«وحدة الساحات» من حزب الله لإسرائيل.. هل تنقلب الأدوار ويرضخ السنوار؟
من كان يعتقد أن حزب الله قد يتخلى يوما عن «وحدة الساحات» فيما تقبل عليها إسرائيل لتنقلب الأدوار في مقاربة عكسية لافتة، حال تحققها؟
لا شيء ثابت في الحروب، فما كان بالأمس محظورا قد يصبح بين ليلة وضحاها هدفا مشروعا، وما كان بقائمة «الثوابت» قد يسقط معها لضرورة قصوى.
هذا ما تكشفه تقارير إعلامية وتصريحات تفيد بأن إسرائيل أبلغت أمريكا بأن أي اتفاق تهدئة مع حزب الله يجب أن يتضمن إطلاق سراح الرهائن في غزة.
وفي حال تحقق هذه الأنباء -التي لا تزال قيد الترجيحات-، فإنها قد تخلق منعطفا بمفاوضات هدنة غزة، وقد تضطر حركة حماس لتليين موقفها بالمحادثات تحت ضغط الحلفاء هذه المرة.
ومنذ أن باغتت الحركة إسرائيل بهجومها غير المسبوق قبل عام، اتخذ حزب الله قراره بالدخول ضمن ما أسماه بـ«جبهة إسناد» لغزة، وربط بين وقف إطلاق النار في لبنان والتوصل لاتفاق مع حركة حماس.
لكن المفارقة جاءت بعد عام، وسط تقارير وتصريحات تشير إلى أن حزب الله وافق على وقف إطلاق النار، لكن ذلك حصل في توقيت متأخر بالنسبة لإسرائيل التي كانت منتشية بتحقيق أهدافها على الأرض، ومنها مقتل الأمين العام للحزب حسن نصر الله وكبار قادته من الصفين الأول والثاني.
ربط
كشفت مصادر إسرائيلية النقاب عن محاولة رئيس "الموساد" الإسرائيلي دافيد بارنياع الربط بين وقف إطلاق النار في لبنان بصفقة رهائن في غزة.
ووصفت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية المحاولة بأنها "مبادرة جديدة من رئيس الموساد لإطلاق المختطفين في قطاع غزة". ولم يعلق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على هذه المبادرة.
وسبق للحكومة الإسرائيلية أن قالت إن هدف الضربات الموجهة لحزب الله هي دفعه إلى شمال نهر الليطاني ووقف الهجمات على شمالي إسرائيل بما يسمح لنحو 70 ألف إسرائيلي بالعودة إلى البلدات والمدن الشمالية التي طلب الجيش الإسرائيلي من السكان مغادرتها قبل نحو العام.
كما أشارت إسرائيل إلى أن ضرباتها لحزب الله نتجت عن ربط وقف إطلاق النار من لبنان بتحقيق الهدف نفسه في غزة، كما عبر عن ذلك عدد من قادة حزب الله.
الضغط على السنوار؟
لكن بحسب القناة الإسرائيلية، فإن "برنياع مهتم باستغلال إنجازات إسرائيل في الشمال وضد حزب الله لإجبار زعيم حماس في غزة يحيى السنوار على عقد صفقة رهائن".
وقالت: "تأتي هذه الخطوة بعد أن حاولت إسرائيل خلال العام الماضي الفصل بين مختلف الساحات، والتوصل إلى تسوية في لبنان بغض النظر عن الوضع في غزة".
وأضافت: "الآن، يريد برنياع الربط ما بين الساحات والتوضيح لإيران وحزب الله أن وقف إطلاق النار ممكن فقط إذا تمت الموافقة على صفقة إطلاق سراح المختطفين".
وتابعت: "يقترح برنياع في الواقع عدم إغلاق الساحة في الشمال، أو الضربات ضد إيران، دون صفقة رهائن في غزة، وبهذه الطريقة، ستفرض إيران وحزب الله صفقة على السنوار لإطلاق سراح الرهائن".
«تشاؤم»
يقود بارنياع منذ شهور طويلة الوفد الإسرائيلي في المحادثات التي تجري مع الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وقطر للتوصل إلى اتفاق لتبادل الرهائن الإسرائيليين بأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية ووقف إطلاق نار بغزة.
وطبقا للقناة الإخبارية الإسرائيلية، فإن "نية برنياع هي الحصول على الأقل على الموافقة على صفقة الرهائن التي طرحت على الطاولة في الماضي".
إلا أن هذه الخطوة تهدف -أيضًا- إلى "السماح بإطلاق جميع المختطفين البالغ عددهم 101 شخص، والذين ظلوا محتجزين منذ أكثر من عام في قطاع غزة".
وكانت القناة ذاتها قالت قبل أيام إن "مسؤولين كباراً في إسرائيل أعربوا عن تشاؤمهم بشأن إمكانية الموافقة على الصفقة قريباً".
وقالت: "أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي تقييما للوضع في هذه القضية، بالتعاون مع رؤساء منتدى رؤساء الأجهزة الأمنية ومنسق الأسرى والمفقودين والوزراء، وقال مسؤولون أمنيون لبنيامين تنياهو خلال الجلسة: إن حماس أدت إلى تفاقم ظروف المختطفين"..
ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم بتشاؤم شديد: "عام من الحرب ولا مفاوضات على الإطلاق".
وأضافوا: "من أجل فتح المفاوضات مرة أخرى، من المستحيل التفاوض على أساس أحادي الجانب".