تحليل أمريكي: تهديدات "حزب الله" لإسرائيل لحفظ ماء الوجه
اعتبر تحليل نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن "حزب الله" غير جاهز لأى مواجهة مع إسرائيل.
وقالت "حنين غدار" كاتبة التحليل إنه بعد أسابيع من التوترات مع «حزب الله» بشأن مفاوضات الحدود البحرية وحقوق الغاز الطبيعي بين إسرائيل ولبنان، بدأ وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق الذى سيتيح، وفقا للتقارير الواردة من الجانبين، احتفاظ إسرائيل بجميع الحقوق الحصرية لحقل غاز "كاريش"، في حين سيحصل لبنان على حقل "قانا" بأكمله.
وأشارت غدار إلى خطاب أمين عام الحزب حسن نصر الله في 17 سبتمبر/ أيلول الجاري بأن جماعته "ستعطي فرصة لإحلال السلام" وستمتنع عن إطلاق المزيد من التهديدات أو القيام بأعمال مسلحة.
لكن غدار اعتبرت أن هذا الإعلان الخاص بحزب الله يعكس عدم قدرته على الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، وبدلا من ذلك هو يبحث عن طريقة دبلوماسية للخروج من التهديدات التي أصدرها، كما أن تنازله عن "موقفه القتالي" جاء ضمن تنازلات أخرى أبداها لبنان لصالح إسرائيل من أجل إبرام اتفاق بشكل سريع.
ففي عام 2011 على سبيل المثال، أشارت دراسة أجراها الجيش اللبناني إلى أنه يجب تمديد الحدود الجنوبية للمنطقة الاقتصادية الخالصة للبلاد جنوباً من "الخط 23" حتى"الخط 29"، والذي كان من شأنه أن يضع الجزء الأكبر من حقل "كاريش" في المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان.
غير أن الرئيس اللبناني ميشال عون تجاهل هذا الاقتراح وقَبِل بـ "الخط 23" على أنه الحدود البحرية.
ومقابل الاعتراف بحقوق إسرائيل الحصرية على "كاريش"، أصرّت بيروت على الاحتفاظ بكامل سيطرتها على حقل "قانا".
واستناداً إلى مسح زلزالي طلب لبنان إجراؤه في عام 2013، لم يتضح ما إذا كان حقل "قانا" يحتوي في الواقع على الغاز.
دعاية مزيفة
ووفقا لغدار،خاطبت وسائل إعلامية تابعة للحزب قاعدة مناصريه، بأن الحصول على حقوق حصرية على حقل "قانا" يمثل انتصاراً على إسرائيل - متجاهلة بشكل ملائم واقع أن "حزب الله"
غير مستعد ببساطة لخوض صراع شامل آخر ضد إسرائيل في الوقت الحالي.
وربما يعتبر " حزب الله" أن التهديد باستخدام صواريخه وطائراته المسيرة قد يحقق نتائج أكثر من الأسلحة نفسها، وأن حرباً أخرى – بعد تلك التي جرت في صيف 2006 - يمكن أن يكون لها تداعيات أسوأ على الحزب من تقديم تنازلات لعدوه اللدود.
وبالإضافة الى ذلك، فقد تراجعت جودة قوته القتالية بسبب مشاركته في النزاع السوري، مما جعله يفضل "الكم" على "الكيف" عند تجنيد مقاتلين جدد، فأصبحت الكثير من وحداته حالياً أقل تدريباً وانضباطاً والتزاما بالأيديولوجية من ذي قبل، لذلك سيحتاج الحزب إلى المزيد من الوقت والموارد والتمويل لإعادة تأهيل عناصره للحرب.
دعم إيراني
ومن ناحية أخرى، قد لا تتمكن إيران، الراعية الرئيسية لـ" حزب الله"من تمويله بالكامل أو إعادة بناء جيشه وترسانته ما لم ينتهِ الجمود في قضية الاتفاق النووي ويتم الإفراج عن أموالها المصادرة في الخارج. وبالتالي، تأمل قيادة الحزب في أن يؤدي مجرد التهديد بالحرب إلى دفع الأطراف المعنية إلى إبرام اتفاق عاجلاً وليس آجلا.
كما يروج الحزب إلى أن أسلحة الحزب هي التي تحمي الموارد الطبيعية القيّمة للبنان ضد إسرائيل، لاسيما بعد تصاعد الاستياء منه في الداخل اللبناني، وبعد أن خسر الأغلبية التي كان يتمتع بها في مجلس النواب في مايو/ أيار، وفق التحليل.
واعتبرت غدار أن كل تلك العوامل زادت شعور الحزب بالضعف وباحتمال فقد قدرته على إملاء من سيشغل رئاسة الجمهورية في لبنان والأشخاص الذين سيشغلون المناصب الأمنية الرئيسية في البلاد.
ويخشى "حزب الله" بالفعل من اندلاع صراع آخر مع إسرائيل لعدة أسباب أخرى.
فقد لا يلقى- وفق التحليل-تعاطفاً دوليا ومن المرجح أن تكون مساعدات إعادة الإعمار بعد الحرب أبطأ وأقل سخاء في المرة المقبلة.
كما ستكون أوروبا غاضبة من المساس بحقل "كاريش" الإسرائيلي، الذي سيذهب غازه إليهم مباشرة، فضلا عن ردود الفعل الساخطة المحلية نظراً للنفقات الضخمة والأضرار الجسيمة التي قد يحدثها مثل هذا الصراع.