"لن تغتال لوحاتنا".. صرخة فناني غزة من قريتهم التراثية المدمرة
فنانون فلسطينيون احتشدوا في وقفة احتجاجية على أنقاض القرية المدمرة تحت شعار "لن تغتال لوحاتنا" وعرضوا لوحات تلامس الوجع الفلسطيني.
على أنقاض قرية الحرف والفنون بغزة، بعدما تم تدميرها جراء القصف الإسرائيلي، اختار فنانو غزة عرض لوحاتهم الفنية في رسالة تحدٍ للاحتلال، باستمرار الفن والحياة من بين براثن الموت والدمار.
واحتشد فنانون فلسطينيون في وقفة احتجاجية، الإثنين، على أنقاض القرية المدمرة، تحت شعار "لن تغتال لوحاتنا"، وعرضوا لوحات متنوعة تلامس الوجع الفلسطيني.
وتدمرت القرية التراثية بشكل شبه كامل بعدما أطلقت طائرات الاحتلال الإسرائيلي 9 صواريخ، مساء السبت الماضي، تجاه مبنى الكتيبة المجاور، ما أدى إلى تدمير واسع في العديد من المنشآت إلى جانب قتل طفلين وإصابة 25 آخرين بجروح.
الفنانة الطفلة ملاك عبدالعال، التي حملت بعض لوحاتها وعرضتها على أنقاض المكان المدمر، قالت لـ"العين الإخبارية": "جئنا لنعيد الحياة لقرية الحرف والفنون، سنستمر في مسيرة الفن ولن يوقفنا الاحتلال وإن شاء الله يعاد بناء هذه القرية".
وأشارت إلى أنها كانت تستعد لإقامة معرضها الأول داخل القرية بعد شهرين، مؤكدة تصميمها على المضي في ذلك، آملة أن يعاد ترميم المكان قبل هذه الفترة.
وتأسست القرية التراثية عام 1998، وصُممت ببناء تقليدي تم تنفيذه بالطين ومواد البناء المحلية، بتمويل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، بهدف الحفاظ على الحرف الفلسطينية القديمة من الاندثار، والحفاظ على التاريخ والتراث الفلسطيني وتوفير مساحة للفنانين الفلسطينيين لعرض إبداعاتهم.
من جانبها، قالت الفنانة شرين أبوعاذرة: "جئنا هنا لنحاول أن نحافظ على وجود القرية وهويتنا الفلسطينية، سنستمر رغم دمار المكان في عرض أعمالنا الفنية"، مشددة على أن عملية التدمير التي طالت المكان أعطتهم عزيمة قوية لتجديده وإعادة ترميمه، ليبقى حاضنة الفن والتراث.
فيما أوضح الفنان شريف سرحان: "رسالتنا للاحتلال والمجتمع الدولي أننا مستمرون وسنواصل تقديم أعمالنا ولو حتى على الركام"، مشيرا إلى أن هذا المكان يحمل ذكريات مهمة للفنانين القدامى والجدد.
وتبلغ مساحة مبنى القرية 250 مترا مربعا، استوحى تصميمه من الفن الإسلامي التقليدي، فتم تشييده على شكل بيت تقليدي بعناصره المختلفة، فالأقواس والقبب والسقف العالية والساحة الداخلية التي تتوسط البيت تمتاز بشكلها الرائع.
كما تضم القرية قاعة ثقافية مساحتها 150 مترا مربعا، مجهزة بأثاث يتناسب مع طبيعة القرية، وتستخدم هذه القاعة لتنظيم العديد من النشاطات والفعاليات وورش العمل الفنية والندوات والمحاضرات الثقافية، ويمكن استخدامها من قبل المؤسسات الخارجية مقابل رسوم رمزية.