المعرض العام بمصر.. لوحات في حلة رومانسية
الأعمال الفنية التي يشهدها المعرض العام في مصر تنطلق من الرومانسية كفلسفة لفهم الحياة بحثا عن جذورها التي يتأملها الفنان في كل شيء
يستند المعرض العام في مصر إلى ثيمة الرومانسية كمدخل للأعمال الفنية المشاركة في دورته الـ٤١، التي تحمل شعار "دعوة للرومانسية"، ويبلغ عددها 280 عملا فنيا من مُختلف مجالات الفنون التشكيلية، يشارك بها نحو ٢٢٨ فنانا.
وتنطلق الأعمال الفنية، في المعرض الذي ينظمه قطاع الفنون التشكيلية بدار الأوبرا المصرية، من الرومانسية كفلسفة لفهم الحياة، بحثًا عن جذورها التي يتأملها الفنان في كل شيء، بداية من الطبيعة من حوله التي تسكن مفرداتها الكثير من أعمال المعرض، من حيوانات وأسماك وأشجار وورود.
وسادت الورود بدلالاتها الرومانسية الكثير من أعمال المعرض، إذ تلعب في بعض اللوحات دور البطولة، وفي أخرى هي خلفية القصة الرئيسية كلوحة جعلت زهرة عصفور الجنة مركزا لعالمها التجريدي، فيما تنوع ظهورها اللوني بين صخب ربيعي وذبول يلتقي مع الحالة الشعورية لموضوع اللوحة، أو حتى عبر تقنية الخزف الذي انفعل بتشكيل الوردة الجمالي.
وتُطل الوحدة كواحدة من موضوعات المعرض، فأصحابها يسكنون فضاءات تجريدية وأحيانا فانتازية، وأخرى يتخلصون من عبء المدن ويُحلقون كما الطير أو الخيل الجامح في البراري، فهم تماشيا مع عنوان المعرض يبحثون عن الرومانسية أو يفرون منها.
فيما تبحث بعض الأعمال عن الرومانسية في موروث المعابد القديمة وجدرانها، كما في لوحة تبحث عن المحبة في مصر القديمة عبر بورتريهين مُجاورين لرجل وسيدة تُعانقهما زهور اللوتس التي طالما ارتبط ظهورها بمصر القديمة في يد الملوك والملكات تقديرا لجمال تلك الزهرة، لكن تبدو في حالة استسلام لموج نيلي رقيق.
ويُطل النيل من جديد في لوحات ذات موضوعات أكثر معاصرة، يجعل من النيل شاهدًا على آثار قصص حب، لم يتبق من أصحابها سوى آثار أقدام وطأت شاطئه ذات يوم، في مُحاكاة تجريدية لإطلالات العشاق على نهر النيل.
تبحث أعمال المعرض عن رومانسية الفلكلور المحلي في كثير من المواقع، من خلال الرقصات والملابس الشعبية النوبية، التي تترك في عين الرائي كثيرا من البهجة، ولأن القلب له صلة وثيقة بدلالات الحب، فقد استلهمه بعض المشاركين كمدلول بصري، فهو في بعض اللوحات يحتوي عقارب ساعة كأنه عداد زمني يحسب العمر، وفي موضع آخر ظهر مُرصعا بالأشواك ليصدر معاني القسوة، وذلك ضمن تشكيلات جرافيكية في أعمال المعرض.
وتنوعت خامات المنحوتات في المعرض، لعل أبرزها البرونز والخشب، وأعمال الفوتوغرافيا التي تبرز بعضها تكوينات مسرحية كمشروع يُصور عروسا سمراء ترتدي فستان الزفاف الأبيض، لكن لا يصاحب هيئتها سرور، ولا تُشاطرها أحزانها سوى شمعة، وهو مشروع تم تنفيذه بالأبيض والأسود، ما أضفى عليه مزيدا من المشاعر والظلال.
كما تنفتح الرومانسية في أعمال المعرض على مشاعر الأمومة وزخمها، تسجلها بعض اللوحات بأداء تعبيري وأخرى بواقعية، كلوحة لسيدة مُكدسة بين مهام منزلية شتى، تمد من حولها بطاقة حنان تصل سواء أطفالها وحتى قطتها النائمة، ولوحة أخرى لسيدة تتصاعد مشاعرها المتدفقة لمن حولها كهالة كونية.
ويواصل المعرض العام أعماله حتى نهاية مارس/آذار، وكانت اللجنة العليا للمعرض العام أعلنت تكريم أسماء 4 من الفنانين الراحلين أخيرا وهم: سامي رافع، فاروق وهبة، كمال عبيد، مراد فخر الدين.
aXA6IDMuMTQ5LjIzLjEyNCA=
جزيرة ام اند امز