معركة عرسال.. تحالف الإرهاب بين حزب الله وهيئة تحرير الشام
الاتفاق المبرم بين إرهابيي هيئة تحرير الشام وعناصر حزب الله المسلحة يحمل إشارة واضحة إلى حقيقة معركة عرسال وترتيباتها المستقبلية
جاء قرار وقف إطلاق النار بمنطقة عرسال اللبنانية الواقعة على الحدود السورية، ليطرح العديد من التساؤلات حول حقيقة هذه المعركة بين الفصائل الإرهابية مليشيات حزب الله اللبناني وهيئة تحرير الشام التي تضم فصيلا تابعا لتنظيم القاعدة، في اتفاق علني يُعَد هو الأول من نوعه بين جماعتين مختلفتين في التوجه ومتطابقين في الصفة وهو الإرهاب.
فقد أعلن الإعلام الحربي التابع لمليشيات حزب الله الإرهابية قرار وقف إطلاق النار على جميع الجبهات بمنطقة جرود عرسال، ودخوله حيز التنفيذ بدءا من الساعة السادسة صباح الخميس بتوقيت بيروت.
تحالف الإرهاب:
ويحمل الاتفاق بين هيئة تحرير الشام وعناصر حزب الله المسلحة إشارة واضحة إلى حقيقة معركة عرسال، حيث ظهر التوافق الواضح بين رؤى الجماعتين في إشارة إلى إعلان تحالف الإرهاب في المنطقة، التي ربما تمتد إلى مناطق الصراعات المسلحة ولا سيما في سوريا والعراق.
فقد كشفت معركة عرسال عن النية المبيتة لدى حزب الله في خوض المعركة منفردا دون اللجوء لمعاونة الجيش اللبناني، من أجل تحقيق أطماعه وخدمة المشروع الإيراني بالمنطقة، عبر التمدد وتطويع واحتواء الجماعات المسلحة الأخرى.
الاتفاق بين الطرفين تتضمن فتح ممر آمن من قبل حزب الله لخروج ما تبقي من مسلحي هيئة تحرير الشام من تلال عرسال، وتحديد وجهة المسلحين وأسرهم نحو الداخل السوري، وفي المقابل يفرج إرهابيو تحرير الشام عن 3 عناصر من حزب الله اللبناني الذين تم احتجازهم أثناء معارك سابقة بينهما.
ورغم بدء معركة عرسال الواقعة على الحدود اللبنانية السورية في الـ21 من يوليو/تموز الجاري، إلا أن عناصر حزب الله الإرهابية أكدت، في تصريحات، قرب موعد انتهاء المعركة وحسمها ضد هيئة تحرير الشام، والتخطيط لخوض معركة ضد عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي الموجودة على أطراف الحدود السورية اللبنانية.
ولكن إعلان الاتفاق وما حمله من بنود يؤكد أطماع حزب الله في عرسال، خاصة أن مصادر من داخل حزب الله أكدت أن اتفاق وقف إطلاق النار استند إلى مفاوضات مسبقة أجرتها مجموعات من الشخصيات الأمنية عبر وسطاء لضمان انسحاب إرهابيي تحرير الشام مع عائلاتهم إلى داخل سوريا وتحديدا لمدينة إدلب، مقابل حصول عناصر حزب الله الموالين لإيران الخروج الآمن من عرسال.
سيناريو غير واقعي:
التنسيق بين الجماعتين الإرهابيتين، طرح سيناريو تحالف غير واقعي بين طرفين متحاربين منذ سنوات، خصوصا أنه طوال الـ7 أيام التي دارت فيها المعارك، لم تظهر أي صور أو فيديوهات تثبت صحة دخول مسلحي حزب الله للمدنية، وتحقيق الانتصار على مسلحي هيئة تحرير الشام.
في الوقت نفسه، كان تسلسل سير العملية العسكرية لا يتضمن أي واقعية من البداية، وبات واضحا أن مسلحي هيئة تحرير الشام الإرهابية، متواطئون في تمكين إيران ومليشياتها من الحدود السورية اللبنانية، فضلا عن اتساع الرقعة الجغرافية لسيطرة حزب الله الإرهابي، وتغيير الطبيعة السكانية لهذه المناطق وفقا لنزاعاته الطائفية.
من هنا يمكن القول إن الجماعات الإرهابية وإن اختلفت توجهاتها الفكرية، تظل حدود التقارب والتحالف بينها قائمة طوال الوقت، وإن مساحة الخلافات بينهما ضيقة إلى أبعد مدى، رغم تطورها في بعض الأحيان إلى الاقتتال، وهو ما يثبته التاريخ مع الوقت.
aXA6IDMuMTQ1LjU2LjE1MCA= جزيرة ام اند امز