متحف أغاخان في كندا يحتفي بكنوز أفريقيا وموسيقاها
المعرض يتضمن نماذج فنية أفريقية مصنوعة من قطع الليغو، ويجمع بين مجموعة من القادة والفنانين ذوي الأفكار والمهارات العالمية
يحتفي معرض "قوافل الذهب.. أجزاء من الزمن" الذي افتتح مؤخراً في مبنى متحف أغاخان في مدينة تورنتو الكندية بالقصص والأساطير الأفريقية وموسيقاها المجهولة.
وقال بيان صادر عن مؤسسة الأغاخان للثقافة: "يأتي هذا المعرض تماشياً مع مهمة المتحف في الربط بين الثقافات، وثمرة للجهود التي بذلت بالتشارك مع الأمم الأفريقية ومع أعضاء أفريقيين في المهجر لإحضار هذا المعرض الرائد إلى تورنتو".
يتضمن المعرض نماذج فنية أفريقية مصنوعة من قطع الليغو، ويجمع بين مجموعة من القادة والفنانين ذوي الأفكار والمهارات العالمية ممن قدموا أبعاداً جديدة لهذه القارة الواسعة.
ويعود المعرض بزائره إلى فترة العصور الوسطى، عندما كان غرب أفريقيا يقدم الدعم لاقتصاد ثلاث قارات مختلفة من خلال الأفكار التي غيرت الثقافات، والبضائع النفيسة كالملح والعاج والذهب، وهي إحدى القصص التي عملت على تغيير شكل العالم.
ويتضمن المعرض الأجزاء الأثرية المكتشفة حديثاً، وعددا من القطع المستعارة من مالي ونيجيريا والمغرب.
ويكشف هذا التشكيل المتجاور عن مدى عمق الترابط بين أفريقيا خلال فترة العصور الوسطى مع رقعة واسعة من العالم، ومدى تأثير ذلك على الفن والثقافة عبر أوروبا والشرق الأوسط وآسيا.
وقال هنري كيم، مدير متحف الأغاخان في تورنتو: "يثير المعرض قصة مهمة في تاريخ العالم عن الإسلام في أفريقيا خلال مرحلة القرون الوسطى، كما يسلط الضوء على الطرق التي تجمع فيها اللغة العربية بين أناس متنوعين، ما يسهل التجارة ويجعل غرب أفريقيا قلباً قوياً لعالم مترابط. إنها قصة نادراً ما يتم سردها، ومع ذلك فقد شكلت العالم الذي نعرفه اليوم".
وأضاف مدير المتحف: "من خلال هذا المعرض، نمحو المفاهيم الخاطئة الشائعة، ونملأ الفراغات من تاريخ العالم التي تم التغاضي عنها". ويختتم هنري كيم قائلاً: "نأمل في أن تسهم برامجنا في تعزيز هذا الحوار الساخن في كندا، الأمر الذي يوسع من إدراكنا للماضي، ويسهم في بناء الجسور بين الثقافات اليوم وغداً".
يسلط معرض "قوافل الذهب" الضوء أيضاً على تمثال الشخصية الأسطورية من العصور الوسطى "مانزا موزا" الذي حكم إمبراطورية مالي في غرب أفريقيا في القرن الرابع عشر، والذي يعتقد أنه كان أحد أغنى الأشخاص عبر العصور.
في الحديث عن المستقبل، يعرض المتحف "البناء الأسود: الحضارات"، وهو عبارة عن تركيب فني مزخرف تم صنعه حصرياً من قطع الليغو الأسود من قبل الفنان المعاصر الغاني - الكندي إيكو نيماكو. وتربط سلسلة منحوتاته السريالية من خلال قطعة فنية بارتفاع 6 أقدام بين الحضارات الأفريقية المتقدمة التي تعود إلى العصور الوسطى مع رؤية لمستقبل القارة القوي.
ويركز المعرض كذلك على الفنون الموسيقية ودورها في الربط بين المجتمعات، والحفاظ على الثقافة، وتحفيز التغيير الاجتماعي.
ويشمل موسم المتحف عروضا لفرقة "توكو تيلو"، المؤلفة من ثلاثة من أشهر نجوم الموسيقى في مدغشقر، بغرض استكشاف عناصر جديدة من لون الموسيقى الشعبي للبلد.
كما يقدم المتحف "مشروع المغرب"، وهي فرقة متعددة الجنسيات تجمع بين الموسيقيين في الصحراء الكبرى، وأوركسترا أوكافانكو الأفريقية، التي خلقت لغة موسيقية جديدة عن طريق جمعها للموسيقيين من الدول الأفريقية (بوروندي وإريتريا والصومال ومدغشقر والسنغال وزيمبابوي وغانا) والذين كان فيما بينهم القليل من التفاعل في الماضي.
ويتضمن المتحف مجموعة من البرامج التعليمية التي تسلط الضوء على مظاهر القارة الأفريقية، وتشمل قائمة المتحدثين كلا من كاثلين بيكفورد بيرزوق، المديرة المساعدة للشؤون الفنية في متحف بلوك للفنون، حيث تلقي الضوء على الشراكة بين مالي والمغرب ونيجيريا، والتي نتج عنها هذا المعرض، وغاس كاسلي هايفورد، مدير المتحف الوطني السميثسوني للفن الأفريقي، الذي سوف يناقش العصور الذهبية العديدة للفن الأفريقي، وأمين متحف فيكتوريا وألبرت، ومريم روسر أوين التي سوف تتحدث عن سياسات القرون الوسطى حول الذهب والعاج.
كما تشمل المحطات البارزة الأخرى ضمن المعرض دورة تدريبية مدتها عدة أسابيع حول التأثير بعيد المدى للتجارة الأفريقية قبل العصور الوسطى، إضافة إلى حوار فني وجولة من قبل إيكو نيماكو.
يشار إلى أن متحف الأغاخان في تورنتو، كندا، هو جزء من مؤسسة الأغاخان للثقافة، وهي إحدى وكالات شبكة الأغاخان للتنمية. تتمثل مهمة المتحف في تعزيز فهم وتقدير أكبر للمساهمة التي قدمتها الحضارات الإسلامية للتراث العالمي.