"رياح الشمال".. أحدث ضربات ألمانيا لحزب الله
منذ أبريل/نيسان 2020، لا تتوقف السلطات الألمانية عن توجيه الضربات لحزب الله الإرهابي اللبناني، لاجتثاث كل أذرعه في البلاد.
وكان آخر الخطوات الألمانية، قرار وزارة الداخلية في ولاية بريمن "شمال غرب"، حظر جمعية "مجتمع المصطفى" المحسوبة على حزب الله، وفق ما نقلته وسائل إعلام ألمانية عن بيان للوزارة اليوم.
ووفق البيان، فإن الجمعية مقربة من منظمة "حزب الله" الإرهابية اللبنانية، وخضعت للمراقبة من قبل هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية"، لسنوات.
وبموجب قرار الحظر، فإن جمعية المصطفى مجبرة على إغلاق أبوابها، ومنع عرض شعاراتها ورموزها في الولاية، فضلا عن حظر المجموعة الشبابية المرتبطة بالجمعية، وتعرف بـ"فريق الكشافة"، ومصادرة أصول الجمعية.
وقالت وزارة الداخلية في بريمن إن جمعية المصطفى تدعو إلى كراهية أتباع الديانات الأخرى، وتنشر وتروج لأعمال غير قانونية خطيرة مثل الإرهاب، ودعمت حزب الله اللبناني ماليا.
فيما قال عضو برلمان بريمن، أولريش ماورير: "حظر هذه الجمعية ضروري للغاية".
من جانبها، كتبت الخبيرة في شؤون التنظيمات الإرهابية، سيغريد هيرمان مارشال، منشورا على صفحتها على فيسبوك، تابعته "العين الإخبارية"، إن "جمعية مجتمع المصطفى كانت طرفا لعمليات المداهمات التي استهدفت جمعيات تشتبه السلطات الألمانية أنها محسوبة على حزب الله، بالتزامن مع صدور قرار حظر الأخير في الأراضي الألمانية في أبريل/نيسان ٢٠٢٠".
ومنذ ذلك الوقت، خضعت الأدلة التي جرى جمعها من المداهمة للفحص والتدقيق في إطار تحقيقات حول علاقة مجتمع المصطفى بحزب الله، قبل أن تثبت علاقة الجمعية بالمليشيات اللبنانية.
ووفق صحيفة دي تسايت الألمانية، فإن السلطات رصدت دعاة مقربين من حزب الله في أنشطة جمعية مجتمع المصطفى، فضلا عن كتابات تحض على التطرف والإرهاب داخلها.
مواجهة شاملة
ومنذ صدور قرار بحظر جميع أنشطته عام 2020، لا تزال أجهزة الأمن الألمانية تتعقب أنشطة حزب الله الإرهابي اللبناني على أراضيها، وتحذر من خطره.
وفي 20 أبريل/نيسان 2020، أعلنت ألمانيا حظر أنشطة "حزب الله" بشكل كامل، بعد أشهر من صدور توصية بهذا الشأن من البرلمان الاتحادي.
ومنذ ذلك الوقت، تعمل هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في ألمانيا، على مراقبة أنشطة الأفراد المحسوبين على التنظيم الإرهابي في جميع ولايات ألمانيا، وفق تقارير للهيئة انفردت "العين الإخبارية" بنشر مقتطفات منها مؤخرا.
وفي هذا الإطار، قال تقرير لفرع هيئة حماية الدستور في ولاية مكلنبورغ فوربومرن، صدر مؤخرا، "كان أحد الإجراءات الحكومية البارزة ضد التطرف الإسلامي في عام 2020 هو حظر أنشطة التنظيم الإرهابي؛ حزب الله".
ووفق التقرير الذي اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه "كان مبرر الحظر حقيقة أن حزب الله يعارض بشكل أساسي فكرة التفاهم الدولي"، مشيرا إلى أنه "لا يزال هناك ١٠٥٠ شخصا يرتبطون بحزب الله في ألمانيا"
تقرير آخر لفرع هيئة حماية الدستور في برلين، ذكر أن حزب الله مدعوم من إيران، ونادرا ما يتصرف أنصاره بشكل علني في ألمانيا، في إشارة إلى أن الحزب الإرهابي يتبع نمط السرية في أنشطته.
وأضاف التقرير ذاته "وفق قرار الحظر الصادر في ٢٠٢٠، فإن جميع أنشطة حزب الله محظورة في ألمانيا ويحظر دعم الحزب ونشر شعاراته.. ويطال الحظر بالدرجة الأولى راية الحزب وشعار كشافة الإمام المهدي".
وتابع "بالإضافة إلى ذلك، تمت مصادرة الأصول الموجودة لحزب الله في ألمانيا ومصادرتها لصالح الحكومة الفيدرالية".
ونوّه التقرير بأن "حزب الله لا يوجد له هيكل موحد في ألمانيا، وبدلا من ذلك، يلتقي أنصار الحزب في جمعيات المساجد المحلية الفردية في الأراضي الألمانية".
ويمثل الحظر المفروض على الحزب انتكاسة كبيرة لمؤيديه في ألمانيا، كما أنه يزيد من صعوبة الأنشطة الدعائية للحزب في المستقبل، بحسب تقرير فرع هيئة حماية الدستور في ولاية شمال الراين وستفاليا.
البحث عن أي ثغرة
فيما يحاول الحزب الإرهابي إيجاد أي ثغرة من أجل النشاط في ألمانيا، وجني ملايين اليوروهات من التبرعات كما كان يحدث في السابق.
آخر هذه المحاولات تأسيس عناصر مرتبطة بحزب الله جمعية ثقافية تدير مسجدا للشيعة، في مدينة باد أوينهاوزن غربي ألمانيا، لكن السلطات الأمنية كانت لها بالمرصاد.
وبحسب تقرير حديث لصحيفة "نويه فيستفلشه" الألمانية، فإن عناصر مرتبطة بالحزب تدير تلك الجمعية، على غرار الجمعيات الدينية التي كانت المليشيات اللبنانية تجني من ورائها أموالا من التبرعات بالملايين، تذهب في النهاية لتمويل أنشطة عسكرية، في المنطقة تنفيذا لأجندة إيرانية توسعية.
لكن صحيفة "نويه فيستفلشه" لفتت إلى أن هيئة حماية الدستور رصدت هذا التحرك، ووضعت الجمعية والعناصر التي تديرها تحت الرقابة.
وأعلنت ألمانيا في 30 أبريل/ نيسان 2020، حظر حزب الله بالكامل على أراضيها، في قرار يشمل توقيف أنشطة الحزب ورفع رموزه وراياته وشعاراته في أراضي البلد الأوروبي بالكامل.