"حزب الله" يفك أسر حكومة لبنان.. مناورة أم صفقة؟

أعلن "حزب الله" و"حركة أمل" عودتهما إلى المشاركة في اجتماعات الحكومة اللبنانية بعدما عطلاها لأكثر من 3 أشهر، فيما يتخوف مراقبون من أن تكون تلك الخطوة مناورة من الحزب أو جاءت عبر صفقة سياسية.

وأصدرت مليشيات "حزب الله" و حليفتها "حركة أمل" بياناً أوضحتا فيه أسباب العودة والتي وصفوها بـ"المشروطة" بإقرار الموازنة العامة وخطة التعافي الاقتصادي، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول المغزى الحقيقي لهذا التحرك بحسب مراقبين.

وقال البيان: "يمر بلدنا.. لبنان بأزمة اقتصادية ومالية لا سابق لها تتمثل على وجه الخصوص بانهيار العملة الوطنية، وحجز أموال المودعين في المصارف اللبنانية، والتراجع الكبير في الخدمات الأساسية، خاصة في قطاعات الكهرباء والصحة والتعليم، وسط أوضاع سياسية معقدة على المستوى الوطني والإقليمي، وما له من انعكاسات خطيرة على المستويات المعيشية والاجتماعية والأمنية".

واعتبرت الحركتان في البيان "أن المدخل الرئيسي والوحيد لحل الأزمات المذكورة وتخفيف معاناة اللبنانيين هو وجود حكومة قوية وقادرة تحظى بالثقة وتتمتع بالإمكانات الضرورية للمعالجة".

وتضمن البيان تجدد الهجوم على المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار، واتهماه بتنفيذ خطوات "غير دستورية ومخالفات قانونية"، بحسب زعمهم، وأكدا على استمرار المطالبة بتنحيته.

وعطل "حزب الله" الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي، على مدار أكثر من 3 أشهر، وبعد 3 اجتماعات فقط على تشكيلها، وطالب باتخاذ قرار بإزاحة المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، وهو ما رفضه رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون وميقاتي، اللذان أصرّا على عدم إمكانية تدخل السلطة التنفيذية بعمل السلطة القضائية.

ويتخوف مراقبون من صفقة انتخابية بين "حزب الله" والرئيس ميشال عون، الذي يعاني إحراجا سياسيا في الأشهر الأخيرة من ولايته، أدت إلى اتخاذ هذه الخطوة، وتساءلوا عن الشطر الحقيقي للعودة إلى مجلس الوزراء لإقرار الموازنة والخطة الاقتصادية فقط، فيما غاب موضوع الانتخابات النيابية عن البيان، والذي يحتاج إلى عدة مراسيم لانطلاقها رسمياً.

وبعد الإعلان، رحب رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بالعودة إلى المشاركة في جلسات مجلس الوزراء، "ما يتلاقى مع الدعوات المتكررة التي أطلقها لمشاركة الجميع في تحمل المسؤولية الوطنية، خصوصا في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به الوطن".