7 نقاط في 3 محاور.. تفاصيل خريطة اقتحام إسرائيل جنوب لبنان
أكثر من 20 محاولة نفذها الجيش الإسرائيلي للتوغل البري في جنوب لبنان عبر 7 نقاط في 3 محاور، خلال الأيام الماضية.
وبدأت إسرائيل في 23 سبتمبر/أيلول الماضي قصفا جويا مكثفا على مناطق في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، وأعلنت في 30 سبتمبر/أيلول بدء عمليات برية "محدودة ومركزة" عبر الحدود.
ومع إعلان الجيش الإسرائيلي أمس الثلاثاء توسيع نطاق هذه العمليات، تم استحداث محور جديد، في الجهة الغربية من جنوب لبنان.
وفيما يلي ترصد "العين الإخبارية" تلك النقاط التي سعى الجيش الإسرائيلي للتوغل عبرها:
المحور الشرقي:
هو المحور التقليدي الذي طالما دأب الجيش الإسرائيلي على التوغل إلى أراضي جنوب لبنان عبره، كما حصل في حرب يوليو/تموز من العام 2006، كونه يطل على أكبر المستوطنات في شمال إسرائيل، ومن ثم فإن تأمين تلك المستوطنات يتطلب السيطرة على هذا المحور، فضلا عن أنه يحتوي على ربوات عالية من شأنها تحسين الوضع الاستراتيجي لمين يسيطر عليها أثناء القتال، إذ تتيح له السيطرة على قضاءي مرجعيون والنبطية.
وسعى الجيش الإسرائيلي إلى التوغل في جنوب لبنان خلال الأيام الماضية، عبر 4 نقاط في المحور الشرقي، وهي بلدات:
العديسة
هي أقرب نقطة على الإطلاق بين جنوب لبنان وشمال إسرائيل، وتضم أعلى ربوة في المحور الشرقي، ترتفع نحو 700 متر عن سطح البحر، وشهدت قتالا ضاريا أكثر من مرة في الأيام الأخيرة.
السيطرة على العديسة يسمح بكشف كل القرى الحدودية في قضاء "مرجعيون"، ومنها يمكن تأمين مستوطنة "مكساف".
البليدة وكفر كلا
تعد البلدتان من مفاتيح الطرق العرضية في المحور الشرقي لجنوب لبنان، ومنهما يمكن كشف الطرق القادمة من بيروت وصيدا والنبطية وكفر كلا والطريق الساحلي.
ميس الجبل
وهي نقطة مستحدثة في المحور الشرقي، سعى الجيش الإسرائيلي إلى التوغل عبرها اليوم، للمرة الأولى، ولها أهمية استراتيجية في السيطرة على قضاء مرجعيون.
المحور الأوسط
كرر الجيش الإسرائيلي محاولات اقتحام جنوب لبنان عبر المحور الأوسط عدة مرات، ويتميز هذا المحور بأنه يضم المرتفعات الأعلى على الإطلاق على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، والسيطرة على تلك المرتفعات ضروري لتأمين ساحات القتال.
وخلال الأيام الماضية استهدف الجيش نقطتين في المحور الأوسط، هما:
مارون الراس:
وهي أهم بلدة استراتيجية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، إذ إنها الأعلى على طول تلك الحدود وترتفع نحو 1000 متر عن سطح البحر.
وتعد مارون الراس من النقاط التقليدية التي دأب الجيش الإسرائيلي على استهدافها حتى في حرب العام 2006.
السيطرة عليها تسمح بتأمين مستوطنة "أفيفيم" في شمال إسرائيل.
يارون
بلدة استراتيجية في جنوب لبنان وهي قريبة من قضاء بنت جبيل.
المحور الغربي:
هذا المحور يعد مستحدثا، فللمرة الأولى يسعى الجيش الإسرائيلي إلى اقتحام جنوب لبنان من خلاله، في الأيام الماضية، ويضم المحور الغربي قضاء صور والشريط الساحلي الجنوبي للدولة اللبنانية، فلو استطاعت إسرائيل اختراق المحور الغربي، فقد تتمكن من السيطرة على الشريط الساحلي بداية من الناقورة.
اللبونة
وهي بلدة ليست مرتفعة إلا أن تضاريسها الجبلية وعرة إلى حد ما، ومن خلالها يمكن تأمين نهاريا في شمال إسرائيل، وتعد اللبونة أقرب نقطة إلى مقر القيادة المركزية قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان، في بلدة الناقورة، إذ تبعد عنها نحو 4 كيلومترات فقط، ما يُفسر تحذير القوة الدولية في اليومين الماضيين الطرفين من اقتراب القتال من مقراتها.
وسعت إسرائيل إلى التوغل عبر اللبونة مرتين، اليوم وأمس.
أهداف استحداث المحور الغربي
ووفق الخبير العسكري المصري اللواء عادل العمدة في حديث لـ "العين الإخبارية" فإن اتجاه الجيش الإسرائيلي ناحية المحور الغربي يشير إلى رغبته في زيادة الضغط على عناصر حزب الله، عبر طول الحدود مع جنوب لبنان، لافتا إلى الأهمية الاستراتيجية لصور في المحور الغربي، والتي من خلالها يمكن الوصول إلى صيدا.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يبدو أنه يريد السيطرة على الطريق الساحلي المتجه إلى بيروت.
العمدة أشار إلى أن "الاتجاه للمحور الغربي للتوغل في جنوب لبنان، يُظهر أن الجيش الإسرائيلي يريد تعظيم مكاسبه والوصول إلى حالة أمنية يتم فيها القضاء على عوامل زعزعة الاستقرار في شمال إسرائيل، عبر إبعاد حزب الله عن الخط الأزرق الذي يمتد لأكثر من 120 كيلومترا، وقد يكون قرر حتى عبور الليطاني لجهة الشمال".
ورأى أن الجيش الإسرائيلي يُشتت جهود حزب الله في تلك المرحلة، ففي حين أن التركيز ينصب على المحورين الشرقي والأوسط، باغت الجيش الإسرائيلي، عناصر حزب الله، بفتح محور جديد في الغرب.
وتابع: "بدا أن مقاومة حزب الله أصبحت بلا أنياب، وردة فعلها ضعيفة، ومن ثم تريد إسرائيل تحقيق نجاح منقطع النظير، قبل إجراء الانتخابات الأمريكية في
5 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل".