كوريا الشمالية و«مترو» حزب الله.. أنفاق وشركة وملايين الدولارات
ربطت مجلة ناشيونال إنترست عن العلاقة بين كوريا الشمالية وحزب الله اللبناني كمصدر رئيسي لقدرات الأخير العسكرية واللوجستية.
ووفقا للتقرير، لم يكن حزب الله ليتمكن من بناء شبكة الأنفاق على حدوده الجنوبية، لولا الخبرة والهندسة والمعدات والمستشارين والفنيين الذين قدمتهم كوريا الشمالية.
وتقدم العديد من التقارير التي أعقبت حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006 أدلة على أن منشآت حزب الله تحت الأرض تم بناؤها تحت إشراف ومشورة كوريا الشمالية في عامي 2003 و2004.
احتوت هذه الأنفاق، إلى جانب الصواريخ، على صيدليات ومخازن أسلحة ومخزونات غذائية، وكانت شبكة الأنفاق المهمة هذه أكثر متانة مما توقعته القوات الإسرائيلية أثناء عملياتها القتالية ضد حزب الله عام 2006.
وذكرت الصحافة الإسرائيلية أن "القواعد العسكرية لحزب الله ومستودعاته ومخابئه وشبكات الاتصالات أكثر اتساعًا مما توقعته أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عشية حرب عام 2006".
وتقول تقارير أخرى تستند إلى شهادة ضابط سابق في الحرس الثوري الإيراني: "بمساعدة العديد من المهندسين والفنيين الإيرانيين، فضلاً عن خبراء من كوريا الشمالية، الذين سافروا إلى لبنان متنكرين في هيئة خدم للسفارة الإيرانية وضباطها، نجح حزب الله في بناء حزام تحت الأرض بطول 25 كيلومترا، مع فتحات بطول 12 مترًا على طوله. وتتصل كل أربع فتحات ببعضها البعض من خلال ممر يسهل الوصول إليه".
لكن الأنفاق التي استخدمها حزب الله في عام 2006 لم تكن سوى البداية.
شبكة أكبر
في عام 2021 كشف تقرير حاسم من مركز أبحاث "ألما" الإسرائيلي أن حزب الله بنى شبكة أنفاق أكبر بمساعدة الكوريين الشماليين بالطبع (والإيرانيين).
إذ وافق حزب الله على صفقة بقيمة 13 مليون دولار مع شركة KOMID (شركة الواجهة الأساسية في كوريا الشمالية) لبناء نظام أنفاق بطول خمسة وأربعين كيلومترًا يربط بين عدة مناطق رئيسية في لبنان، ويقال إنه أطول بكثير وأكثر تطورًا من نظام الأنفاق الأول.
ووفقا للتقرير، حصل الكوريون الشماليون بالفعل على 6 ملايين دولار بحلول عام 2014، واكتمل نظام الأنفاق بحلول عام 2021.
وأضاف "في تقديرنا، يمكن أن يصل الطول التراكمي لجميع الأنفاق إلى مئات الكيلومترات. وأنفاق حزب الله، مثل أنفاق حماس، تحتوي على غرف قيادة وتحكم تحت الأرض، ومستودعات أسلحة وإمدادات، وعيادات ميدانية، ومنافذ مخصصة محددة تستخدم لإطلاق الصواريخ من جميع الأنواع (الصواريخ، والصواريخ أرض-أرض، والصواريخ المضادة للدبابات، والصواريخ المضادة للطائرات). هذه المنافذ مخفية ومموهة ولا يمكن اكتشافها فوق الأرض".
وبحسب المجلة، فإن هذه الأنفاق تشكل عاملاً رئيسياً، وربما العامل الرئيسي، في قرار إسرائيل بإدخال قوات برية إلى الصراع مع حزب الله في الأراضي اللبنانية.
ما دور الأنفاق؟
الأنفاق لا تمنح حزب الله القدرة على الاستمرار لفترة أطول فحسب، بل إنها تمنحه أيضاً القدرة على نقل القوات والمعدات من منطقة قتال إلى أخرى دون أن تكتشفها طائرات جيش الدفاع الإسرائيلي أو غيرها من أساليب جمع المعلومات الاستخبارية.
وعلى هذا فإن كوريا الشمالية كانت تشكل جانباً رئيسياً من القدرات العسكرية والمرونة اللوجستية لحزب الله.
وفي الوقت الحالي، لم يعد هناك أي سبيل آخر لملاحقة قوات حزب الله سوى تدمير نظام الأنفاق الواسع والمتطور هذا، وهذا يتطلب قوات برية.
ووفق التقرير أيضا، هناك الآن أدلة قاطعة على أن كوريا الشمالية زودت حماس بصواريخ آر بي جي من طراز إف-7 عيار 122 ملم وقاذفات بالإضافة إلى أسلحة صغيرة أخرى.
كما زودت كوريا الشمالية الحوثيين بالأسلحة التقليدية والصواريخ الباليستية، وزودت إيران (أكبر عملائها) بالأسلحة نفسها، بما في ذلك أنظمة الصواريخ والمحركات التي هاجمت إسرائيل في أبريل/نيسان.
aXA6IDE4LjIyMi43OC42NSA= جزيرة ام اند امز