الغريب في الأمر انضمام قطر لإيران وحزب الله في أجندتهما الإرهابية.
حرصت الرياض وأبوظبي على كشف الأعمال العدائية ضد دول مجلس التعاون والإضرار بالمصالح السياسية والاقتصادية لدول المجلس. السعودية والإمارات هما الأكثر تقاربا في وجهات نظرهما من حزب الله، الذراع العسكري الإرهابي لإيران في المنطقة.
الرياض وأبوظبي مارستا الصبر لفترة طويلة ولكنهما لن تصمتا على تهديد أمن شعبيهما وتهديد الأمن الإقليمي والدولي. إيران وحزب الله لا يفهمان إلا الصرامة لكي ينصاعا للقانون.
الغريب في الأمر انضمام قطر لإيران وحزب الله في أجندتهما الإرهابية. المثير للشبهات أن قطر وسعت شِباك مؤامراتها فأعطت وكالة حصرية لحزب الله اللبناني للعمل ضد الإمارات والسعودية. لعلي أذكر هنا عدة أمثلة عن أحداث وقعت خلال الفترة القصيرة الماضية.
وثائق أسامة بن لادن التي نشرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إي”، الأربعاء الماضي تحتوي على مستندات هامة ضُبطت أثناء الهجوم الأميركي عام 2011 في باكستان.
إحدى الوثائق أكدت أن إيران عرضت على تنظيم القاعدة المال والسلاح والتدرّب في معسكرات حزب الله في لبنان، مقابل ضرب المصالح الأميركية في السعودية والخليج. لذلك فإن العقوبات المالية الجديدة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها على حزب الله، جاءت تصميما جديا على تقليم أظافر حزب الله ولتجفيف منابعه المالية.
الحدث الثاني هو صب الآلة الإعلامية الإيرانية التابعة لحزب الله في لبنان جام غضبها على الوزير السعودي ثامر السبهان، بسبب مواقفه ضد التمدد الإيراني في المنطقة العربية. نجح السبهان بفضح الميليشيات المتطرفة في لبنان، بينما احترقت أسهم حزب الله وإيران.
الحدث الثالث إطلاق صاروخ باليستي حوثي من داخل الأراضي اليمنية باتجاه الأراضي السعودية يوم السبت الماضي. هنا أيضا جاء موقف قطر مهزوزا، مريبا ومرتبكا. ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقف بكل قوة وحسم مع المملكة العربية السعودية في مواجهة كل التحديات التي تستهدف أمنها وأمن المنطقة واستقرارها.
عندما وظفت طهران حزب الله للتآمر على أبوظبي بالتجسس وتسليم صور لأماكن في الدولة ومعلومات حول الإنتاج النفطي، أصدرت المحكمة الاتحادية العليا في الإمارات في أكتوبر 2016 بحق المتهمين أحكاما بالسجن المؤبد، وبالسجن 15 و10 سنوات. كذلك وجهت أبوظبي لائحة اتهام لـ59 شخصية و12 مؤسسة قطرية لتآمرهم على دولة وشعب الإمارات.
الرياض وأبوظبي مارستا الصبر لفترة طويلة، ولكنهما لن تصمتا على تهديد أمن شعبيهما وتهديد الأمن الإقليمي والدولي. إيران وحزب الله لا يفهمان إلا الصرامة والحدة لكي ينصاعا للقانون.
كالعادة تركب قطر الموجة وتستميت عبر أجهزة إعلامها المحرِّضة لمعاداة السعودية والإمارات. لماذا؟ أحد الأسباب (من ضمن أمور أخرى) هو حرص الرياض وأبوظبي على سلامة وأمن مصر حتى لا يسيطر عليها فكر الإخوان.
تَصَرُّف إعلام قطر المشين ضد جمهورية مصر العربية الشقيقة غير مستغرب، فالدوحة دأبت على ممارسة أنشطة عدائية تستهدف عددا من الدول العربية.
مرة تلو الأخرى تسعى قطر للعبث بأمن واستقرار دول مجلس التعاون من خلال دعم حزب الله والمجموعات المسلحة الإرهابية الأخرى. من الواضح أن هذا الحزب العدائي لن يتراجع عن تنفيذ ما هو مطلوب منه إيرانياً وهو زعزعة الاستقرار في الدول العربية، وبالتحديد في منطقة الخليج العربي. إلا أن السعودية والإمارات وجهتا رسالة واضحة وصارمة للتنظيمات الإرهابية.
مجلس الوزراء السعودي أقرّ الأسبوع الماضي نظام مكافحة الإرهاب، ودولة الإمارات اعتمدت قائمة بالأشخاص والتنظيمات الإرهابية. لقد أثبتت التجربة السعودية الإماراتية الناجحة أنها مثال يُقتدى به في دول العالم للتصدي للمنظمات المتخصصة في إشعال الحروب وتصدير الإرهاب.
نقلا عن "العرب اللندنية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة