بألوان البهجة، أو من قطع الحُلي المسكونة بالطراز الشعبي، علاوة على ملامح بطلاته التي تسكنها معاني الدلال الدارج في النوستالجيات السينمائية القديمة.