قصة نجاح "هربرت دو" قاهر الاحتكار.. ابن "الميكانيكي" يهزم أباطرة الكيماويات
قاهر الاحتكار، هكذا لقب هربرت دو، الأمريكي الرائد في مجال صناعة الكيماويات، ومؤسس واحدة من أعرق شركات الكيماويات، شركة "دو".
من هو هربرت دو؟
هربرت هنري دو، هو المخترع والكيميائي الأمريكي، وأحد أبرز رواد الأعمال الذين ظهروا بالقرن التاسع عشر، وأسهم بابتكاراته في تغيير شكل العالم.
نشأة هربرت دو
كان هربرت دو من مواليد يوم 26 فبراير/شباط عام 1866، بمدينة أونتاريو في كندا، وتوفى في يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول عام 1930 في مدينة ميدلاند بالولايات المتحدة الأمريكية بعد صراع مع المرض.
ونشأ دو في حياته الأولى ضمن أسرة كندية بسيطة، حيث كان يعمل والده في مهنة إصلاح السيارات البدائية في ذلك الوقت، ورغم ذلك تمتع والده بعقلية عملية، حيث ساهم في تعليم هربرت عددا من قواعد الميكانيكي وصيانة الآلات.
نجح هربرت في تخطي مرحلته الدراسية بنجاح، حيث اجتاز المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية، والتحق في النهاية بواحدة من جامعات محيطه السكني، وتخصص بها في دراسة الكيمياء.
تخرج هربرت من جامعته بدرجة تفوق مميزة، وبدأ مباشرة في البحث عن مستقبلة في وظيفة تختص بمجال خبرته في قارة أوروبا وتحديدا في ألمانيا.
استخراج البرومين
والإنجاز الذي يحسب لحياة هربرت المهنية، يتعلق بمادة البرومين، التي تعرف في عالم الكيمياء، بأنها المادة التي كانت تستخدم مطلع القرن العشرين في تحميض أفلام السينما والفوتوغرافيا والعديد من الأغراض الأخرى وكان عليها إقبال كبير، وحين انتشرت هذه المادة في بداية حياة هربرت المهنية، كانت المادة تعتبر من مشتقات البترول، واستخلاصها من البترول الخام كان يتكلف تكلفة باهظة للغاية بالسوق الألمانية.
وسعى هربرت لتحقيق التميز في ابتكار وسيلة لاستخلاص البرومين بأقل تكلفة ممكنة، في رحلة بحث وتحليل استمرت لـ 15 عاما، خلالها أسس هربرت ثلاث شركات، الأولى تعرضت للإفلاس، والثانية شهدت انسحاب شركاء هربرت منها، أما الثالثة القائمة حتى الآن فهي شركة "دو" الأمريكية الشهيرة للكيماويات.
تحقيق الهدف
بعد 15 عاما من الأبحاث، نجح هربرت في ابتكار طريقة منخفضة التكلفة في استخراج مادة البرومين، غير أنه في ذلك الوقت واجه أزمة الاحتكار التي كانت تنتشر في السوق الألمانية بشدة، حيث اتحدت ضده شركات الكيماويات الألمانية التي كانت تعمل في استخراج البرومين، وبلغت عددها 30، حتى يتم طرده من السوق وإفشال عمله.
الأمر الذي دفع المبتكر الشاب للتوجه للولايات المتحدة، ثم أنحاء أوروبا، حيث توسع في بيع المادة الكيميائية الحيوية بعيدا عن التكتل الاحتكاري الألماني الذي واجهه.
وظلت مهارة هربرت الاقتصادية والتجارية شاهدا على إنجاز انتصاره على تكتل احتكاري من أصعب ما يكون في تاريخ أوروبا.