الحساب المفتوح بين حزب الله وإسرائيل.. ماذا بعد التصعيد المتبادل؟
مرحلة جديدة من التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، دقت ناقوس الخطر من إمكانية اندلاع حرب شاملة، قد تؤدي إلى دخول أطراف على خط النار، مما يؤدي إلى توسيع القتال.
وفجر الأحد، وجهت إسرائيل «سلسلة من الضربات لحزب الله»، مؤكدة «تصميمها» على إعادة السكان الذين نزحوا من مناطقها الشمالية الحدودية مع لبنان، فيما ردت الجماعة اللبنانية بشن هجمات على أهداف عسكرية، باستخدام صواريخ متوسطة المدى لأول مرة منذ 2006.
تصعيد على الأرض تزامن مع تصريحات رفعت نسبة التوتر، بتلويح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضربات مقبلة، «إذا لم يكن حزب الله قد فهم الرسالة»، لترد الجماعة اللبنانية، بأن الحرب مع إسرائيل دخلت في «مرحلة جديدة»، عنوانها معركة «الحساب المفتوح».
فماذا بعد التصعيد المتبادل؟
توقع الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد مارسيل بالوكجي، تطور شكل الاشتباكات في الأيام المقبلة عقب استخدام الصواريخ النوعية، في إشارة إلى إعلان حزب الله استخدام صواريخ فادي 1 وفادي 2، في الهجوم على أهداف عسكرية إسرائيلية.
وفي تصريحات لـ«العين الإخبارية»، قال الخبير العسكري، إن «الفترة المقبلة ستشهد قيام أحد الطرفين أو كليهما، بعمليات كوماندوز أو عمليات نوعية، تضع نصب عينيها بعض الأهداف»، مشيرًا إلى أن حزب الله قد يفكر في فتح جبهة جديدة على الجولان السوري المحتل، لـ«إرباك إسرائيل»، إلا أنه استبعد نجاح تلك المناورة، بسبب «التمركز الدفاعي الإسرائيلي القوي على تلك الجبهة».
في السياق نفسه، قال المحلل السياسي اللبناني عبد الله نعمه، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن المواجهات بين الطرفين تتجه نحو التصعيد أكثر فأكثر، مشيرًا إلى أن «قواعد الاشتباك قد تغيرت باتجاه الحرب الشاملة».
بدوره، قال الخبير العسكري والباحث الاستراتيجي اللبناني، العميد يعرب صخر، إن إسرائيل تعمل الآن على تعميق الحد الفاصل مع الجنوب اللبناني، الذي أصبح بعمق 5 إلى 7 كيلو مترات من «الأرض المحروقة».
وأوضح أن إسرائيل تعمل على خلق مساحة آمنة في الجنوب اللبناني، لإعادة سكانها إلى الشمال، مشيرًا إلى أنها (تل أبيب) «استطاعت خلق واقع جديد تلزم به كل الأطراف وحتى أمريكا لإيجاد مخارج تسوية لتطبيق القرار الدولي 1701 القاضي بإخلاء المنطقة الجنوب اللبناني بعمق أربعين كيلو مترا حتى شمال الليطاني من كل المظاهر المسلحة».
وبحسب المحلل السياسي اللبناني عبد الله نعمه، فإن التصعيد المتبادل، يستدعي الضغط لتطبيق قرار 1701 ولو بالقوة.
وكان مجلس الأمن الدولي تبنى بالإجماع القرار 1701 الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية في لبنان، ويطالب القرار حزب الله وإسرائيل بالوقف الفوري لكل الهجمات والعمليات العسكرية. ودعا الحكومة اللبنانية لنشر قواتها المسلحة في الجنوب بالتعاون مع قوات «اليونيفيل».
الحرب الهجين
يرى الخبير العسكري والباحث الاستراتيجي اللبناني، العميد يعرب صخر، أن التصعيد بين حزب الله وإسرائيل يعد مزيجًا بين حروب الجيل الخامس، التي ترتكز على الحروب السيبرانية والإلكترونية والاغتيالات وزرع الفوضى، وحروب الجيل الرابع التي يستخدم فيها القصف المتبادل.
ماذا يعني رد حزب الله؟
وبحسب العميد يعرب صخر، فإن رد حزب الله اليوم «محاولة لاستعادة الثقة مع مقاتليه بعد انهيار المعنويات، بسبب العمليات النوعية السيبرانية التي حدثت منذ عدة أيام»، مشيرًا إلى أن توسيع مدى الأهداف يرسل رسالة مضمونها أنه لا زال موجودا.
هل تتدخل إيران؟
بحسب المحلل السياسي اللبناني، فإن اللبنانيين يشعرون بأن إيران دفعت بحزب الله إلى الجبهة «وتركته وحيدا يدفع الثمن»، لافتا إلى أنه على كل القادة السياسيين في لبنان أن يكونوا يدا واحدة، «ضد الاعتداءات الإسرائيلية».
بدوره، قال الخبير العسكري والباحث الاستراتيجي اللبناني، العميد يعرب صخر، إن إيران تبذل أقصى ما تستطيع كي تتجنب الدخول في الحرب، لأنها تحت الضغط الأمريكي والحشود التابعة للولايات المتحدة القريبة منها.
وأوضح الخبير العسكري، أن إسرائيل بحاجة إلى إثبات انخراط إيران بشكل مباشر في الحرب، ليمنحها ذريعة للتصعيد أكثر فأكثر وضرب أهداف بعمق لبنان لتحقيق أهدافها وسياستها التي رسمتها من أجل إعادة السكان إلى المستوطنات.