كيف يحمي بوتين نفسه من الاغتيال والانقلاب؟
سلطت وسائل الإعلام الضوء على فريق الحماية الخاص بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد دعوة السيناتور الأمريكي، ليندسي جراهام، لاغتياله.
وذكر تقرير لصحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية، أن الرئيس الروسي يحيط نفسه بنخبة من الحراس الشخصيين الذي يمتلكون قدرات عالية، والذين يرتدون واقي الرصاص ومسدسات عالية القوة إلى جانب أشخاص يضطلعون بمهمة تذوق طعامه لحمايته من الاغتيالات المحتملة ومؤامرت الانقلاب.
ويشير التقرير إلى أن بوتين، عميل سابق في المخابرات السوفياتية، والذي ارتقى إلى السلطة عام 2000، يحمي نفسه من منفذي الاغتيالات ويتجنب الإصابة بفيروس كورونا بأي ثمن، وهو ما يبدو في المسافة التي يتركها عند مقابلة الرؤساء والمسؤولين.
وتظهر الصور التي التقطت له مؤخرا خلال لقائه قادة العالم وحتى مستشاريه مسافة كبيرة التزامه بالحفاظ على مسافة لا تقل عن 20 قدماً خلال الجلوس على طاولات الاجتماعات معهم.
كما، ارتدى بدلة واقية كاملة مع جهاز تنفس كامل قبل زيارة مستشفى لعلاج مرضى كورونا في موسكو في أبريل/ نيسان 2020.
ويتألف حراس بوتين الشخصيين، يطلقون على أنفسهم لقب "الفرسان"- من وحدة خاصة داخل خدمة الحماية الفيدرالية الروسية، التي تعود جذورها إلى عام 1881، عندما أحاط القيصر ألكسندر الثالث نفسه بالحراس بعد اغتيال والده بانفجار قنبلة، ألقاها الثوريون.
كم كبير من المعلومات بشأن حراس بوتين الشخصيين نشر على موقع "بيوند روسيا" الحكومي، والذي يقول إنهم اختيروا بناء صفات محددة تشمل "علم النفس" والقدرة على التحمل البدني والقدرة على تحمل البرد وعدم التعرق في الحرارة.
وأشار الموقع إلى أنهم مزودون بدروع خاصة تستخدم كدرع لحماية بوتين ويحملون مسدسات فيكتور روسية الصنع عيار 9 ملم التي تحتوي على رصاصات خارقة للدروع.
وأوضح الموقع أنه قبل سفر بوتين لأي وجهة، تضطلع تلك الفرق بمهام استكشاف وجهته قبل أشهر من الموعد المحدد، وتتحقق لمعرفة كيف سيستجيب الجمهور على الأرجح، وما إذا كانت المنطقة ستتأثر بسوء الأحوال الجوية أو الكوارث الطبيعية.
كما يقوم الفريق بفحص المكان الذي سيقيم فيه، ويثبتون أجهزة تشويش لمنع تفجير القنابل عن بُعد، ويجري الفنيون مراقبة إلكترونية للهواتف المحمولة والأجهزة الأخرى في المنطقة.
وعلى الطريق، يقود بوتين وسط قافلة من عربات مدرعة ثقيلة تحمل جنودا من القوات الخاصة مسلحين ببنادق AK-47 وقاذفات قنابل يدوية مضادة للدبابات وصواريخ محمولة مضادة للطائرات.
وحين يغادر السيارة تحيط به أربع حلقات أمنية، بدءاً من حراسه الشخصيين، وآخرون مختبئون وسط الحشد، يقومون بمهام تفحص الحضور، بالإضافة إلى القناصة القابعين على أسطح المنازل المحيطة.
كذلك، يتمتع مكتب الأمن الفيدرالي بسلطة واسعة النطاق لتنفيذ عملياته وتحقيقاته، بما في ذلك التنصت الإلكتروني وفتح البريد وتفتيش المنازل والاستيلاء على المركبات واحتجاز المشتبه بهم واستجوابهم.
وفي عام 2016، أشارت روسيا بيوند إلى شائعات طويلة الأمد مفادها أن مكتب الأمن الفيدرالي يستخدم أحيانًا "بديلا للرئيس" لضمان سلامة بوتين ، أو "الشخص رقم 1."
وفي وقت لاحق اعترف بوتين بأنه عُرض عليه استخدام بديل لدى قيامه بعدة رحلات إلى الشيشان أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكنه أكد خلال مقابلة عام 2020 أنه "رفض استخدام بديل" في كل مرة تثار فيها هذه القضية.
ويستبدل حراس بوتين الشخصيين عند بلوغهم سن الخامسة والثلاثين، ولكن يمكن مكافأتهم بمناصب جديدة مثل تعيينهم حكام مناطق أو وزراء فيدراليين وقادة الخدمات الخاصة.
بالإضافة إلى ذلك، يوجد ضمن الفريق المرافق لبوتين شخص يتذوق كل وجبة تقدم له لضمان عدم تعرضه للتسمم، وفقاً لـ "نادي طهاة رؤساء العالم"، وهي منظمة طهي يقوم أعضاؤها بطهي الطعام لرؤساء الدول والملوك في جميع أنحاء العالم.
وقال جيل براجارد لصحيفة "تليجراف" عام 2012، إن "المتذوقين لا يزالون موجودين في الكرملين فقط، حيث يقوم الطبيب بفحص كل طبق مع الطاهي".