فك الارتباط بغزة.. هل قبل حزب الله في الغرف المغلقة ما رفضه علنا؟
نقلت وكالة رويترز عن مصدر حكومي لبناني قوله إن حزب الله مستعد لمناقشة وقف إطلاق نار مع إسرائيل، دون شرط هدنة في غزة.
وفي آخر ظهور له، تمسك أمين عام حزب الله حسن نصر الله الذي قتل في غارة إسرائيلية الشهر الماضي، بربط وقف الضربات المتبادلة مع إسرائيل بتوقيع اتفاق هدنة في غزة.
وما زال الموقف الرسمي المعلن للحزب اللبناني يربط بين الساحتين، لكن مؤشرات متنامية تكشف عن انفتاحه على هدنة في لبنان.
وتعرض لسلسلة من الضربات العنيفة بداية من مقتل الرجل الثاني في الجماعة فؤاد شكر، رئيس أركان الحزب، مرورا بتفجيرات أجهزة الاستدعاء واللاسلكي في عملية اعتراض إسرائيلية، ومقتل قادة قوة الرضوان، قوات النخبة في صفوفه، ولاحقا أمينه العام.
وقتل لاحقا قادة كبار في الحزب فيما لا يزال من غير المعلوم ما إذا كان خليفة نصر الله قد لقي مصيره أيضا في غارة إسرائيلية مماثلة على الضاحية الجنوبية.
وأكدت قيادات حزب الله باستمرار أن الأعمال القتالية عبر الحدود لن تتوقف حتى تنهي إسرائيل الحرب في غزة. وبدأت الجماعة في إطلاق الصواريخ على إسرائيل بعد يوم من هجوم قادته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي.
لكن نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، فك ذلك الرابط في خطاب بثه التلفزيون أمس الثلاثاء على الرغم من تعهده بمواصلة دعم جانب حماس والفلسطينيين في معركتهم ضد إسرائيل.
وقال قاسم إنه يدعم جهود رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حليف حزب الله، للتوصل إلى هدنة، دون وضع شروط مسبقة.
وأصبح قاسم الآن المسؤول الأعلى في حزب الله بعد مقتل نصر الله.
وقال قاسم "نؤيد الحراك السياسي الذي يقوده بري بعنوانه الأساس وقف إطلاق النار". وأضاف قائلا "إن تابع العدو حربه، فالميدان يحسم ونحن أهل الميدان ولن نستجدي حلا".
وقبل يومين، تحدث قياديان أقل مرتبة في حزب الله عن هدنة في لبنان من دون ربطها بغزة.
فك الارتباط
لكن مسؤولا بالحكومة اللبنانية طلب عدم نشر اسمه قال لرويترز إن حزب الله عدل عن موقفه بسبب مجموعة من الضغوط، بما في ذلك النزوح الجماعي للأفراد من الدوائر الانتخابية الرئيسية حيث يعيش أنصار الجماعة في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت.
وأضاف المسؤول أن القرار جاء أيضا بسبب تكثيف إسرائيل حملتها البرية واعتراض بعض الأطراف السياسية اللبنانية على موقف حزب الله.
وفي الأيام القليلة الماضية، دعا مشرعون كبار من الطوائف الأخرى في المشهد السياسي اللبناني إلى إصدار قرار لإنهاء القتال لا يربط مستقبل لبنان بحرب غزة. وكان لبنان يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية قبل أحدث جولة في الصراع.
ضغط داخلي
وقال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الإثنين الماضي "لن نربط مصيرنا بمصير غزة".
وقال السياسي المسيحي سليمان فرنجية، الحليف المقرب لحزب الله، لصحفيين أمس إن "الأولوية" هي وقف الهجوم الإسرائيلي. وأضاف "يجب أن نخرج موحدين في لبنان والأهم أن يخرج لبنان منتصرا".
وقبل هذه التعليقات، كانت هناك مؤشرات من قيادات أخرى على أن حزب الله قد يغير موقفه.
وقال محمود قماطي القيادي في حزب الله للتلفزيون الرسمي العراقي يوم الأحد إن الجماعة ستكون مستعدة لبدء استكشاف الحلول السياسية بعد وقف العدوان على لبنان، من دون ذكر غزة.
خطوة متأخرة
وقال دبلوماسيون لاحظوا هذا التحول إن حزب الله ربما تأخر كثيرا في خلق زخم دبلوماسي.
وأوضح أحد الدبلوماسيين المعنيين بالشأن اللبناني إن "المنطق الحاكم" الذي تتبناه إسرائيل الآن أصبح عسكريا لا دبلوماسيا.
كما أشار دبلوماسي غربي كبير إلى أنه لا مؤشرات على وقف إطلاق النار تلوح في الأفق، وإن الموقف الذي يعبر عنه المسؤولون اللبنانيون "تطور" من موقفهم السابق الذي ركز بشكل صارم على وقف إطلاق النار في غزة عندما بدأت القنابل تتساقط على بيروت.