الحوثي يجمع تبرعات لـ"حزب الله".. أذرع إيران تعاني بعد العقوبات
إعلان أحد قيادات مليشيا الحوثي عن جمع 75 مليون ريال يمني كمعونات للحزب اللبناني الإرهابي أثار سخط اليمنيين
في الوقت الذي يتضور فيه ملايين اليمنيين جوعاً نتيجة الانقلاب الحوثي، بدأت المليشيا الإرهابية في جمع أموال تبرعات لـ"حزب الله" الإرهابي.
وخلال اليومين الماضيين، ظهر أحد قادة مليشيا الحوثي في مقطع فيديو وبجانبه أموال، متباهيا بأنه استطاع جمعها ضمن حملة تبرعات سبق أن أعلنت عنها إذاعة "سام إف إم" الحوثية، لدعم مليشيا حزب الله اللبناني الإرهابية.
وأثار إعلان عضو الهيئة الإعلامية العليا للمليشيات الانقلابية، حمود شرف الدين، عن جمع 75 مليون ريال يمني كمعونات للمليشيات اللبنانية الإرهابية، موجة انتقادات واسعة في اليمن، الذي يمر بأسوأ أزمة إنسانية، وفق تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية.
ويعتقد القائمون على تلك الحملة بأن هذه الأموال قد تخفف الضائقة المالية لذراع إيران الإرهابية في لبنان، التي تضررت بشكل كبير جراء العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران مؤخرا بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي.
في حين يرى مراقبون وناشطون يمنيون أنه من الصعب فهم الأبعاد والدوافع الحقيقية لمثل تلك السلوكيات الحوثية، إلا باعتبارها تأكيدا جديدا على ولائهم لنظام ولاية الفقيه وأتباعه من المليشيات الأخرى في المنطقة، وإمعانا في إفقار وتجويع المجتمع ونهب ممتلكاته.
رسالة معكوسة
يقول محمد العلواني، ناشط يمني، إن "الحوثيين حاولوا بعث رسالة بأنهم وباقي المليشيات الإيرانية في المنطقة على قلب رجل واحد، لكن إن حاولنا قراءة الرسالة بشكل معكوس فإنها تؤكد ارتباطها الفعلي والمصيري مع إيران".
وأضاف العلواني لـ"العين الإخبارية": "صرخت بطون ملايين الجوعى اليمنيين قبل أفواههم طويلا دون أن تحرك المليشيات الانقلابية ساكنا، بينما وجد الأنين الخافت لحسن نصرالله صداه لديها سريعا، فبادرت لجمع الأموال والتبرعات له".
وأكد أن اليمنيين الذين يعيشون كارثة حقيقية بكل المقاييس ويعانون الفقر والجوع نتيجة الحرب التي أشعلها الحوثيون هم الأحق بتلك الأموال التي بإمكانها إشباع عشرات الآلاف من الأسر اليمنية الجائعة.
ويعاني ملايين اليمنيين أوضاعا اقتصادية بائسة بفعل انقلاب الحوثيين على السلطة في 2014، وازدادت تفاقما بعد قطع المليشيات الانقلابية مرتبات الموظفين منذ ما يقرب من 3 أعوام، ما دفع نحو 80% من إجمالي عدد السكان إلى حافة المجاعة، بحسب تقارير رسمية للأمم المتحدة.
الهروب إلى الموت
ونتيجة لتلك الظروف الاقتصادية الصعبة تزايدت في الآونة الأخيرة وبشكل مرعب حالات الانتحار وجرائم قتل الآباء أطفالهم الصغار في أوساط اليمنيين، الذين اختاروا الموت كملاذ أخير للتخلص من معاناتهم ومعاناة أبنائهم المتفاقمة.
وعلى الرغم من مآسي اليمنيين تلك والتي باتت مشهدا مألوفاً يتكرر كل يوم فإن المليشيات الحوثية ووسائل إعلامها لم تفكر مجرد التفكير في تنظيم حملة تبرعات مماثلة، لمساعدة بعض أولئك الذين تسببت في معاناتهم ومآسيهم، كما فعلت مع حسن نصرالله.
وكانت تقارير إعلامية غربية أكدت في وقت سابق نقلا عن مسؤولين بحزب الله اللبناني ذراع إيران الإرهابية، أن العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران تسببت في تقلص رواتب عناصر الحزب إلى النصف تقريباً.
وأجبرت مليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، النساء على بيع ما تبقى من مقتنياتهن الثمينة، بالإضافة إلى إجبار التجار وأصحاب المحلات التجارية في مناطق سيطرتها على التبرع لصالح حزب الله، ذراع إيران في لبنان.
ووفقا لمصادر مصرفية تحدثت لـ"العين الإخبارية"، فقد استخدم الحوثيون سلطتهم لتحويل أموال التبرعات تلك من العملة المحلية إلى الدولار الأمريكي عبر بنوك وشركات صرافة محلية تتبع قياداتها وبعض الصيارفة الموالين لها.
وأوضحت المصادر أنه جرى تحويل تلك الأموال إلى لبنان على دفعات عبر شركات صرافة دولية، إذ تولى عدة أشخاص تحويل الأموال، للتحايل على الرقابة التي تفرضها وزارة الخزانة الأمريكية على الحسابات والتحويلات المشبوهة.
aXA6IDE4LjExOS4xMjIuMTQwIA== جزيرة ام اند امز